سلط تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني الضوء على السيناريوهات المحتملة للعلاقة بين تركيا وحماس في ظل التقارب الأخير مع دولة الإحتلال الإسرائيلي .
يقول الموقع إن مسؤولي حماس يستبعدون أن تتخلى تركيا عن غزة .. هذا التقارب في العلاقات قد يحدث تحولا كبيرا في بنية القوى بمنطقة الشرق الأوسط ، ومع ذلك فإن الأسئلة طرحت حول تأثير تجدد العلاقات على علاقة تركيا بحماس التي تلقت دعماً تركيا خلال الفترة الأخيرة .
وأضاف التقرير أن معلومات قليلة ظهرت حول اللقاء الذي عقد بين قائد الحركة خالد مشعل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول يوم السبت الماضي، لكن العديد توقع سعادة “مشعل” بالأخبار التي تحدثت عن مفاوضات بين الحكومة التركية وإسرائيل .
ووفقاً لمصدر تركي تحدث إلى صحيفة “هاآرتس” فإن اللقاء كان سري ،وأشار إلى عدم لفت زيارة مشعل للكثير من الإهتمام في وسائل الإعلام .
ووفقاً لتقرير نشره مووقع “ينت” العبري فإن الإجتماع دار حول المغادرة الإختياريةل “صالح العاروري” المسؤول رفيع المستوى بحماس والمتهم بالوقوف خلف مقتل ثلاثة من المستوطنين الإسرائيليين في 2014 ، وهناك تقارير متعارضة حول مكان “العاروري”.
وتابع التقرير : نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات هي قضية رفع الحصار عن غزة التي تضعها تركيا شرط أساسي لإستئناف العلاقات بين البلدين .
ونقل التقرير تصريح “باسم نعيم” المسئول البارز بحماس يوم الإثنين الماضي الذي قال فيه أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل “لن تكون بمثابة الأخبار الجيدة إذا لم ترفع إسرائيل الحصار على غزة”.
ومع ذلك فإن أحمد يوسف القيادي بالحركة والمستشار السابق لدى “إسماعيل هنية” أكد للموقع أن المسؤولين الأتراك هدأوا مخاوف الحركة وقال “يوسف” :”في البداية بدا الأمر وكانه سيئ ، وأثار دهشة الكثيرين في غزة ” لكنه أضاف ” أنا الآن سعيد لأنه ليس هناك تنازل عن الشروط الثلاث” ، مشددا : “تركيا سوف تقف خلف الشعب الفلسطيني وبالأخص حماس” .
وأشار التقرير إلى توقف العلاقات بين تركيا وإسرائيل عام 2010 بعد اعتداء إسرائيل على ستة سفن إغاثة تركية متوجهة إلى غزة ، ونتج عن الحادث مقتل ثمانية أشخاص .
وفي أعقاب انهيار العلاقات مع “إسرائيل” تمسكت تركيا بتنفيذ ثلاث شروط قبل استئناف العلاقات هي الإعتذار العلني ،وتعويض أهالي الضحايا، ورفع الحصار عن غزة إلا أن الشرط الثالث هو نقطة الخلاف .
و توقع مسئول آخر في حماس عدم اتمام الصفقة في المستقبل القريب لأن “إسرائيل” لن تسمح برفع الحصار عن غزة ” ويضيف :”بالرغم من ذلك فإن تركيا تتمسك برفع الحصار ،وحتى الآن فإنهم مازالوا يؤكدون على أنهم لن يتخلوا عن غزة وأنه لن يكون هناك صفقة بدونها “
وتابع المسؤول بالحركة: ” إلى أي مدى سيصرون على رفع الحصار بشكل كامل.. أنا لا أدري”.
ولفت الي التقرير إلى العلاقات التاريخية التي جمعت بين البلدين منذ تأسيس دولة الإحتلال فتركيا هي أول دولة مسلمة تعترف بـ”إسرائيل” ، موضحا أن التقارب الأخير بين البلدين يأتي في ظل تعرض تركيا لعاصفة دبلوماسية في أعقاب إسقاط تركيا للطائرة الروسية ومحاولة البحث عن شريك آخر في المنطقة .
ونقل التقرير عن “أنكارلي جان” المحلل التركي القول ” الأتراك بحاجة إلى مصادر بديلة للطاقة في حال رفض إيران تزويدهم بها بسبب الضغوط الروسية”