قبل أيام من بدء جلسات مجلس النواب، بدأ الحديث عن شكل التعامل الإعلامي مع مجلس النواب 2015، وهل سيتم بثّ جلساته على الهواء أم سيتم بثّها في وقت لاحق وعقب عمليات المونتاج، في ما ظهرت أنباء تعد مفاجأة، حيث تقدمت إحدى القنوات العربية الشهيرة “لم يعرف اسمها” بطلب للأمين العام لمجلس النواب، المستشار أحمد سعد الدين، بطلب لشراء البث الحصري لجلسات مجلس النواب المقبل مقابل 100 مليون دولار أمريكي، وهي السابقة الأولى من نوعها في تاريخ الحياة النيابية المصرية.
وستقتصر بث جلسات مجلس النواب في حال الموافقة على هذا العرض على شاشة القناة العربية، إضافة إلى السماح للتليفزيون المصري ببث الجلسات عبر شاشة قناة صوت الشعب، دون تمكّنه من استخدام محتوى الجلسات في البرامج والمتابعات الإخبارية.
وفي تصريحات خاصة لـ”رصد” وضع عدد من خبراء الإعلام 3 أسباب دفعت الفضائية العربية نستعرضها لكم في هذا التقرير:
الشخصيات المشهورة إعلاميا
قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الاعلام بجامعة القاهرة، إن القناة الفضائية عرضت هذا المبلغ، اعتمادا منها على وجود عدد كبير من الشخصيات العامة بين أعضاء المجلس، وهي الشخصيات التي تحظى بنسبة متابعة ومشاهدة عالية في القنوات الفضائية، إلى جانب المساحات الواسعة المخصصة لتغطية أخبارهم وأنشطتهم وأعمالهم المثيرة في الصحف والجرائد.
وأشارت ليلى في تصريح لـ”رصد” إلى أن هذا الطلب جاء بناء على حالة الجدل التي أثيرت حول هذا المجلس فهناك عشرات النواب لم يكن متوقعين أن يفوزا في هذه الانتخابات الأمر الذي يجعل من متابعته شيئا مفروغا منه.
الإثارة
يقول الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الإثارة السياسية تجعل من هذا البرلمان محل طلب لبث جلساته ووضع التحليللات السياسية له، متوقعا أن تكون هذه القناة هي “إم بي سي” السعودية.
وأضاف العالم في تصريح لـ”رصد”: أن كل الأحداث التي وقعت في الأشهر الأحيرة حول الانتخابات البرلمانية، وأعضاء البرلمان أنفسهم من تصريحات مثيرة للجدل، تجعل لمجلس النواب المرتقب حالة من التشويق والإثارة، حيث يترقب الجميع سواء أكان مؤيدا أو معارضا متابعة ما سيكون هذا البرلمان من شكل وتركيبة.
وأشار العالم إلى أن هناك هدفل سياسيل من هذا العرض، حيث يمكن لهذه القناة أن تستغل جلسات البرلمان في عملية الضغط الإعلامي ضد الدولة المصرية في أي وقت.
الكوميديا
ويقول قطب العربي، الكاتب الصحفي والأمين المساعد للمجلس الأعلى للصحافة سابقا، إن الهدف من هذا الطلب هو الترويج لجلسات كوميديا ومسخرة سياسية لمصر، خاصة بعد فوز مرشحين لا يفقهون شيئا سوء إثارة البلبة والفوضى والتهريج في القنوات الفضائية.
وأوضح العربي في تصريح لـ”رصد”: ماذا ننتظر من برلمان به مرتضى منصور وابنه وتوفيق عكاشة وسعيد حساسين وغيرهم من ليس لهم في السياسة من شيء سوى الكلمات المضحكة؟
وعرضت قناة “العربية” في خطابها للأمين العام لمجلس النواب، مشاركة المجلس للمحطة في المدخول المالي الناتج عن ذلك، وأمهلت المستشار أحمد سعد الدين، الأمين العام للمجلس، أسبوعًا للتفكير في العرض المقدم من جانبها، مؤكّدة -في طلبها وعلى لسان وكيلها- أنه في حال الموافقة المبدئية على العرض فإنها سترسل عرضًا ماليًّا وفنيًّا، يشمل كل الالتزامات المتبادلة بين الأطراف، ويخضع للتغيير وفقًا لمقتضيات الأمور.