ظاهرة خطيرة بدأت في التنامي خلال العام المنتهي 2015، المئات من المواطنين يتوافدون على الحيوانات بدعوى الاستشفاء من لبنها، فلا يمكث خبر “دابة مبروكة” إلا وجاءها الناس من كل فج عميق للحصول على القليل منها للتخلص من أمراضهم بعد فشل العلاج في إنهاء أزمتهم الصحية.
وسادت حالة من الجدل والتساؤلات لدى الكثير خلال الأيام الماضية، إثر ظهور بقرة يدعي أصحابها بأنها مباركة تساهم في علاج الكثير من الأمراض المزمنة على رأسها أمراض الفشل الكلوي والفيروسات الكبدية.
في هذا التقرير توثق شبكة “رصد” 4 حالات لجأ إليها المواطنون ولا تزال أملا في الشفاء:
البقرة فيها دواء شافي
توافد عدد من المواطنين على بقرة قرية بني أحمد الغريبة بالمنيا، بعد مزاعم أن لبنها يشفي مرضى فيروس سي.
وتسابق المواطنون من أجل الحصول على لبن البقرة الذي يشفيهم من فيروس سي بمجرد تناوله 3 مرات، حيث قطع عشرات المرضى مئات الكيلومترات من أجل الحصول على لبن البقرة لشفائهم من المرض.
صاحب البقرة خالد إسماعيل أخصائي اجتماعي بمدرسة بني أحمد الثانوية تردد في الحديث عن بقرته وأكد أن وسائل الإعلام أعطت القضية أكبر من حجمها وأنه لا يتكسب منها، ويضيف أن البقرة بصحة جيدة ولا تتناول أي أدوية سوى حقنة وحيدة لتنظيم الدورة الشهرية تحصل عليها كل الأبقار ولا تؤثر على لحمها أو لبنها.
وأوضح خالد أنه فوجئ بأن تلك البقرة تدر لبنا دون أن تلد وهناك من شرب هذا اللبن، وقال إنه شفي من فيروس سي وتناقلت الحكايات بين الناس وذاع صيت البقرة، وأنا لا أتكسب منها وإنما عندما علمت بمعجزة لبنها وقدرته على شفاء المواطنين، جعلنا لبنها صدقة حتى زاد الطلب عليه، وأصبح محجوزا كصدقة لمدة 6 شهور قادمة، مشيرا إلى أن قصة تلك البقرة بدأ منذ 4 أشهر، حيث يحصل كل مريض على كوب صغير من الشاي من اللبن 3 مرات فقط يشفي من الأمراض.
من جانبه أكد الدكتور “علاء عثمان” وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، تعليقا على حالة الجدل التي تشهدها قرية كفر سعد التابعة لمركز الرحمانية إثر ظهور بقرة يدعي أصحابها بأنها مباركة، ويساهم لبنها في علاج الكثير من الأمراض المزمنة على رأسها أمراض الفشل الكلوي والفيروسات الكبدية.
وشدد عثمان في تصريحات صحفية، على ضرورة مواجهة تلك الظواهر الغريبة المروجة للخرافة (البقرة المبروكة)، موضحا أنه تم تشكيل لجنة موسعة من الطب البيطري وأخذ عينات من لبن تلك البقرة لتحليلها بمعامل وزارة الصحة.
المعزة المعجزة
خلال العام الماضي، توافد العديد من المواطنين على قرية كفر محفزظ في محافظة الفيوم من مختلف المحافظات، على جرعة لبن من “المعزة المعجزة” كما لقبت، تحت مزاعم أنها تشفي من جميع الأمراض.
وتواجدت بمدخل القرية، سيارات ملاكي وميكروباص، ونقل ودراجات بخارية وتوك توك، في انتظار الدور للحصول على جرعه من لبن المعزة، لا تتعدى 5 سم، خلال حقنة صغيرة ليتناولها المريض على مرتين ليتم شفاؤه خلال 15 يومًا من أي مرض.
لبن الإبل في مطروح
يعد لبن الإبل في مطروح، أحد ركائز اقتصاد المحافظة هناك، إذ تشتهر هذه المدينة ببيع هذا اللبن الذي يعتبره الكثير أحد وسائل الشفاء خاصة من فيروس “سي” والسكر.
إلا أن الدكتور سمير عنتر استشاري أمراض الكبد، ونائب مدير مستشفى حميات إمبابة، أكد أن لبن الإبل لن يستطيع شفاء هذه الأمراض إلا أنه مفيد للصحة بشكل عام.
وقال عنتر في تصريح لـ”رصد”: “الكثير يلجأ إلى بائعي الوهم أملا منهم في الشفاء، لكن للأسف فرغم أن هناك أملا كثيرا عند إقبالهم على شرب ألبان هذه الحيوانات فإن النتائج كلها سلبية ما تسبب صدمة أكبر للمريض.
لسعة النحل
لعلاج الروماتيزم والتهاب المفاصل والأعصاب، هكذا يعلنون بعض أصحاب محلات العطارة وبيع عسل النحل بأنهم لديهم مكان مخصص لإجراء لسعات النحل في الأجسام للشفاء من الأمراض.