يعرف الزواج بعدة مفاهيم؛ أهمها الاستقرار، فالشخص البالغ الذي يبحث عن الاستقرار، دائما تتجه أنظاره وأهدافه نحو الزواج، ومن ثم يستطيع تكوين عائلة والتفكير في مستقبلهما معًا؛ ومع حدوث الطلاق، يختل توازن الشريكين، فيجدان أنفسهما في مفترق طرق لا يعرفون أي طريق يسلكون، متسائلين ماذا بعد الطلاق؟
وللإجابة على ذلك، نستعين بكتاب “انا كارنينا” للكاتب “ليو تولستوي”، والذي بدأ بجملة “جميع الأسر السعيدة تشبه بعضها البعض، إلا أن كل عائلة تعيسة، هي تعيسة بطريقتها الخاصة”، الجميع يفرح بالزواج ويسعد به بطريقة مشابهة، ولكن في حالة الحزن، فالكل يحزن على طريقته، ويؤثر الطلاق على نفسية الزوجين بحسب السبب، فيشعر كل منهما بالضياع، فبين التجاهل وبين الاستسلام والغرق في بحار الاحزان، ولكن هل من التفكير لوهلة، الزمن لا يعود ولا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب، دعها الذكريات ترحل، ودع حياتك تستمر، وخلال الأسطر القادمة سنلخص ما جاء في الكتاب من كيفية ترميم الحياة واستعادتها بعد الطلاق.
خذ وقتك من الحزن
في بعض الأوقات تكون فكرة الطلاق الخيار الوحيد أمام الزوجين؛ قد يرجع لأسباب تأذى فيها أحد الزوجين أكثر من الآخر، أو كلاهما تأذى من قرار الانفصال، وهنا يكون قرار الانفصال أشبه بموت الشريك، أو أحد الوالدين؛ فتكون مشاعر الحزن شرعية تمامًا ولا مفر منها، ولذلك من المهم عدم إخفائها، فيمكن ببساطة أن تشعروا بالحزن، ولكن يبقى سرًّا بينكم وبين أنفسكم، ولا يجب أن يعرف الطرف الآخر أنكم حزنتم عليه.
عبر عن مشاعرك ولا تخفها
الطلاق يجعل الكثير من الأزواج يتعاملون مع مشاعرهم بشكل غير صحيح، ويتنقلون بها (في الغالب تكون سلبية) الى العلاقة التالية، وهذا خطأ، فيمكن أن تؤثر تلك المشاعر في تفكيك العلاقات التي تأتي بعد الطلاق، فيجب التعبير عن المشاعر بصدق للطرف الآخر قبل البدء في علاقتكما الجديدة، وأن يحدث التفهم بينكما وتقرروا أن تعالجوا الصدمة الزوجية السابقة قبل البدء في علاقة جديدة.
ثقوا بأنفسكم
قد يحدث الطلاق بسبب المعاملة المهينة التي تلقاها من شريكه خلال فترة الزواج، والتي بالطبع تكون قد خفضت من مستوى الثقة بالنفس له، وهزت تقييمه الذاتي لنفسه؛ مما قد يصل إلى شعور الرفض الذاتي بعد الطلاق، وبعد الطلاق يكون ذلك هو الوقت الأفضل لعلاج هذه المشاعر لإعادة الثقة بالنفس.
اكتشف نفسك من جديد
الأشخاص الذين استمروا في زواجهم لفترات طويلة، يلاحظون أنهم بمرور الوقت يضطرون للتخلي عن الكثير من الأشياء التي اعتادوا على القيام بها، والتي كانت تتسبب في استياء الطرف الآخر، أو لم تكن ملائمة للعلاقة الزوجية؛ فلهؤلاء فترة ما بعد الطلاق تعد مناسبة للتعرف على النفس من الجديد وإعادة تقييم الذات، والتي تمكنكم من التعرف على أشخاص جدد من خلالها.
افعل ما تحبه وحُرمت منه
دائمًا يضطر الأشخاص في عدم فعل بعض الأشياء بحجة التزامهم بزوج أو زوجة، مثل السهر مع الأصدقاء، أو تناول العشاء خارج المنزل، أو تغيير جو والسفر لأحد الأماكن وقضاء بعض الوقت هناك؛ بعد الطلاق يكون ذلك مباحًا، لا تقم بتقييد حريتك، انطلق وافعل ما تحب، ولا تغلقي باب غرفتك على نفسك وتمر ساعات اليوم في البكاء والحزن، ألم تشتاقي للتسوق مع الأصدقاء؟