أكد عدد من الخبراء العسكريين أن تصريحات عبد الفتاح السيسي الأخيرة بخصوص حادث الطائرة الروسية يعتبر مؤشرًا قويًا لتواجد عسكري روسي قريب في مصر عامة وسيناء خاصة.
وكان السيسي قد ألمح إلى تعاون عسكري مع دول صديقة، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، مساء الخميس، قائلا: “نحن في مصر نقدر مخاوف الدولة؛ ولذلك نحن مستعدون لتجاوب أكثر مع أي تعاون أمني مع أصدقائنا لضمان أمن المطارات المصرية”.
وأعرب السيسي عن تفهمه لتخوفات بعض الدول على رعاياهم بشرم الشيخ، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية.
وأضاف: “بعد سقوط الطائرة الروسية حدث اتصال بيني وبين كاميرون، أعربت فيه عن ترحيبي بأي تعاون بيننا للاطمئنان على إجراءات تأمين مطار شرم الشيخ”.
وأشار اللواء عادل سليمان الخبير العسكري إلى أن العلاقات المصرية الروسية تسمح لأن يكون هناك تواجد عسكري روسي في مصر، فالسيسي عقد أعلى صفقة سلاح العامين الماضيين مع روسيا، بالإضافة إلى عودة الانسجام السياسي بين الطرفين؛ إذ توطدت الأيام الماضية، عسكريًا واقتصاديًا.
وأضاف “سليمان”، في تصريح لـ”رصد”، أن روسيا تتوافق مع مصر حاليًّا في محاربة التنظيمات المسلحة على رأسها تنظيم “الدولة” الذي ينشط في سيناء، وبالتالي ستكون حادثة الطائرة الروسية المنكوبة التي سقطت في منطقة الحسنة بالعريش ذريعة كبرى لتدخل عسكري روسي بموافقة مصر.
من جانبه اعتبر اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري وجود القوات الأجنبية سواء روسية أو غيرها لن يكون أمرًا مفاجئًا، فالعمليات الإرهابية ضرر على العالم أجمعه وليس في مصر فقط، ومن مصلحة الغرب إنهاء الإرهاب في مصر.
وقال “مسلم”، في تصريح لـ”رصد”: “إن تصريح السيسي دليل على أن هناك نية مسبقة لتشكيل قوة دولية مشتركة في تأمين المطارات ومن ثم المشاركة في تنفيذ مهمات من شأنها القضاء على تنظيم “الدولة” في سيناء”.
وأصدرت “وﻻية سيناء”، فرع تنظيم “الدولة” فى مصر، بيانا صوتيا زعمت فيه مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الروسية، دون إيضاح الكيفية التي أسقط بها الطائرة، كما أنه لم يقدم دليلا يثبت ادعاءها، وفقا لما ذكرته فضائية “بي بي سي عربي” ونقله موقعها الإلكتروني.
وأشار المتحدث باسم التنظيم -مجهول الهوية- في التسجيل الصوتي إلى أن الحادث وقع في مناسبة الذكرى الأولى لبيعة الفرع لتنظيم “الدولة” العام الماضي، حين أطلقت جماعة “أنصار بيت المقدس” على نفسها بعد تلك البيعة اسم “ولاية سيناء”.
وكان السيسي،قد وصل أمس الأربعاء إلى العاصمة البريطانية لندن، في زيارة رسمية من المقرر أن تستمر يومين، لعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين هناك حول سبل تعزيز العلاقات بين مصر وبريطانيا، وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
يذكر أن طائرة روسية من طراز إيرباص 321، وعلى متنها 217 راكبًا، إضافة إلى طاقمها المكون من 7 أفراد، تحطمت صباح السبت، قرب مدينة الحسنة بسيناء.
وكانت الطائرة في رحلتها من مدينة شرم الشيخ إلى مدينة سان بيترسبورج الروسية؛ إذ أقلعت الطائرة في الساعة 5:51 فجرًا بتوقيت القاهرة، واختفت من على شاشات الرادار فور إقلاعها.
وتحوم حول حادث تحطم الطائرة الروسية شكوك عمليه إرهابية، كما أن شركات الطيران الروسية تعتقد أن هناك سببًا خارجيًا يكون السبب في تحطم الطائرة “إير باصِ321″، وذلك وفقًا لمعلومات نقلتها وكالة “انترفاكس” الروسية .