توفي، صباح اليوم الثلاثاء، عضو مجلس النواب، ورئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي، في بغداد، عن عمر ناهز السبعين عامًا؛ إثر إصابته بنوبة قلبية.
ولد أحمد عبدالهادي الجلبي والملقب بـ”أبو هاشم” عام 1944 من أسرة شيعية ثرية عاشت في مدينة الكاظمية المقدسة ببغداد، وارتبطت بعلاقات قديمة بالملكية الهاشمية التي حكمت العراق بعد الحرب العالمية الأولى.
خدم جد الجلبي في 9 مناصب وزارية عراقية، وكان والده موظفًا لدى مجلس الوزراء ورئيسًا للمجلس النيابي، وكان أبو هاشم كان من أصغر أولاد عبدالهادي الجلبي.
غادر الجلبي العراق عام 1958 مع عائلته إلى الأردن، فأمضى شبابه متنقلًا بين عمان ولندن وبيروت وواشنطن.
درس الجلبي الرياضيات في جامعة شيكاغو فحصل منها على درجة الأستاذية، ثم درس في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، وعمل أستاذًا للرياضيات في الجامعة الأميركية ببيروت حتى العام 1977؛ حيث دعاه الأمير حسن شقيق الملك حسين إلى تأسيس بنك البتراء، وفي مدة صار البنك ثاني أبرز بنك في الأردن ومن أهم البنوك من نوعه في المنطقة، واستمر يتدرج في عالم المال حتى أصبح من رموز المستثمرين العرب في أوروبا والوطن العربي.
اتهم الجلبي باختلاس نحو 280 مليون دولار من بنك البتراء وتحويلها إلى مصارف سويسرية، وواجه حكمًا غيابيًا بالسجن لمدة 22 عامًا، وقد رفعت أربع دعاوى في حق الجلبي الذي فر مع أشقائه من الأردن عام 1989.
السلطات العراقية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، أصدرت قرارًا بمنعه من دخول العراق، مما جعله منفيًا لعدة سنوات.
وكان للجلبي دور بارز في إقناع إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، بأن الرئيس العراقي الراحل يمتلك أسلحة دمار شامل مما أدى إلى غزو العراق.
واتهمه الكاتب الأميركي ريتشارد بونين بأنه هو أبرز من أقنع الولايات المتحدة بغزو العراق عام 2003، فقال بونين: “من اللافت أن يتمكن العراقي المنفي أحمد الجلبي من حمل دولة عظمى على غزو العراق، خاصة أنه لم يكن آمرًا لجيش أو قائدًا لقبيلة، وأرى أنه ربما تسبب في جعل الولايات المتحدة تندم على غزوها العراق لسنين قادمة”.
وعاد الجلبي إلى العراق في أعقاب إطاحة القوات الأميركية بنظام صدام حسين في إبريل عام 2003، وأصبح أحد أعضاء مجلس الحكم في العراق الذي شكل في عام 2004، والذي تسلم مقاليد الحكم حينها.
والجلبي هو رئيس المؤتمر الوطني العراقي ورئيس اللجنة المالية النيابية في البرلمان العراقي، حتى وافته المنية.