يتزامن وقت إجراء الانتخابات البرلمانية المصرية والتركية في آن واحد.
وفي الوقت الذي تتوجه فيه أنظار العالم إلى تركيا التي تشهد أكبر انتخابات تنافسية بين أكبر الأحزاب التركية حزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أوردغان، ضد عدد من الأحزب المعارضة، سخرت وسائل الإعلام المصرية من ضعف الإقبال على الانتخابات المصرية؛ حيث كانت نسبة المشاركة ضعيفة للغاية والجان خاوية، وكانت النتيجة محسومة لقائمة في حب مصر التي شكلها عبد الفتاح السيسي لتسيطر على البرلمان.
انتخابات بلا تأثير
ومن المتوقع ألا تحدث الانتخابات البرلمانية المصرية أي تغيير يذكر، بل إنها ستزيد المشهد سوءًا نظرًا لحالة التذمر والتملل من القرارات الحكومية والتخبط الذي يسود المشهد السياسي المصري.
وينظر الشارع إلى مرشحى البرلمان الجديد على أنه تم اختيارهم بعناية منذ البداية من قبل السلطة الحاكمة حتى يتسنَّى لها إصدار القوانين التي تلائمها وبالتحديد تلائم مصالحها الشخصية.
إلى جانب تعديل الدستور الذي لم يمض على صدوره سوى عام فقط أيضًا ليلائم هوى السلطة، وهو ما أشار إليه عبد الفتاح السيسي في أحد خطاباته وموجهًا انتقاده للدستور عبر قوله إنه تمت كتابته بنية حسنة.
الانتخابات التركية والتغيرات الإقليمية
وفي المقابل فتركيا تشهد انتخابات فاصلة؛ ففي الوقت الذي تعاد فيه الانتخابات التركية بعد أن فشل أي حزب في حسم الانتخابات، وفشل تكوين تحالف انتخابي يشكل الحكومة، فتشتعل المنافسة بين الأحزب لحسمها؛ حيث سيترتب على هذه الانتخابات تغيير واجهة تركيا وسياستها.
ويذهب البعض إلى أن عدم حصول حزب العدالة والتنمية الحاكم على الأغلبية المريحة سيجبره على الدخول في حكومة ائتلافية ستغير كثيرًا من سياسات تركيا الخارجية بشكل كبير.
ويعتبر عدم حصول حزب العدالة والتنمية على أغلبية مريحة في تركيا تسمح له بتشكيل الحكومة ضربة قوية لتيار الإسلام السياسي في المنطقة، ولثورات الربيع العربي.
مشاركة كثيفة
وشهدت الانتخابات التركية في الخارج مشاركة كثيفة؛ حيث وصلت تخطت نسبة المشاركة 60%، كما تشهد الانتخابات داخليًا نسبة إقبال كثيفة وفقًا لاستطلاعات الرأي والرصد، ومن المتوقع ان تشتعل المنافسة.
ويستمر الناخبون الأتراك التصويت في الانتخابات البرلمانية، وسط إقبال كبير؛ حيث يذكر مركز “كوندا” أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأحد 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، ستصل لـ91%.
ومن جهته أشار “تهران إيردام” مؤسس المركز إلى أن “التحدي والرغبة القوية من قبل جميع الأحزاب، سواء الباحثون عن إثبات وجودهم بين صفوف المعارضة أو بين الباحثين عن الوصول إلى الحكم يلعب دورًا كبيرًا في رفع نسبة التصويت”.
مركز ميتروبول للأبحاث الاجتماعية والاستراتيجية توقع أن نسبة التصويت ستتراوح بين 84 ـ 86%، ويبرر أوزار سنجار المشرف على المركز هذه النسبة العادية بتواجد ٢ مليون طالب تركي منتشرين في كل أنحاء تركيا، ومن المرجح عدم عودتهم إلى مدنهم الأصلية.
مقارنة ظالمة
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد رامي، القيادي بحزب الحرية والعدالة، أن المقارنة بين الانتخابات التركية والمصرية مقارنة ظالمة؛ حيث إنه شتان بين دولة تحترم إرادة الناخبين وتعود إليهم مجددًا خلال أشهر لحسم خلاف سياسي بآليات ديمقراطية، وبين أخرى تداس فيها إرادة الناخبين عبر 5 استحقاقات انتخابية بالدبابات.
وأضاف رامي -في تصريح خاص لرصد- أنه لا عجب أن يكون الفارق بينهما ما نراه في كل مجالات الحياة.
وأوضح رامي أن جميع دول العالم تنتظر بترقب نتيجة الانتخابات التركية التي ستترتب عليها تغيرات كبيرة في المنطقة؛ لما تتمتع به تركيا من ثقل دولي، في حين شاهد العالم الانتخابات المصرية بسخرية؛ حيث شاهدوا نسبة الإقبال المنعدمة بعد أن كانت الطوابير تملأ اللجان بعد ثورة 25 يناير وكانت هناك منافسة حقيقية.