بقلم عادل القناعي
عندما كنا خير أمة أخرجت للناس ، كنا حينها خير أمة عربية تحمل رسالة خالدة ، وكانت أحلامنا لا تتعدى مشروعنا العربي المشترك ، كنا ننشد في صغرنا أنشودة ” بلاد العرب أوطاني ، من الشام لبغداد ” ، نعم كان حلما بسيطا وجميلا ، وكان حلم وحدتنا العربية يراود كل بيت عربي ، وكانت تحية الصباح التي كنا نؤديها بكل مشاعرنا وأحاسيسنا البريئة كالبركان الثائر يئن في سماء أوطاننا ، فنصرخ بأعلى صوتنا ” تحيا الأمة العربية ”
فجأة استيقظنا من هذا الحلم العربي الجميل ، لنجد أن الواقع العربي قد تحول إلى كابوس مخيف ، واصطدمت أحلامنا بصخرة الواقع المرير ، واكتشفنا بعد ذلك أن أوطاننا العربية أصبحت مجرد دمى بأيدي أمريكا وإسرائيل ، والذين لم يقرؤوا مشروع برنارد لويس لتقسيم العالم العربي والإسلامي من باكستان إلى المغرب لم يدركوا ولم يعلموا خطورة الهجمة الشرسة على دولنا العربية ، فما تصنعه أمريكا وحليفتها إسرائيل ما هو إلا تنفيذ للمخطط الإستعماري الذي خططته وأعلنته الصهيونية العالمية بتحويل العالم العربي إلى خادم مطيع لدولة الكيان الصهيوني الكبير ، فبدأت أمريكا بالتوغل في الدول العربية بشكل واضح للعيان ، وأخذت تنسج خيوطها المسمومة لعرقلة كل نجاح عربي ، فبدأت بممارسة آلاعيبها الخبيثة وضرب كيان الوحدة العربية ، حتى مزقت العراق ، وزرعت فيه كل أنواع الفتن الطائفية والمذهبية ، ودخلت إلى اليمن حتى أصبح اليمن وكرا للإرهاب ، وأصبحت سوريا مقرا للجيوش الأمريكية وغيرها من الجيوش المرتزقة ، وأصبح الخليج العربي مرتعا للعبث الأمريكي الذي سرق ونهب ثروات شعوبنا الخليجية .
ومن جانب آخر صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ” إن بعض زعماء الدول العربية يعتبرون إسرائيل دولة للشعب اليهودي في إجتماعات الغرف المغلقة ، لكنهم لا يجاهرون بهذا الموقف في ضوء الجمود في عملية السلام ” ، فأي خزي وعار وذل عربي نعيشه حاليا ، فهل سيأتي يوما ما ونسمع جيلنا القادم يردد ” بلاد الغرب أوطاني ، من أمريكا لإسرائيل ” أو سنسمعهم في تحية الصباح يرددون ” تحيا الأمة الإسرائيلية ” ، فبتخاذلنا وضعفنا وإستسلامنا أصبحت شعوبنا العربية ألعوبة في يد أمريكا وإسرائيل .