استغلت الجماعات التبشيرية في أوروبا ظروف وأوضاع المهاجرين المسلمين للدول الأوروبية، مثل سويسرا والنرويج والدنمارك بالخصوص وباقي الدول بالعموم؛ حيث يغرونهم باعتناق الديانة المسيحية لتسهيل حصولهم على حق اللجوء.
واعترف المبشر روبرت ليينا من كنيسة بنسا في منطقة سانكفيكا في النرويج -في تصريحات صحفية- أن الكنيسة دعت خلال الأربع سنوات الأخيرة ما يقارب 16 ألف لاجئ مسلم لحضور الصلوات في الكنيسة والتعرف على الدين المسيحي وتناول القهوة والشاي والفطائر.
وأضاف: إن 1190 لاجئًا ارتدوا عن دين الإسلام وتحولوا إلى الديانة المسيحية، من سوريا وإيران ومصر والصومال وليبيا والكونغو ونيبال والمغرب وتونس والسنغال والعراق وغيرها.
بلدان ترفض استضافة المسلمين
وتشترط بعض دول الاتحاد الأوروبي اسستضافة اللاجئين غير المسلمين فقط؛ حيث أبدت قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي سبتمبر الماضي استعدادها لاستقبال ما يصل إلى 300 مهاجر هارب من الاضطرابات في الشرق الأوسط، وفقًا لنظام توزيع اللاجئين الجديد في الاتحاد الأوروبي، لكنها تفضل أن يكونوا مسيحيين.
وقالت مصادر في الاتحاد الأوروبي: إن المفوضية الأوروبية وضعت خططًا جديدة لتوزيع اللاجئين فستقوم الدول الأعضاء بموجبها باستقبال 160 ألف طالب لجوء في الإجمالي سيعاد توطينهم من إيطاليا واليونان والمجر.
وقال هاسيكوس، المسؤول عن سياسة الهجرة للإذاعة الرسمية: “نسعى لأن يكونوا مسيحيين أرثوذكس.. الأمر لا يتعلق بأن نكون غير إنسانيين أو عدم مد يد العون إذا دعينا إلى ذلك لكن لنكون صادقين، نعم هذا ما نفضله”.
وقبلت سلوفاكيا والتشيك وبولندا بدخول اللاجئين إلى أراضيها شريطة أن يكونوا من المسيحيين فقط، رافضة بذلك دخول المسلمين نتيجة أجواء معاداة الإسلام المنتشرة في القارة الأوروبية.
استغلال ظروف اللاجئين
وبحسب -أنجر ايدسين من معسكر هافستادس المخصص للاجئين تحت سن 18 عامًا لصحيفة “الشرق الأوسط”- فإن “المبشرين يزورون المعسكر بصفة يومية وإن من غير اللائق منعهم من الحضور، وهم ينظمون أسبوعيًا حفلات موسيقية ومآدب طعام ويدعون اللاجئين للذهاب معهم في رحلات وجولات بالسيارات الخاصة بهم”، وأضافت أنجر أن عددًا من العاملين في المعسكر اعترضوا على تصرفات المبشرين وحديثهم مع اللاجئين عن المسيحية ودعوتهم عن مزايا الإقامة بالنرويج وإمكانية مساعدتهم للحصول على الإقامة”.
وقالت إننا أبلغنا ادارة الهجرة بما يحدث ولكن لم يحدث هنالك أي تدخل، أما توفا اليجان مديرة معسكر لورن في أوسلو، فقالت: “إن المبشرين دائمًا يبحثون عن كل لاجئ جديد لا يعلم شيئًا عن النرويج ويبدؤون بالحديث معهم”.
وأضافت أن احتكاك اللاجئين مع النرويجيين أمر إيجابي، ولكننا نرفض أن يتحول معسكر اللجوء إلى دار للتبشير، خاصة أن عددًا من اللاجئين المسلمين اشتكوا لإدارة المعسكر من هؤلاء الذين لا يحترمون مشاعر ومعتقدات الآخرين، وأفادت بأن إدارة المعسكر طردت أحد الموظفين العاملين في المعسكر بعد أن تبين أنه يزود بعض الكنائس بأسماء أشخاص حصلوا على رفض نهائي من إدارة الهجرة للإقامة بالنرويج، وخاصة جنسيات من الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن إدارة المعسكر فوجئت بتراجع سلطات الهجرة عن قرارها ومنحتهم الإقامة الانسانية وتبين فيما بعد أنهم اعتنقوا الديانة المسيحية.
وجاءت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول الارتداد عن الإسلام مقابل الإقامة:
– : “الذي يغيّر دينه.. لا يضر اللّه شيئًا بل إنه سيخسر الدنيا والآخرة”.
– د . خالد العاني: “الحكام في الدول، التي يهاجر منها إلى الغرب، على الأكثر هم دكتاتوريون ونظام حكمهم لا إنساني، لذلك يهرب الناس بحثًا عن الأمن والسلامة، وبرنامج تخريب الدول العربية والإسلامية تشترك به كل دول الناتو وعملاؤهم في الشرق”.
– “مسلم من بلاد الإسلام”: “اعترف بأن أغلب المسلمين لا يستحقون الاسلام ولكن ما يحدث في أوروبا يدل على ما وصلت إليه القارة العجوز من انحدار بأنها تساوم على الأمن مقابل النصرانية، ويدل على أن دول الخليج حكامًا وشعوبًا يستحقون قارعة من الله على انغماسهم في الترف واستقبالهم للطواغيت وإدارة ظهورهم لفقراء المسلمين”.
ويقول الدكتور محمد بسيوني، الأستاذ بجامعة الأزهر لـ”رصد”: “من يتركون الإسلام ليعتنقوا غيره لن يضروه بشيء، ولكن المهم في الأمر أنه كيف تكون الدول الأوروبية الداعية للديموقراطية وحرية الرأي وحرية الاعتقاد، هي التي تساوم البشر على دينهم كي تمنحهم الأمان في بلادها، وأضاف: ما يحدث الآن هو بسبب الضعف الذي تعانيه الدول الإسلامية، وستمر هذه الفترة العصيبة لينصر الله الإسلام والمسلمين.
وذكر موقع “لجوء” تصريح محمد حمدان، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في النرويج، الذي قال فيه: إن هذا الأمر لا يسبب قلقًا أو انزعاجًا؛ لأن معظم هؤلاء الناس غير ملتزمين والدين هو عقيدة وعلاقة بين الإنسان وربه.
وأضاف: العديد من هؤلاء ربما يستمر مسلمًا في الباطن ونصرانيًا في الظاهر للحصول على الإقامة وإن توجه بعض الشباب إلى مثل هذه الأمور، ربما يعود بالمسؤولية على القيادات العربية والإسلامية التي تسببت سياساتها في هجرة الكثيرين من الشباب إلى أوروبا وأميركا بحثا عن حياة أفضل.