حالة من الانفلات الأمني تشهدها شوارع مصر بكل محافظاتها؛ حيث بات من المعتاد أن يأخذ الأهالي حقوقهم من بعضهم البعض، فكثرت المشاجرات واستخدام السلاح بأنواعه، مما زاد من الضحايا شكل كبير، وسط غياب كامل للأمن عن محاولة ضبط الأمن في البلاد.
ونستعرض لكم أبرز حالات العنف التي شهدها الشارع المصري خلال 2015:
ساحة حرب
باتت قرية “صا الحجر” والقرى المجاورة لها التابعة لمركز “بسيون” بمحافظة الغربية، مساء أمس الجمعة، ليلة مخيفة، نتيجة مشاجرات وخلافات بين كثير من العائلات، حيث سرعان ما تحولت شوارع القرية إلى ساحة لحرب شوارع أدت إلى هلع وخوف المواطنين وسط اتهامت للشرطة بالتخاذل وعدم اهتمامها بمصالح المواطن بقدر انشغالها بقمع المتظاهرين واعتقالهم.
وحسب شهود عيان، فقد اندلعت مشاجرة قوية بين عائلتي “الفقي” و”السايس”، بدأت بتبادل السب والقذف بين أطراف بالعائلتين، ثم تحولت إلى مشاجرة وتشابك بالأيدي ورشق بالحجارة والزجاجات الفارغة والأسلحة البيضاء والسنج والشوم لأكثر من ساعتين.
ولم تستجب الشرطة إلى استغاثة أهل القرية إلا بعد 5 ساعات من بحور الدم التي ملأت شوارع القرية والهلع الذي أصاب الجميع عند إشاعة خبر مقتل المواطن محمود كمال الفقي “28 عامًا”، وإصابة كل من شقيق القتيل الأصغر “19 عامًا” والأكبر “35 عامًا” بإصابات خطيرة ونقلا إلى مستشفى بسيون المركزي.
وحسب شهود العيان، فإن عدد المصابين الذين سقطوا من كلا الطرفين يزيد على 30 مواطنًا ما بين رجال ونساء وأطفال، ولم تتمكن الشرطة من إلقاء القبض على القاتل والذي لاذ بالفرار، وسط غضب وسخط من أهل القرية.
حد الحرابة
وقام أهالي منطقة الجزارين بالوراق في الجيزة، بتطبيق حد الحرابة على مسجل خطر، بعد اشتباكات عنيفة وقعت بين الطرفين، أسفرت عن مصرع “البلطجي” وإصابة 3 آخرين.
كان مسجل الخطر، الملقب بـ”إبراهيم الأبيض”، هاجم جزارين بمنطقة وراق الحضر وأشهر السلاح بوجههم؛ مما دفعهم للدخول معه في حرب شوارع استمرت عدة ساعات، وتداول النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي اللحظات الأخيرة قبل وفاة “البلطجي”.
ولم تكن هذه المرة الأولى خلال هذا العام، ففي يونيو الماضي أقدم العشرات من أفراد عائلة الجعفري بقرية السجاعية التابعة لمركز المحلة بمحافظة الغربية اليوم على تطبيق حد الحرابة بالتعدي بالضرب المبرح وتمزيق جسد عاطل بالأسلحة البيضاء والعصي وتوثيقه بالحبال وبتر جزء من عضوه الذكري لممارسته الرذيلة مع إحدى سيدات العائلة.
حرب إمبابة
وشهدت منطقة بشتيل بحي إمبابة، بمدينة الجيزة، الشهر الماضي، إحدى حوادث العنف تلك، حينما تبادلت عائلتان الأعيرة النارية وزجاجات المولوتوف لأكثر من 3 ساعات، ما منع الأهالي من الخروج من المنازل بسبب كثافة إطلاق النيران، ولإصابتهم بحالة من الذعر، بينما لم تستطع قوات الأمن السيطرة على الموقف إلا في وقت متأخر.
وتدخلت الشرطة بعد أكثر من 3 ساعات تواصل خلالها ضرب الرصاص، ووفقًا لتصريحات مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة، أكد أن قوات الأمن استدعت قوات من الأمن المركزي ووحدات الانتشار السريع، وقامت بالقبض على المتورطين بالحادث.
قتل في سرادق العزاء
وفي الشرقية قتل شخص من عائلة الجيزاوى، يدعى أمين الجيزاوي، 61 سنة، متأثرًا بإصابته بطلق ناري، أثناء وجوده في سرادق عزاء بالقرية، حيث جاء ذلك على خلفية المشادات التي نشبت بين عائلته وعائلة أخرى تدعى “بعلل”، منذ عامين، وتطورت الحادثة إلى اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 5 أشخاص منهم 4 من عائلة “بعلل” وواحد من عائلة “الجيزاوي”، وألقت الأجهزة الأمنية آنذاك القبض على 10 من عائلة الجيزاوي، وتم حبسهم على ذمة التحقيقات.
الصعيد لم يتوقف
وأصيب الشهر الماضي 4 أشخاص بجروح وكدمات متفرقة بالجسم، في مشاجرة بالشوم والعصي؛ بسبب خلافات عائلية بمركز نجع حمادي بقنا.
وتلقى اللواء صلاح الدين حسان، مدير أمن قنا، إخطارًا، من مركز شرطة نجع حمادي، بإصابة “أبو الوفا. ع”، و”عارف. ع”، و”نصرة. ا”، وشقيقتها “منصورة”، في مشاجرة بالشوم؛ بسبب خلافات عائلية بقرية نجع عمران.
وتم نقل المصابين لمستشفى نجع حمادي العام، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي كلفت وحدة المباحث بالتحري حول الواقعة.
وفي المنيا أصيب 5 أشخاص في اشتباكات بين عائلتين بقرية شارونة، والتي نشبت بسبب أولوية المرور، كما أصيب 3 مواطنين في محافظة قنا في اشتباكات وقعت، بين عائلتين بقرية “الخوالد” في مركز شرطة “أبو تشت”، شمال المحافظة، بسبب خصومة ثأرية بين العائلتين، خلال الشهور الماضية.
كما وقعت مشاجرة بالشوم والعصي في مركز “دراو” بمحافظة أسوان بين عائلتين بسبب خلافات جيرة، ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص.
وقُتل 3 أشخاص وأصيب آخرون في أسيوط خلال اشتباكات مسلحة بين عائلتي عبد الجليل، وعبد الشافي، بقرية الحواتكة بمركز منفلوط، الأربعاء الماضي، بالأعيرة النارية، وذلك لوجود نزاع على قطعة أرض مساحتها 6 قراريط بين العائلتين.
انشغال الأمن بمطاردة السياسيين
وقال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، إن الشرطة المصرية تحتاج لدعم أقوى وزيادة عدد الضباط، خاصة مع تخصيص 60% من قواتها بمطاردة ما وصفهم بـ”الإرهابيين” الأمر الذي استنفذ مجهود الشرطة.
وفي تصريح خاص لـ”رصد”، طالب “علام” بزيادة عدد الدوريات الأمنية في الشوارع المصرية والتي تكاد تنعدم يومًا تلو الآخر، مؤكدًا أن تواجد الشرطة في الشارع يحد من حالات العنف الكبرى.