تناولت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها الدور الإيراني الغامض، كما وصفته، في سوريا، مشيرة إلى أنها بدأت تتورط أكثر في هذا الملف، وأن وجودها على الأرض السورية بدأ يتخذ أشكالاً أخرى غير التدخل العسكري المباشر، وإنما وصل إلى حد شراء عقارات عدة وسط العاصمة دمشق؛ الأمر الذي يدفع بسكان دمشق إلى ترديد مقولة إن إيران تشتري سوريا.
ورسمت الصحيفة صورة للسفارة الإيرانية في حي المزة بدمشق، موضحة أن هذا المبنى “ينقلك ببلاطه الفيروزي إلى منازل أصفهان وتبريز، ويخضع لحراسة مشددة من قبل رجال الأمن، إذ يبدو أنه الأكثر دلالة على الوجود الإيراني في سوريا”.
وأوضحت الصحيفة “أن التدخل الإيراني في سوريا يتجاوز حدود السفارة، فطهران قدمت للأسد خلال سني الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام، دعمًا اقتصاديًا وعسكريًا جعلها لاعبًا بارزًا في تشكيل الأحداث بسوريا، بما في ذلك الجهود الدولية لإيجاد حل لهذه الأزمة، فالنظام السوري يعتمد بشكل متزايد على إيران، ومن هذا الوجود يتعزز، بحسب دبلوماسي غربي”.
وقالت الصحيفة في تقريرها: “من وجهة نظر إيران، فإن الأزمة، كما يصرح السفير محمد رضا شيباني، للجارديان، تعود للتدخل الأجنبي، مؤكدًا أن بلاده لا تتدخل بالشؤون الداخلية السورية، وإن دورهم يقتصر على التشاور مع الحكومة السورية من أجل مكافحة الإرهاب، مشددًا على أن العلاقات السورية الإيرانية تاريخية واستراتيجية”.
ويضيف “شيباني” في تصريحاته للصحيفة: “نحن نقدم المشورة للحكومة والجيش في سوريا، ومن الطبيعي أن يتطلب ذلك منا أن نرى الواقع على الأرض، فالمستشارون العسكريون يحتاجون إلى فهم واضح للوضع في ساحة المعركة، إلا أن ذلك بكل الأحوال لا يعني أن لدينا وجودًا كبيرًا من القوات في سوريا، نحن ليس لدينا دور مباشر في القتال”.
وبينت الصحيفة أن المحللين يتفقون على أن الوجود العسكري الإيراني المباشر يبقى متواضعًا إلى حد ما، فقوة القدس، وهي قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني، لا يتجاوز عددهم في سوريا المئات، إلا أن إيران تعمل ضمنيًا بشكل أكبر من خلال حليفها حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى وحدات من المقاتلين الشيعة من أفغانستان وباكستان والعراق”.
ولفتت إلى أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، زار في يونيو الماضي منطقة إدلب، في وقت أجرت إيران مفاوضات مباشرة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة.