يزداد وضع اللاجئين السوريين في دمياط المصرية سوءا، بعد تقليص المساعدات المخصصة لهم من قبل منظمة الأمم المتحدة في أكتوبر من العام الماضي.
وأشارت “أم محمد”، لاجئة من ريف حمص الشمالي، وتقيم في دمياط منذ العام 2013، في حوار مع موقع “اقتصاد”، إلى أن قرار الأمم المتحدة بتخفيض المساعدات، دفع معظم اللاجئين السوريين إلى مغادرة دمياط، وغيرها من المدن المصرية، لافتة إلى أن عددهم الآن لا يتجاوز 4 آلاف شخص، بينما كانوا قبل عام تقريباً حوالي 40 ألف سوري.
مصروف الفرد 100 دولار
وعلم “اقتصاد” أن عائلات سورية كبيرة مكونة من (5- 10) أشخاص، تعيش في دمياط، والنفقات الشهرية للفرد الواحد قرابة 100 دولار أميركي.
ورداً على سؤال “اقتصاد” عن قيمة المساعدات الأممية الشهرية، وهل تكفي الأسرة؟ وما هو وضع التعليم في مصر بالنسبة للاجئين؟ قال أبو محمد، وهو رب عائلة مؤلفة من 8 أفراد: “كنا نتلقى سابقاً 200 جنيه مصري للفرد الواحد شهرياً، وهي عبارة عن كوبونات مخصصة لشراء مواد غذائية، وزيوت وسنن من السوبر ماركت، وفي بداية، أكتوبر من العام الماضي، انخفض المبلغ إلى 120 جنيها”، مشيراً إلى أن مصروف عائلته الشهري يصل إلى قرابة 800 دولار، مما دفعه للعمل في أكثر من مكان لتأمين مصروفهم الشهري، إلا أن مصر، وبحسب أبو محمد، تعدّ أرخص من غيرها بالنسبة للعيش.
وبخصوص التعليم، قال طبيب الأسنان، حمزة أحمد: “تم قبول الطلاب السوريين في المدارس الحكومية المصرية، ولكن بعد إرجاعهم سنة دراسية إلى الوراء، أو أكثر”، لافتاً إلى أن وضع التعليم في ريف مدينة “دمياط”، أفضل من المدينة، وبأن المعلمين، يعاملون التلاميذ، الذين يتلقون دروساً خصوصية، معاملة حسنة ومميزة، وبأن الطلاب السوريين، لا يستطيعون دفع أجور الدروس الخاصة، بسبب وضعهم المادي، ولكن بالرغم من ذلك، فقد حقق بعض الطلبة السوريين، تفوقاً ملحوظاً في امتحانات الشهادة الثانوية.
وعن مساعدة الأمم المتحدة للطالب السوري اللاجئ، قالت أم محمد، موظفة سابقة بصحة حمص: “في بداية العام الدراسي، يتلقى الطالب السوري 200 جنيه مصري كنفقات مدرسية ولمرة واحدة بالعام، بينما تصل كلفة تجهيز الطالب في بداية العام الدراسي إلى 100 دولار أمريكي”.
دمياط خلية نحل
ورداً على سؤال آخر لـ”اقتصاد” عن ظروف العمل في دمياط، وما هو مقدار الأجر الشهري؟ قال حمزة أحمد، طبيب أسنان من ريف حمص الشمالي: “السوريون اللاجئون في دمياط، شكّلوا مجتمعاً خاصاً بهم، وساهموا بتنشيط الحالة التجارية بالمدينة، وأصبحت دمياط، بعد وصول 40 ألف سوري إليها في السنوات الأخيرة، مدينة تشبه خلية النحل”، مشيراً إلى أن غالبية السوريين في دمياط يعملون في صناعة “الموبيليا”، وتجارة الخضار، وبالمطاعم التي تقدّم الوجبات السورية المشهورة، كالشاورما، والكباب الحلبي وغيرها، مضيفاً أن أجورهم الشهرية تتراوح ما بين (400 – 600) جنيه مصري، وقد تصل إلى 1000 جنيه لصاحب الخبرة المميزة، خاصة في صناعة الأثاث الخشبي الذي تشتهر به مدينة دمياط.
