يتعلم الطلاب في مدارسهم أهم أركان النظافة؛ وهي عدم إلقاء القمامة على الأرض أو في الطرقات، وتشدد العديد من المدارس بكتابات على جدرانها من الداخل والخارج بـ”حافظ على النظام” و”النظافة من الإيمان”، وقد يعاقب المدرس أحد الطلاب لقيامه بإلقاء زجاجة المياه على الأرض بالفصل الدراسي، لكنه بالطبع لن يعاقبه إذا ألقاها خارج المدرسة!.
لكن هل يعاقب المدرس مدير المدرسة لعدم حرصه على تنظيف القمامة من أمام أسوار المدرسة؟ أو يعاقب أولياء الأمور القانطين بالقرب من المدرسة على إلقائهم أكياس القمامة وتراكمها بالقرب من بوابة المدرسة، أم يعاقب نفسه حين يلقي هو بنفسه كيس القمامة المتبقي من تناوله وجبة الإفطار وهو خارج من المدرسة على الأرض؟!.
فالأمر الملحوظ أنه رغم اقتراب البدء في الدراسة للعام الجديد لا تزال القمامة متراصة أمام أسوار المدارس بشارع المدارس، محافظة الفيوم، لا يعبأ لها مدير أو مدرس أو عامل نظافة.
القمامة تغزو أسوار المدارس
وفي تصريحات لـ”رصد”، اشتكت والدة الطالبة هند خليل، بمحافظة الفيوم قائلة: ذهبت لأدفع المصروفات لابنتي وفوجئت باستمرار وجود أكوام القمامة بجانب البوابة الرئيسية والوحيدة للمدرسة! وتضيف “اشتكينا مرارًا وتكرارًا ولكن المديرين لم يعبأوا لنا”، وتتساءل: “حين أنصح ابنتي بعدم إلقاء القمامة على الأرض كيف ستستجيب؟، فهي حين ذهابها وعودتها من المدرسة ترى القمامة أمامها وقد تعتاد رؤيتها، ولا أعرف ماذا أفعل فليست أيضًا المدرسة الوحيدة التي تتراكم القمامة أمامها؟”.
فيما أوضحت مدرسة علم النفس منصورة عبدالتواب، أن “الاستجابة لأغلب الأطفال حول ضرورة عدم إلقاء القمامة على الأرض، كادت تكون منعدمة، فالتصرف مهما عاقبت الطفل عليه لن ينفذه إلا إذا ترسخ في عقله واقتنع به، وكيف يقتنع به مهما نبه المدرسون أو كتبوا على اللافتات وأمام عينيه أكوام القمامة باستمرار”!!.
شوراع الفيوم تشكو أكوام القمامة
ليس هذا فحسب؛ فأبرز شوارع محافظة الفيوم وهو “شارع المدارس” وسمي بهذا الاسم لاحتوائه على عدد كبير من المدارس، بدأ مسؤولو الوحدة المحلية العمل في تكسيرة منذ فترة قصيرة ولم ينتهوا بعد!، وبدء الدراسة سيكون خلال أقل من أسبوعين!.
وأضاف المدرس عيد عبدالملك “بغض النظر عن كون الطريق يحتاج لتكسير لإعادة إصلاحه أو لا، وهو لا يحتاج، كان لا بد العمل في هذا الأمر باكرًا عن ذلك!، فكيف ستكون نفسية الطلاب حين إقبالهم على المدرسة وطريقهم إليها ليست ممهدة!، لا يروا نظام في الشارع ولا في الطرقات وحتى مياه الصرف تتسلل خلف مدارسهم، وبعد هذا كله نلومهم على إلقاء القمامة في الشارع أو عدم ترتيبهم لأغراضهم”!
وتزداد الأكوام وتقل وتزيد مرة أخرى، فالفكرة ليست في تأخر العربة التي تأخذ القمامة من أمام المدرسة فقط، بل في المواطنين أنفسهم وإهمالهم وعدم احترامهم للمدرسة.