أثارت النتائج الأولية التي أعلنت عنها القوات المسلحة بشأن عمليات التمشيط الواسعة التي تقوم بها في مدينتي رفح والشيخ زويد تحت مسمى “احق الشهيد” جدلاً واسعًا بين الأهالي وأبناء القبائل في تلك المناطق، حيث إنه في الوقت الذي يؤكد فيه المتحدث العسكري أن العمليات تستهدف من يصفهم بـ”العناصر التكفيرية والمسلحين” يؤكد الأهالي أن عمليات القصف العشوائي للجيش تسفر عن سقوط عشرات المدنيين، من بينهم نساء وأطفال لا ذنب لهم في تلك الأحداث.
ويصف العديد من الأهالي وأبناء القبائل روايات الجيش بشأن العمليات في سيناء بأنها تفتقد إلى الدقة ويشوبها العديد من المعلومات الخاطئة.
رواية العسكري
وكان المتحدث العسكري قد أعلن عن أن نتائج اليوم الخامس من العملية الشاملة أسفرت عن (قتل عدد (98) ممن أسماهم العناصر التكفيرية المسلحة نتيجة قصف للمدفعية والقوات الجوية والقبض على عدد (23) فردًا من المشتبه بهم، وتدمير عدد (4) عربات و عدد (7) دراجات نارية تستخدمها العناصر التكفيرية فى عملياتها الإرهابية والإجرامية، وحرق وتدمير عدد (32) وكرًا إرهابيًّا وحرق عدد (88) عشة تتمركز وتنطلق منها العناصر الإرهابية. وذلك بحسب قوله.
وقال المتحدث العسكري إنه نتيجة لانفجار عبوة ناسفة أثناء تبادل إطلاق النيران مع العناصر التكفيرية تم استشهاد عدد 4 جنود وإصابة 3 ضابط و4 أفراد.
القتلى من المدنيين
وبحسب رواية الأهالي والتي جاءت متناقضة مع رواية المتحدث العسكري فإن القصف الذي تشهده مناطق جنوب رفح والشيخ زويد ومناطق غرب رفح وحملات الاعتقال العشوائية تكون في صفوف المدنين ومناطقهم السكنية؛ حيث وصل عدد ضحايا المدنين إلى16 قتيلا ًمن بينهم ثلاث نساء وأربعة أطفال فضلاً عن اعتقال العشرات من الأسواق العامة والطرق ومن على الكمائن,
ويؤكد العديد من أبناء القبائل أن رقعة الانتهاكات اتسعت لتشمل مدينتي العريش وبئر العبد؛ حيث شهدت المدينتان اعتقالات عشوائية استهدفت النازحين من مدينتي رفح والشيخ زويد.
نشطاء يرصدون الانتهاكات
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تداول نشطاء سيناوين صورًا تظهر عشرات المعتقلين معصبة أعينهم في طرقات أحد أقسام الشرطة بمركز بئر العبد.
وفي تصريحات خاصة لـ”رصد” روي م.ن من عائلة ابو رياش ما حدث في ثاني أيام العمليات العسكرية بسوق الثلاثاء بمدينة الشيخ زويد: حاصر الجيش السوق واعتقلوا كل من فيه من بينهم أطفال، وكان من بين المعتقلين جار لي كان يبيع في السوق، نظره ضعيف جدا يكاد لا يرى خاصة باليل.
وأضاف قائلاً: الأمر نفسه تكرر في سوق جلبانة يوم الأحد الماضي؛ حيث اعتقلوا كل من كان في السوق، الحملة لا تستهدف المسلحين بقدر ما تنتهك الأهالي وكأن هدفها تمشيط رفح والشيخ زويد من سكانها وملاحقتهم حتى بعد رحيلهم.