أكد “أبو عبدالله” العقل المدبر لخمسة عشر تفجيرًا انتحاريًا في بغداد، أنه غير نادم على ما قام به من تفجيرات أودت بحياة مدنيين وأطفال جنبًا إلى جنب مع رجال الشرطة.
وقالت صحيفة “الجادريان” البريطانية، إن أبو عبدالله كان على مدار عام تقريبًا أهم رجل مطلوب في بغداد، وكان يعرف في تنظيم الدولة بـ”المخطط”؛ إذ كان مسؤولًا عن إيفاد الانتحاريين بالعاصمة بغداد لمهاجمة “المساجد”، نقاط التفتيش، والجامعات، والأسواق، والآن هو مسجون في زنزانة ضيقة منذ 11 شهرًا في سجن على أطراف المدينة، واستغرقت الصحيفة ثلاثة أشهر للحصول على تصريح لإجراء حوار صحفي معه.
وأضاف أبو عبدالله -في حوار للصحيفة- أنه قام بتنسيق 15 هجومًا انتحاريًا قبل القبض عليه وأنه كان يصلي مع الانتحاريين في ساعاتهم الأخيرة قبل توجيههم إلى الأهداف، وكان يراقب التفجير من بعيد، و يتوقع أبو عبدالله أن تكون هذه الهجمات قد أسفرت عن مقتل 100 شخص معظمهم من قوات الشرطة وفي بعض الأحيان مدنيين بما في ذلك النساء والأطفال.
وتابع: “كنت أقابلهم وأنظر إليهم لأرى إذا ما كانوا مستعدين أم لا ثم نجلس سويًا لقراءة القرآن وللصلاة، وفي كل التفجيرات لم يفقد أي أحد من المنفذين أعصابه فكلهم نجحوا، وكنت أساعدهم في تثبيت أحزمتهم الناسفة وإخفائها حتى لا تكتشف في نقاط التفتيش”.
وبعد أن ترك الحراس الغرفة تحدث أبو عبدالله بأريحية أكثر، وفي رد على سؤال للصحيفة عن ما هي رسالته للغرب؟ قال أبو عبدالله وعينه تومض بعد أن نظر إلى الباب للتأكد من أننا بمفردنا “إلإسلام قادم وما حققه تنظيم الدولة خلال العام الماضي لا يمكن التراجع عنه فالخلافة حقيقة”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن إبراهيم عمار علي هو الاسم الحقيقي لأبو عبدالله ولد شيعيًا ثم تحول إلى المذهب السني عام 1990 والتحق بتنظيم الدولة في مراحله الأولى عام 2004.
وعن نشاطه في تنظيم الدولة، قال أبو عبدالله إنه كان نشطًا منذ بدايات التنظيم وحتى 2007 عندما تمت إصابته في الرأس، وفقد بعض القدرة على الحركة وبعد 2011 عاد للنشاط من جديد، وأضاف “أردت العيش في دولة إسلامية ورغبت في أي شيء يريده تنظيم الدولة فأهدافهم أهدافي، لا يوجد أي خلاف”.
وذكرت الصحيفة، أن أبو عبدالله كان أمير بغداد قبل القبض عليه وشغل هذا المنصب بعيد القبض على رئيسه السابق أبو شاكر المقبوض عليه في سجن شديد الحراسة.
ويرى أبو عبدالله، أن معظم من ماتوا في التفجيرات هم أهداف مشروعة، باستثناء مرة واحدة فقط ندم عليها بعد تفجبر في سوق قرب النساء والأطفال وهذا ما أزعجه، لكن في اليوم التالي هدأت أعصابه، على حد قوله.