أثار قرار فصل الدكتور حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية، من التدريس بجامعة القاهرة، العديد من ردود الأفعال من القوى السياسية؛ حيث يعتبر الدكتور حسن الشافعي قامة علمية في مصر والشرق الأوسط.
أبو الفتوح يهاجم القرار
وهاجم عبدالمنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، الدكتور جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة؛ بعد فصله الدكتور حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية، من التدريس في الجامعة.
وغرّد أبو الفتوح -في حسابه عبر “تويتر”-: “التعامل مع أمور رموز الوطن، أمثال فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، لا يصح أن تُترك للصغار يعبثوا بها، فيجلبون العار لنا جميعًا”، في إشارة إلى جابر نصار.
يشار إلى أن قرار الفصل الذي أصدره جابر جاد نصار، شمل أيضًا الدكتور محمد حماسة، أستاذ الفلسفة والنحو والصرف في كلية دار العلوم، بدعوى أنه والدكتور حسن الشافعي يجمعان بين وظيفتين.
مشكلة العسكر مع العلماء
ومن جانبه، قال هيثم أبو خليل، الناشط الحقوقي، إن فصل الدكتور حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية، ونائبه، من جامعة القاهرة، والاستغناء عن العالم الدكتور مهندس محمد منير مجاهد، نائب رئيس هيئة المحطات النووية للدراسات والشؤون النووية (سابقًا) لأسباب أمنية، يكشف أن العسكر لديهم مشكلة مزمنة مع العلماء الحقيقيين.. ولا يرحبون إلا بـ عبدالعاطي كفتة وأمثاله..!
واستنكر الكاتب محمد سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي، إنهاء خدمة الدكتور حسن الشافعي بجامعة القاهرة.
وقال -في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر “تويتر”-: “ليس عارًا أن تُفصَل بقرار سياسي، ولكن كل العار لمن فصلك”.
وتابع: “رئيس جامعة القاهرة يفصل رئيس مجمع اللغة العربية، الدكتور حسن الشافعي، من الجامعة”.
الشافعي يعلق على فصله
وفي أول رد له على قرار فصله، قال الدكتور حسن الشافعي: إن “قرار فصله يبدو مدبرًا من رئيس الجامعة الذي استند على المادة 171 من قانون الجامعة، التي تعني فصل الأستاذ لتغيبه مدة شهر عن التدريس”.
وأضاف الشافعي “رئيس الجامعة منعني من دخول الكلية منذ منتصف شهر يونيو الماضي”، في إشارة إلى أن رئيس الجامعة “غيّبه قسرًا ليتسنى له فصله”.
وكشف الدكتور الشافعي، أن ما يتقاضاه من مجمع اللغة العربية هو مكافأة وليس راتبًا، أي أنها تنقطع في إجازات الصيف، مشيرًا إلى أن عمله في المجمع إشرافي فقط، ولا يعدّ عملًا إضافيًا لتدريسه في الجامعة.
رئيس جامعة القاهرة يبرر الفصل
قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن قرار فصل الدكتور حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية، جاء وفقًا للقانون، لافتًا إلى أن “الشافعي” جمع بين وظيفتين في آن واحد.
وأضاف “نصار” -في مداخلة هاتفية ببرنامج “حضرة المواطن”، المذاع عبر فضائية “العاصمة”- أن الجامعة تضم الكثير من المنتمين لأحزاب سياسية متنوعة، ولم تتخذ أي إجراء ضد أحدهم إلا بعد ثبوت مخالفته قانونيًا. وأكد أن انتماء “الشافعي” لأي فصيل سياسي قضية لا تعني إدارة الجامعة، طالما لا يمارس أعمالًا تحريضية أو مخالفة للقانون، مضيفًا “أنا أطبق القانون ولا أتقاضى من كلية الحقوق مليمًا وأتقاضى من جامعة القاهرة 13 ألف جنيه”.
الشافعي.. تاريخ من العلم ومحاربة الظلم
ولد الدكتور حسن محمود عبداللطيف الشافعي، في الثلاثينيات، وعام 1953 التحق بكليتي أصولِ الدّين بِجامعة الأَزهر ودار العلوم بجامعة القاهرة، وتخصص في دراسة الفلسفة الإسلامية، ليدرس في الكليتين في وقت واحد.
اعتقل وهو طالب، وأثناء دراسته للماجستير؛ فقد اعتقل عام 1964، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1966، تولى الدكتور الشافعي العديد من المناصب؛ منها عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، وعضو مركز الدراسات الإسلامية بجامعة القاهرة، وعضو المجلس العلمي لكلية الدراسات العليا بمانشستر إنجلترا، وعضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بإسلام آباد.
كما تقلد منصب عميد كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بإسلام آباد عام 1983، ونائب رئيس الجامعة الإسلامية للشؤون الأكاديمية عام 1985، ثم تولى رئاسة الجامعة الإسلامية، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية، ورئيس المكتب الفني لشيخ الأزهر.
للدكتور حسن الشافعي إنتاج علمي غزير؛ حيث أصدر منذ عام 1971 عشرة كتب بالعربية في الفلسفة الإسلامية والتوحيد وعلم الكلام والتصوف، وأكثر من 30 بحثًا علميًا في العديد من المجلات والدوريات العلمية في مصر والخارج، وخمسة نصوص تراثية محققة.
كما أصدر أربعة كتب مترجمة إلى الإنجليزية، فضلًا عن الإشراف ومناقشة العشرات من الرسائل الجامعية في مصر والعالم العربي وباكستان وماليزيا.
مواقفه ضد الانقلاب
وللشيخ حسن الشافعي، مواقف قوية ضد عزل الرئيس محمد مرسي، وفض رابعة العدوية، وعبدالفتاح السيسي.
حيث قال إن “المؤامرة الانقلابية مدبرة بدقة وإحكام قبلها بثلاثين ساعة، بل منذ بداية فترة رئاسة الدكتور مرسي.. لا أرضى لجيش مصر أن يتورط في السياسة وعليه أن يسارع لحماية الوطن فقط.. أرفض أن أكون عضوًا في لجنة المصالحة بعد أن سالت دماء إخواني، وكيف أطلب منهم الرجوع من الميادين، بعد كل هؤلاء القتلى أثناء صلاة الفجر.. سنقاطعكم حتى تعودوا إلى رشدكم ولن تكمموا أفواهنا وسنقول: لا، وافعلوا لنا ما تشاؤون حسبنا الله ونعم الوكيل”، على حد تعبيره.
ويقول الشافعي: “عار على الثوار أن يضعوا أيديهم في يد الرموز الفاسدة”. وبنبرة يغلب عليها التحدي والثقة، يقول الشافعي: “لن تستمر قوى البغي والعدوان أن تفرض الخوف في قلوب المواطنين بعد أن ذاقوا طعم الحرية في عهد الدكتور مرسي”.
كما وجه الشافعي نقده بشكل مباشر لعبدالفتاح السيسي؛ حيث قال إنه بعد أن نسف كبيرهم (عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع) عملية التحول الديمقراطي وداس ببيانه الانقلابي إرادة الشعب المصري، بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وتعطيل العمل بالدستور وحل مجلس الشورى المنتخب، ووصف الشافعي موقف السيسي بالانقلاب العسكري على الشرعية المنتخبة.