ترويج الشائعات والأكاذيب أحد الأسلحة التي سعى العسكر في مصر لاستخدامها لتلميع أنفسهم وتشويه صورة معارضيهم، وذلك لإدراكهم مدى أهمية الدعاية في إنجاح تحركاتهم منذ أحداث الثاث من يوليو 2013.

في هذا التقرير نستعرض أبرز تلك الشائعات التي روج لها العسكر سواء مباشرة أو عبر الإعلام الموالي لهم:

أسر أحد قادة الأسطول البحري الأميركي

أشاع محمد الغيطي، مقدم برنامج “صح النوم” على قناة “التحرير” حينها، أنه أثناء تواجد الأسطول السادس الأميركي داخل المياه الإقليمية المصرية، إبان أحداث 30 يونيو، نجحت الضفادع البشرية في أسر أحد قادته، وسط تحليق المقاتلات المصرية.

طرد الأسطول البحري الإيراني

وتناولت وسائل إعلام مصرية مزاعم أشارت إلى قيام أسطول حربي مصري بطرد سفن حربية إيرانية من خليج عدن، خلال الأيام الأولى لعملية عاصفة الحزم، التي قادتها السعودية منذ نحو خمسة أشهر.

ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية شبه الرسمية عن قائد المجموعة الـ33 للقوة البحرية الإيرانية، العقيد بحري محمد رضا أحمدي كرمانشاهي، نفيه ما وصفها بـ”مزاعم مغادرة هذه المجموعة لمياه خليج عدن بعد دخول قطع بحرية مصرية إلى هذا الخليج”.

تسليم أحمد منصور

أشاع إعلام الانقلاب، أنباء عن اتجاه “الإنتربول” إلى تسليم صحفي الجزيرة أحمد منصور استجابة لطلب مصر، بعد القبض عليه في مطار برلين.

ولكن المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شايفر، أعلن أن بلاده “بعيدة جدا” عن اتخاذ قرار بتسليم منصور إلى مصر، معبرا عن مخاوف حيال حكم القانون في مصر.

انقلاب شقيق أمير قطر

وكان عدد من المواقع الصحفية الموالية للعسكر، قد نشرت أخبارا عن وجود حالة من الغموض تشهدها العاصمة القطرية الدوحة، بعد الاختفاء المفاجئ للأمير تميم بن حمد، وتجنب وسائل الإعلام والوكالة الرسمية “قنا” نشر أي صور خاصة له، أو أي أخبار متعلقة بنشاطه وفاعلياته.

وردًا على ذلك نشرت وكالة الأنباء القطرية، خبرًا صادرا عن تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، لتضع حدا لما تردد على بعض المواقع الانقلابية حول انقلاب شقيقه الأصغر عليه، حيث أكدت أنه بعث ببرقية تهنئة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده.

مرسي قتل جنود رفح 

مذبحة رفح في رمضان 2012، والتي راح ضحيتها عدد من الجنود، من أشد الأزمات التي واجهها الدكتور محمد مرسي؛ أثناء توليه الرسالة، وبعد عزله، حيث روج إعلام العسكر بأنه المتسبب في مقتل الجنود.

مرسي أعطى حلايب وشلاتين للسودان

ومن ضمن الشائعات التى خرجت ضد “مرسي”، أنه تنازل للسودان عن منطقتي حلايب وشلاتين الحدوديتين، وهي الشائعة التي ما زال يتم ترويجها حتى الآن في عهد السيسي؛ على الرغم أن السودان أعلن أن حلايب دائرة انتخابية في 2015، دون أي يصدر أي رد فعل من نظام السيسي.

الإخوان ماضون في سيناريو للتخلص من الرئيس محمد مرسي

هكذا زعم اللواء عبد الحميد خيرت، نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق، قائلاً إن التخلص منه بالموت أو الاغتيال هو “تخلص كبير من أحد أكبر أعباء الجماعة المتورطة فيها، وإفساح المجال لها للتحرر من ضغوط اختبار مصداقيتها أمام كل المغفلين الذين لا يزالون يتبعونها بالسمع والطاعة”.

كلام “خيرت” جاء في سياق مقال نشرته جريدة “المصري اليوم” الخميس الماضي ردًا على ما أثاره الإخوان من مخاوف حول مصير الدكتور مرسي، ما اعتبره مراقبون تطورًا خطيرًا غير مسبوق منذ اشتعال الصراع بين “الإخوان” ونظام السيسي.

التخابر

باتت كلمة “التخابر” إحدى الشائعات التي تحولت إلى تهم رسمية التي استخدمها نظام العسكر، لاعتقال معارضيه والحكم عليهم بالسجن والإعدام، ومنهم الدكتور محمد مرسي.

المؤتمر الاقتصادي جلب 100 مليار

روج إعلام الانقلاب أن الاتفاقات الاستثمارية في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي مع مستثمرين أجانب تجاوزت 100 مليار دولار في عدة مجالات، في حين أن إجمالي المبالغ التي تم جمعها خلال المؤتمر هو 30 مليار دولار فقط.

جثث رابعة تحت المنصة

وروجت قناة “أون تي في” أنباء تتهم الإخوان بانهم يدفنون جثث قتلاهم تحت منصة رابعة العدوية وذلك قبل فض الاعتصام بدقائق.

إشعال الإخوان النيران في أنفسهم

كما روج عدد من الإعلاميين، أبرزهم أحمد موسى -المقرب من جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سابقًا)- خبرًا مفاده أن المعتصمين في ميدان رابعة أحرقوا أيديهم لاتهام الداخلية والجيش بالتعدي عليهم وإحراقهم.

أسلحة كيماوية

روج مؤيدو تحركات الجيش في 3 يوليو 2013 مزاعم ضد الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وعصام العريان، ومحمد البلتاجي، القياديين بالجماعة، وعاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، تتهمهم فيها باستيراد وحيازة أسلحة محرمة دوليًا، حيث جاء ذلك بعد نشر جريدة الأخبار خبرًا بادعاء وجود أسلحة كيماوية داخل الاعتصام.

جهاد النكاح

ونشر الإعلام الموالي للعسكر إبان اعتصامي رابعة والنهضة، أنه تم رصد 76 حالة نكاح جهاد في الاعتصامين، وهو ما روج له الإعلامي محمد الغيطي، خلال برنامجه على قناة التحرير، إضافة إلى عدة شائعات أخرى.

ارتداء بديع للنقاب

تداولت بعض المواقع والقنوات المؤيدة للنظام، خبرًا يفيد تنكر الدكتور محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان المسلمين، أثناء دخوله ميدان رابعة العدوية، مرتديًا النقاب خوفًا من القبض عليه من قوات الجيش والشرطة التي تحيط بالميدان، الأمر الذي سخر منه بديع؛ حيث ألقى كلمة على منصة الميدان أثناء تحليق طائرات الجيش.

لم تكن ثقافة الترويج جديدة على العسكر، فكان عهد عبد الناصر يمتاز بالترويج لأكاذيب وإشاعات تستهدف تلميع النظام والتي منها:

سفينة فضائية

أكذوبة التاريخ في مانشيت رئيسي، ففي عدد مجلة المصور الصادر بتاريخ 16 إبريل 1965، وقبل الهزيمة بعامين وشهرين، تصدر الغلاف مانشيت رئيسي تفرغ له الغلاف كاملا، لم تزاحمه أي إشارات لموضوعات أخرى، وعنوان مفاجئ يتضمن ثلاثة أجزاء؛ عنوان تمهيدي بحجم صغير “سر يذاع لأول مرة” يليه العنوان الرئيسي وبالحجم الأكبر “سفينة الفضاء المصرية”، وأخيرا عنوان ثانوي تحت الرئيسي يحمل “تحقيق كامل بالصور”.

إسقاط 86 طائرة

مع تحليق طيران الاحتلال الإسرائيلي فوق الأراضي المصرية فجر الخامس من يونيو استمرت أكاذيب النظام السياسي والأداة التي تتحدث باسمه وهي الإعلام المصري، وتصدرت الصحف مانشيتات من نوعية “المعركة الفاصلة تدور الآن داخل إسرائيل.. قواتنا تسلمت زمام المبادرة وتوغلت داخل إسرائيل بعد أن دمرت دباباته، وأحبطت محاولاته للهبوط بالهليوكوبتر.. سلاح الجو الإسرائيلي يلقى أكبر هزيمة فوق الأرض العربية.. 86 طائرة أسقطها سلاحنا الجوي و50 أسقطتها سوريا و23 أسقطها الأردن والعراق 7 وواحدة لبنان”، قبل أن يفاجأ المصريون والعرب بالهزيمة الساحقة للجيش المصري، والتي سميت بنكسة 67.

الصاروخ القاهر

أشاع إعلام عبد الناصر أنه كان هناك مشروع إنتاج صاروخ مداه 600 كيلومتر، قادر على اختراق حاجز الصوت، وقام فعلا بمحاولات لإنتاجه، لكنه لم يكن أبدًا بتلك القدرات الخارقة التي ادعى النظام امتلاكها، والتي وصلت إلى حد تأكيد قدرتها على ضرب تل أبيب.

دواء إعادة الشباب إلى الحياة

امتد ترويج الإشاعات إلى المجال العلمي والصحي، فطلبت جريدة “الأخبار” متطوعين لتجربة دواء “إعادة الشباب” في الثاني من ديسمبر عام 1959.

الجريدة استفاضت بعد ذلك في شرح النتائج المبهرة لتجارب الدواء على المتطوعين -دون ذكر أسمائهم أو أي معلومات عنهم- لتستقبل الجريدة آلاف الطلبات من أشخاص يريدون تجربة الدواء للحصول على شباب دائم.