بعد حياة حافلة بالعطاء الفني المميز رحل اليوم عن عالمنا الفنان نور الشريف، بعد رحلة صراع مع المرض، عن عمر ناهز 69 عامًا، قضى منها نحو 50 عامًا يقدم العديد من الأعمال الفنية المتنوعة بين السينما والتلفزيون والمسرح، والتي حفرت له اسمًا كبيرًا في صناعة السينما والتلفزيون في مصر والعالم العربي.

معلومات شخصية:

اسمه الحقيقي محمد جابر محمد عبد الله، واسمه الفني “نور الشريف”، من مواليد أبريل 1946، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير “امتياز”، وكان الأول على دفعته عام 1967، وأحب “الشريف” الفن منذ صغره؛ فالتحق في مدرسته بفريق التمثيل ليخطط لمستقبله الفني منذ الصغر.

نور الشريف لاعبًا قبل أن يكون فنانًا

على الرغم من حب نور الشريف للفن منذ صغره فإنه اتجه في بداية حياته إلى مهنة أخرى، وهي كرة القدم؛ حيث انتظم لاعبًا في فريق نادي الزمالك تحت 20 سنة، قبل أن يقنعه الفنان سعد أردش بالاتجاه للتمثيل واحترافه.

وظل عشق نور الشريف لكرة القدم ولنادي الزمالك حيًّا داخله؛ ما ساعده على أداء دوره المميز في فيلم “غريب في بيتي”، والذي أدى فيه دور لاعب كرة القدم بنادي الزمالك شحاتة أبو كف.

حياته العائلية:

تزوج “الشريف” من الممثلة بوسي، وكانت من أشهر الزيجات في السينما المصرية، واستمر زواجهما ثلاثين عامًا حتى انفصلا عام 2006، في قرار فاجأ الجميع وقتها، إلى أن عادا وتزوجا مرة أخرى في شهر يناير من العام الحالي.

وأنجب الفنان نور الشريف من زوجته بوسي ابنتين، هما: مي وسارة، وتعمل مي بالتمثيل مثل والديها، وبدأت مشوارها الفني وهي في سن السادسة في مسلسل “اللقاء الثاني”.

مشواره الفني:

بدأ نور الشريف أعماله الفنية، بدور صغير في  مسرحية “الشوارع الخلفية”، اختاره بعدها المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية “روميو وجوليت”، وتعرف حينها على الممثل عادل إمام ليحصل عن طريقه على دور في فيلم قصر الشوق.

قصر الشوق لم يكن فقط أول عمل كبير يقوم به، لكنه أيضًا أول دور يحصل به ” الشريف” على شهادة تقدير في حياته الفنية.

واشترك بعدها في بطولة فيلم “بنت من البنات” الذي صرح مؤخرًا بندمه عليه، ولكنه أراد به التواجد على الشاشة بعد توقف دام لمدة 9 أشهر عقب فيلم “قصر الشوق”، ووصفه بالفيلم “الساذج” ومعه أيضًا فيلم “ألوو أنا القطة”، ولو عاد به الزمن لم يكن ليشارك فيهما.

وكان مشوار نور الشريف حافلاً بالأعمال الفنية الكبيرة، فكانت أبرز أعماله السينمائية الفيلم الرومانسي “حبيبي دائمًا”، والذي أبكى مشاهديه من خلال تأثرهم بأحداثه، والذي شاركته فيه البطولة زوجته الفنانة بوسي.

وفي عام 1989 شارك في بطولة فيلم “كتيبة الإعدام”، الذي لا يزال يحظى بمتابعة كبيرة عندما يعرض على شاشات التلفزيون.

ومن أفلامه المميزة أيضًا: المصير – الكرنك – عمارة يعقوبيان – سواق الأتوبيس – ليلة ساخنة – دائرة الانتقام – ناجي العلي – الحفيد – أولى ثانوي – مدرسة المشاغبين – حدوتة مصرية – السكرية – قصر الشوق – العار – زمن حاتم زهران – أهل القمة – دم الغزال – دماء على الأسفلت – غريب في بيتي – ليلة البيبي دول – مسجون ترانزيت.

وشارك “الشريف” في التلفزيون بالعديد من الأعمال؛ فعُرف بـ”عبد الغفور البرعي” في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” الذي ناقش أهم الأزمات بين الآباء والأبناء.

 وله عدة أعمال تلفزيونية مميزة أخرى؛ مثل: رجل الأقدار – عمرو بن العاص – الحرافيش – هارون الرشيد – عمر بن عبد العزيز – الرجل الآخر – عائلة الحاج متولي – العطار والسبع بنات – حضرة المتهم أبي – الدالي – متخافوش – الرحايا.

شاركته ابنته مي بطولة مسلسل “الدالي”، الذي كان له عدة أجزاء توالى عرضها بعد نجاح الجزء الأول.

ومن أهم الأعمال في الدراما التلفزيونية على الإطلاق لنور الشريف، هو مسلسل “عمر بن عبد العزيز”، كما صرح بذلك في لقاء تلفزيوني على  قناة “النيل الأزرق” بتلفزيون السودان، وقال إنه كان يشعر بالدهشة كلما رأى مشهد وفاة عمر بن عبد العزيز في المسلسل، مؤكدًا أنه لا يصدق أنه استطاع أن يجسد هذا المشهد بهذه الصور.

وقدم “الشريف” خلال مشواره الفني العديد من الأعمال المسرحية، التي حفرت له اسمًا لامعًا في هذا المجال، حيث بدأ بدور صغير بمسرحية الشوارع الخلفية عام 1965، وانتهى بمسرحية الأميرة والصعلوك عام 2005، والتي كانت من إخراجه. خلال تلك الفترة شارك “الشريف” في 14 عملاً مسرحيًّا، منها روميو وجوليت – ملك راج – العيال الطيبين – الفارس والأسيرة – سهرة مع الضحك – لن تسقط القدس – يا مسافر وحدك.

الجوائز التي حصل عليها:

 حصل على جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم “ليلة ساخنة”، وجائزة مهرجان “نيودلهي” عن فيلم “سواق الأتوبيس”، كما حصل على 4 جوائز عن فيلم “يا رب توبة”، وجائزتين عن فيلم “الشيطان يعظ”، وثلاث جوائز عن فيلم “قطة على نار” من جمعية كتاب ونقاد السينما وجمعية الفيلم.

مرضه:

عانى “الشريف” عددًا من الأمراض؛ من بينها عدم وصول الدم لقدمه اليمني؛ مما كان يستلزم التدخل الجراحي العاجل لتوسيع شرايين القدم.

 اكتشف خلال إجرائه لبعض الفحوصات الطبية وجود مياه على رئتيه أسفر عن حدوث التهاب بالغشاء البلوري، ضعُفت بعدها شهيته مما جعله شديد النحافة.