بعد أحداث 30 يونيو والإطاحة بالدكتور محمد مرسي من الحكم، بدأ النظام العسكري الجديد في فرض رقابة علي المساجد، خاصة بعد تعيين مختار جمعة وزيرًا للأوقاف، حيث تم توحيد خطبة الجمعة ومنع غير الأزهريين الحاصلين علي تراخيص من الصعود علي المنبر، كما تم غلق الزوايا، ومنع المعارضين للنظام من الخطابة، ومنح الضبطية القضائية لبعض موظفي الأزهر.
مختار جمعة يحاصر الدعاة
ومع بداية تولي جمعة للوزارة ورغم تأييد الدعوة السلفية للانقلاب العسكري منذ اليوم الأول، دخل جمعة في حرب مبكرة مع السلفيين بمنع جميع مشايخ السلفية من اعتلاء المنبر بمن فيهم ياسر برهامي – نائب رئيس الدعوة السلفية وكبار مشايخها.
وأصدرت وزارة الأوقاف المصرية قرارًا بمنع كل من: أبو إسحق الحويني ومحمد حسين يعقوب ومحمد حسان، المنتمين للتيار السلفي، من الخطابة علي منابر المساجد المصرية.
وقال الشيخ محمد عز الدين عبد الستار، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة: “منع هؤلاء الشيوخ لم يأت بشكل شخصي ولكن لأن الوزارة لا تتعامل مع أشخاص، وإنما تتعامل مع قوانين وضوابط، كما أن الوزارة لن تسمح إلا لمن يحمل مؤهلاً أزهريًا للخطب في المساجد على مستوى الجمهورية ويملك التصريح من وزارة الأوقاف فقط”.
وشنت الوزارة بعد ذلك حملة قوية لسحب تراخيص الخطابة لكل من يتعاطف مع الإخوان المسلمين، أو كان مؤيد له وقت حكم الدكتور محمد مرسي، حيث أحكمت سيطرتها علي المنابر، وأصبح كل ما يقال علي المنابر في مصر يتبع ما توزعه الوزارة من خطبة موحدة علي جميع المساجد.
ومع شهر رمضان هذا العام عادت مشايخ السلفية إلي المنابر مرة أخري حيث كشفت صحيفة مصرية النقاب عن أن عودة عدد من شيوخ السلفية إلى اعتلاء المنابر مرة أخرى بعد منعهم طيلة الفترة الأخيرة من ذلك على إثر قرار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بمنع من ليس أزهريا من الخطابة، جاء بعد تدخل قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي لدى الوزير، بناء على شكوى ياسر برهامي – نائب رئيس الدعوة السلفية – له من هذا المنع.
خطبة الشيخ محمود شعبان
وكان مقطع مصور من خطبة للدكتور محمود شعبان، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، عن شهادات الاستثمار بقناة السويس، قد أثار أزمة وردود أفعال انتهت بحبسه حتى الآن، حيث أصيب بجلطة في المخ بسبب سوء الرعاية الصحية، وأكدت أسرته أنه تم تعذيبه داخل المعتقل.
منع الشيخ جبريل للدعاء علي الظالمين
وعادت أزمة المنابر مرة أخري مع قرار وزير الأوقاف بمنع الشيخ محمد جبريل من اعتلاء المنابر مرة أخري في مصر بسبب دعائة علي الظالمين في صلاته، حيث أثار هذا الدعاء موجة كبيرة من ردود الأفعال، واعتبرت الأوقاف ان جبريل يقصد النظام الحالي بالظالمين.
وتم منع الشيخ جبريل من السفر خارج مصر مع توقعات بتحويلة للمحاكمة قريبًا.
وحررت الأوقاف محضرًا ضد الداعية الإسلامي محمد جبريل، وتم إصدار قرار بمنعه من الإمامة تحت مزاعم دعمه الفكر المتطرف، الأربعاء، على خلفية إمامته لصلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص ليلة 27 رمضان و”اتهامه” بالدعاء على الظالمين.
وحررت مديرية أوقاف القاهرة، المحضر رقم 4776 إدارى مصر القديمة بتاريخ 14 / 7 / 2015م ضد جبريل لمخالفته تعليمات الوزارة الدعوية واتهامه بتوظيف “دعاء القنوت”، الذى هو أمر تعبدى، توظيفا سياسيا يدعم الفكر المتطرف.
منع المعصراوي
ولم يكن الشيخ محمد جبريل الأخير في قائمة قرارات المنع لوزارة الأوقاف؛ حيث قررت منع فضيلة الدكتور أحمد عيسى المعصراوي – شيخ عموم المقارئ المصرية وأحد أبرز المتخصصين فى علوم القرآن الكريم، من العمل الدعوي بالمساجد وحرمانه من إلقاء الدروس الدينية أو الخطابة أو إمامة المصلين.
والشيخ المعصراوي معروف بمواقفة الرافضة للنظام الحالي، حيث كان أحد المعتصمين في ميدان رابعة العدوية، وانضم إلي جبهة علماء الأزهر في ميدان رابعة العدوية، كما كان إمامًا لصلاة التراويح في الميدان.
وبررت وزارة الأوقاف منع الشيخ المعصراوي من الإمامة بسبب عدم حصوله علي ترخيص، رغم أنها استأمنته على مراجعة القرآن الكريم,
ولد المعصراوي في قرية دنديط التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية في 1 مارس 1953م، وحفظ القرآن على يد الشيخ عبد الحميد حجاج سنة 1964، وكان قد شغل منصب رئيس لجنة مراجعة المصاحف بمجمع البحوث الإسلامية، وعضو لجنة الاختبار بالإذاعة المصرية، وشيخ عموم المقارئ المصرية قبل أن يُقال من منصبه إبريل 2014.
الشيخ أحمد محمد عامر
كما تم منع الشيخ أحمد عامر بسبب مواقفة الرافضة للنطام الحالي، حيث هتف الشيخ أحمد عامر – أستاذ علم القراءت، خلال كلمته بمنصة اعتصام رابعة العدوية “ياسيسي انا مش عايزك تبقي رئيسي”، “سيسي ياسيسي.. مرسي هو رئيسي” ، متسائلاً: لماذا قتلت الساجدين ياسيسي؟، مرددًا “حسبي الله ونعم الوكيل”.
واضاف عامر، أن الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي هو زعيم الأمة الإسلامية، وأنه اثبت عن طريق مؤيديه في كل الميادين والشوارع المصرية أنه ليس مجرد رئيس بل زعيم، على حسب وصفه.
والقارئ الشيخ أحمد محمد عامر، قارئ القرآن بالإذاعة والتليفزيون المصري. وُلد في قرية العساكرة بالصالحية مركز فاقوس بمحافظة الشرقية شمال مصر في 3 مايو عام 1927م.كان لا يزور اهله
حفظ القران صغيراً، خدم بالجيش المصري، ثم التحق بالإذاعة عام 1963م. سافر الشيخ أحمد محمد عامر إلى معظم الدول الإسلامية ودول العالم سفيراً لكتاب الله، كانت أولها زيارة للسودان عام 1958م، وسافر إلى فلسطين عام 1959م، وفي 1969م سافر إلى فرنسا، وسافر إلى أمريكا والبرازيل وإنجلترا، إلى جانب دول الخليج ودول المغرب العربي.
منحه الملك علي شاه ملك ماليزيا وسام التقدير عام 1970م. الشيخ عضو في مقرأة مسجد الإمام الحسين التي يرأسها فضيلة الدكتور أحمد عيسى المعصراوي.
منع الدكتور محمد بهاء
ولم تتوقف قرارات المنع والحرمان عند حد الثلاثي حامل القرآن، حيث قرر محمد عبد الرازق عمر – رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف – منع الدكتور محمد بهاء النور – مدرس الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة – لحين انتهاء جامعة الأزهر من التحقيق معه فيما نسب إليه من إساءة لبعض رموز الدولة وتبنى أفكار بعض الجماعات المتشددة- حسب زعمه.