قالت وكالة “رويترز” للأنباء أنه”بالرغم من دروس الماضي فإن قائد الإنقلاب يعتمد على الطائرات المقاتلة و الإعتقالات الجماعية وأحكام الإعدام في محاربة متشددين إسلاميين وهو ما قد يؤدي إلى إطالة أمد الإضطرابات” .
وأشارت الوكالة إلى أن قائد الإنقلاب يختلف اختلافاً تاماً عن مبارك الذي تميز بنهج أكثر ذكاءً تجاه المتشددين الأكثر تطرفاً حيث قام بعمل هدنة معهم عام 1990 لكن قائد الإنقلاب يرد على الجميع بالمواجهة ، فبعد تدبيره لإنقلاب عسكري قمع السيسي الإسلاميين بلا هوادة ، ويقوم المتمردون الغاضبون من حملة السيسي القمعية بتنفيذ الهجمات ضد قوات الأمن في سيناء ، وهو ما يفتح فصلاً جديداً و خطيراً في الصراع الذي استمر لعقود بين الدولة و الإسلاميين .
و ترى الوكالة أن الضغط المتزايد على جماعة الإخوان المسلمين شجع بعض شباب الجماعة لحمل السلاح ضد الدولة، وهو ما يعقد جهود تحسين الأمن في اكثر الدول سكاناً في العالم العربي.
وأشارت الوكالة إلى أن مبارك اعتمد بشكل كامل على الشرطة لمواجهة خطر الجماعة الإسلامية، بينما السيسي أطلق العنان للجيش لإستخدام أقصى قدر من القوة وبالرغم من ذلك بيدو أنه حققق نجاحاً ضئيلاً في صحراء سيناء الشاسعة.
وفضحت الهجمات الإخيرة ضعف أكبر جيش في العالم العربي فالجيش المصري أكثر دراية بالحرب التقليدية عن تدابير مكافحة التمرد.
وقارنت الوكالة بين تمرد الجماعة الإسلامية في التسعينيات حيث كانت تهدف إلى عزل حكومة القاهرة وبين تنظيم الدولة الذي يهدف إلى إقامة الخلافة في العالم الإسلامي .
ورأت الوكالة أن سياسة مبارك تجاه الإخوان ( الحظر مع السماح بدخول البرلمان) أعطته مزيد من المساحة والوقت لمواجهة المسلحين الذين استهدفوا السياح و المسئولين الكبار بالدولة، وعلى الجانب الآخر فإن السيسي قتل المئات من الإخوان و اعتقل الآلاف وصدرت أحكام بالإعدام والسجن لفترات طويلة في محاكمات جماعية، وهناك مخاوف متزايدة من أن شباب الإخوان قد بدأوا بزرع القنابل الصغيرة للرد على تلك الإنتهاكات .