علقت صحيفة الفاينانشيال تايمز الأميركية، على التقارب الأوروبي مع قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي، واصفة إياه بأنه نظرة قصيرة الأمد.
وقالت الصحيفة، “بعد عامين من وصوله للسلطة في انقلاب عسكري، يبدو أن السيسي بات مقبولاً لدي القادة الغربيين، في حين أن نشطاء الديمقراطية انتقدوا القمع الذي يقوم به قائد الجيش السابق، ويقوم السيسي بتقديم نفسه بأنه الزعيم العربي الذي يتزعم الحرب ضد “داعش”، وهذا ما يرضي العسكريين الغربيين أصحاب التأثير على حكوماتهم”.
وبحسب الصحيفة، فقد بات المستثمرين الغربيين متحمسين للاستثمار في مصر بسبب صدقات الخليج، التي منحت لمصر بعد أحداث يوليو 2013، ونصحت الصحيفة القادة الغربيين بأن يفكروا جيدًا قبل هذا التقارب؛ فالسيسي يحاول إقصاء معارضيه وبشكل خاص الإخوان المسلمين، وقام بملء السجون بشكل لم يسبق له مثيل.
وأشارت الصحيفة، إلى أن ما “يثير القلق بشكل خاص، هو الحكم بالإعدام على الرئيس الإسلامي المنتخب، وما يجب أن يثير انتباه الغرب أيضًا هو أن حملة السيسي ضد المعارضة تدفعها وتجبرها إلى العنف والتطرف”.
واعتبرت الصحيفة، أن هذا التقارب يعبر عن قصر نظر كبير لدى الولايات المتحدة وحلفائها ولمدة عقود قاموا بالتودد إلى حسني مبارك معتقدين أن العالم العربي سيكون بأمان في يد الرجال الأقوياء.
ورأت الصحيفة، أن مصر تدار الآن بأقل قدر من الحريات وبتجاهل مؤسسات الدولة؛ فكل الأنظمة القمعية ترتكز على الفرد الواحد، فهذا النظام يذهب بمصر إلى أبعد ما شهدته مصر من قبل ولا حتى وقت جمال عبدالناصر، لكن القسوة ستدفع شباب الإخوان إلى التطرف وسيكون العنف هو المتنفس الوحيد لهم.
وطالبت الصحيفة، الدول الغربية بالضغط على السيسي؛ فإنه من المستحيل القيام بالصفقات التجارية في حال استمرار أحكام الإعدام على مرسي وأعضاء جماعة الإخوان.
وختمت الصحيفة: “يجب على مصر أن تجد طريقًا ما بين تطرف الإسلاميين والاستبداد، وفي حال الفشل في ذلك فإن حكم السيسي سيشجع الفوضى التي يسعى هو لاحتوائها”.
