قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن عدد المتطوعين في تنظيم “الدولة” في العراق وسوريا أكبر من عدد القتلى في صفوف التنظيم الذين سقطوا في غارات شنها التحالف الدولي على معاقله.
ووفقاً للمجلة، فإن خبراء يعتقدون أن الغارات يمكن أن تكون قد أدت إلى مقتل الآلاف من المسلحين في التنظيم، لكنها في الوقت ذاته ما زالت جاذبة للمتطوعين، حيث يلتحق بالتنظيم مقاتلون من أنحاء الشرق الأوسط الكبير وخارجه، بالإضافة إلى جهاديين من العراق وسوريا، فضلاً عن ظهور جماعات أخرى في دول بعيدة أعلنت ولاءها للتنظيم.
واعتبرت “فورين بوليسي”، أن تركيز الولايات المتحدة في الحديث على عدد جثث قتلى عناصر التنظيم، يشير إلى الاتجاه الخاطئ الذي يسلكه التحالف بقيادة أمريكا في التعامل مع هذا التنظيم.
وتشير إلى أن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا مؤخراً عما ألحقته ضربات التحالف بالتنظيم، إلا أنهم لم يتفقوا على عدد معين لقتلى التنظيم، حيث يشير الجنرال هوك كارلايك، رئيس القيادة القتالية لسلاح الجو، إلى أن نحو 13 ألف مقاتل من “الدولة” قتلوا بغارات التحالف منذ انطلاق تلك العمليات في سبتمبر العام الماضي.
إلا أن نائب وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن، قال لمحطة الإذاعة الفرنسية إن الغارات قتلت نحو 10 آلاف مقاتل من مسلحي التنظيم، في حين قال الجنرال جون هيسترمان، الضابط بسلاح الجو الأمريكي، إن نحو 1000 مقاتل من مسلحي التنظيم قتلوا خلال شهر من الغارات الجوية.
هذه الأرقام مطابقة أو حتى أقل من أعداد المقاتلين الجدد الذين التحقوا بتنظيم “الدولة”، حسب خبراء، حيث يشير ريك برينان، وهو ضابط سابق في مشاة البحرية الأمريكية، وعمل مستشاراً في العراق من 2006 حتى 2011، إلى أن قوة التنظيم ما زالت تنمو وما زال بإمكانهم الحصول على المزيد من المقاتلين.
جوزيف فوتيل، رئيس قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، قال في مؤتمر عقد في 19 مايو المنتهي بولاية فلوريدا، إن الأشهر الأخيرة شهدت أشبه بثورة بركانية في أعداد المقاتلين الذين تدفقوا على التنظيم لدعمه، مؤكداً أن هناك زيادة في أعداد المقاتلين الأجانب، خاصة أولئك الذين تدفقوا عبر جنوب أوروبا.
أما جين باولو، المتحدث باسم المركز القومي لمكافحة الإرهاب، فقال إن نحو 1000 مقاتل ينضمون لـ”الدولة” خلال الشهر الواحد، مبيناً أنه ليست هناك إحصائية دقيقة حول أعداد المقاتلين الذين انضموا إلى الدولة منذ انطلاقة عمليات التحالف الدولي.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كان شدّد على أهمية وقف تدفق المقاتلين الأجانب، مؤكداً في حديث له بتاريخ 8 يونيو الجاري بقمة ميونخ، أنه بالإضافة إلى أهمية تشكيل قوة سنية لمقاتلة “الدولة”، فإنه ما زال هناك تدفق كبير للمقاتلين على التنظيم.
وتابع: “إذا استطعنا وقف تدفق المقاتلين الأجانب فإننا قادرون على عزل واستنزاف قوات الدولة الإسلامية”.
وبالإضافة إلى تدفق المقاتلين من أنحاء مختلفة من العالم للالتحاق بالتنظيم، فإن التنظيم يعمد أيضاً إلى تجنيد مقاتلين من سكان المناطق الواقعة تحت سيطرته، حيث يجبر السكان المحليين على التطوع وحمل السلاح والزّج بهم في معسكرات تدريب لمدد تتراوح بين 4 و6 أسابيع، ويكون عدد الخريجين من كل دورة ما بين 240 إلى 500 مقاتل.