رأت صحيفة “ميدل إيست آي” أن التوتر المستمر داخل جماعة الإخوان المسلمين في مصر بلغ ذروته، مع اتساع هوة الخلاف بين كبار السن والشباب؛ حيث يحرص الأولون على انتهاج السلمية، بينما يسعى الآخرون لاتباع نهج أكثر راديكالية لمعارضة حكومة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وأشارت إلى أن الأمر بدا للوهلة الأولى وكأن جيل الكبار قد قام بانقلاب ناعم على جيل الشباب الذي يدير الجماعة في الوقت الراهن بعد انتخابات ليست ببعيدة، لكن سرعان ما خرجت بيانات الشباب تؤكد على “النهج الثوري”.
وسلطت الصحيفة الضوء على الآراء المختلفة التي علقت على ما حدث في صفوف الجماعة؛ وبدأت برأي محمد محسوب- من حزب الوسط- والذي أشار إلى أن هذا هو أفضل ما حدث للحركة السياسية المصرية في العصر الحديث. ورأي شادي حامد أنه لابد من الاعتراف بأن هناك تغيير حدث بالفعل في الجماعة، مطالبا الشيوخ بالإنصات للشباب؛ لأنهم رجال المرحلة وأدرى بها.
أوجه الاختلاف
وعن أوجه الاختلاف بين المعسكرين ركزت “ميدل إيست آي” على استخدام العنف والوسائل الأكثر تطرفا لصد حملة الحكومة الشرسة ضد الجماعة. حيث يرى معسكر الكبار أن العنف نتيجته لا تفضي إلى شيء يرضي مهما كانت، مسترجعين ذكريات حقبة جمال عبدالناصر وما تعرضت له الجماعة من حملات شرسة. ومن بين أوجه الاختلاف أيضًا رفض بعض قيادات الجماعة التخلي عن مناصبهم للشباب، وذلك على الرغم من انتخاب قيادة جديدة في الداخل والخارج.
ونوهت الصحيفة في الختام إلى ترحاب محمد منتصر- المتحدث باسم الجماعة والذي يميل غالبية الشباب إلى صفه ربما لكونه منهم أو لكثرة حديثه باللهجة الثورية- بالبيان الذي عرف باسم “نداء الكنانة”؛ والذي شدد على أن مقاومة نظام الانقلاب بقيادة الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي واجب شرعي.
من جانبها؛ تناولت صحيفة “نيوز فيديو يو إس” الأمر من جانب الدعوات التي تعالت من داخل الجماعة نفسها مخاطبة كلا المعسكرين بتعلية مصلحة الجماعة، ونبذ أي خلاف يؤثر على أهداف الجماعة في الوقت الحالي؛ والتي على رأسها إسقاط الانقلاب الذي نفذه السيسي في عام 2013 بمؤازرة شعبية.
ونقلت الصحيفة على لسان قيادي إخواني– لم تسمه– أن تحركًا سريعا من شخصيات بارزة بالجماعة، ربما ليست في منصب قيادة، حدث لاحتواء ذلك الصدع والتوتر قبل أن تتسع دائرته.
وحمّل المصدر ذاته القيادة القديمة مسؤولية ما آلت إليه أوضاع الجماعة في الوقت الراهن، بينما أثنى على القيادة الشابة الحالية، واصفًا إياها بأنها حاسمة في قرارتها، وأن هذه المرحلة تحتاج حسمًا.
وعقدت الصحيفة مقارنة بين تفكير قيادي مثل محمود غزلان وشاب مثل منتصر، مشيرة أن كليهما كان متحدثًا رسميًا باسم الجماعة.
هاشتاج
وتناولت “الجزيرة” الهاشتاج الذي دشنه محمد منتصر على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم #الجماعة_أقوى، مرفقا إياه بتأكيد على أن الجماعة اتخذت المسار الثوري مسارا استراتيجيا لا تراجع عنه، كما أنها لن تعود إلى الوراء.
ولفتت إلى أن هذا التصريح مثل ذروة الجدل الحاد بين جيل الشباب في جماعة الإخوان، ورموز الجيل الذي قاد الجماعة خلال السنوات الماضية، وقد اتهِم رموز جيل الشباب بمحاولة الانقلاب على القيادة الجديدة للإخوان والتي جرى انتخابها قبل أكثر من عام في ظل ظروف أمنية بالغة الصعوبة.