قالت صحيفة الجارديان البريطانية الصادرة الثلاثاء، إن ما وصفته بـ”انتصارات” تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا لا تعود إلى طبيعة التنظيم الدموية، وقدرته على الحركة والتنقل بين المدن، وإنما أيضاً تعود إلى طبيعة الانقسامات التي تفتك بالمجتمعات في كل من العراق وسوريا، مؤكدة أن “هذه الانتصارات وقتية ولا يمكن لها أن تبني دولة”.
وترى الجارديان أن كل ما حدث في العراق وسوريا، وخاصة عقب سقوط مدينتي الرمادي وتدمر، يشير أيضاً إلى عيوب في الجيشين العراقي والسوري، وأيضاً أن لدى الجماعة القدرة على التنقل برشاقة بين المدن، بالإضافة إلى وجود قيادة سياسية تتعامل بدهاء مع مختلف المجتمعات التي تصل إليها.
وتتابع الصحيفة أن وصول تنظيم الدولة إلى مدينة الرمادي على سبيل المثال، أدى إلى انقسام مجتمعي في صفوف العشائر المحلية؛ ما بين مؤيد لدخول ميليشيات الحشد الشعبي إلى المدينة ورافض لها، ممّا أدى إلى تعزيز الانقسام المجتمعي داخل مدينة ذات لون طائفي واحد.
وتشير الجارديان إلى أن المعركة بين التنظيم وبين كل من حكومتي بغداد ودمشق، لا تعود إلى القدرة القتالية وحسب، وإنما أيضاً إلى طبيعة الفروق التي يتمتع بها كل طرف.
وتؤكد الصحيفة أن تنظيم “الدولة” يسعى لجذب الشباب من جميع أنحاء العالم، مستفيداً أيضاً من الثروات التي بات يكدسها التنظيم من جراء بيع الآثار، وأيضاً النفط، إلا أن هذا التنظيم، بحسب الصحيفة، سوف يدمر المجتمعات المحلية اقتصادياً واجتماعياً من خلال طريقة سيطرته على تلك المناطق.
وتخلص الجريدة إلى أن التنظيم لا يمكنه أن يبني دولة، مؤكدة أن التنظيم يستفيد من الانقسامات المجتمعية في كل من العراق وسوريا، وأيضاً الحكومات التي لا يبدو أنها قادرة على فرض قوتها.
رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قال إن قواته قادرة على استعادة مدينة الرمادي خلال أيام، في وقت لا يبدو فيه أن الحكومة السورية قادرة على إصدار مثل هذه التصريحات.
عندما يقول وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، إن القوات العراقية ليس لديها إرادة القتال، فإنه يشير، كما تقول الغارديان، إلى تبسيط وضع معقد للغاية، إلا أنه أيضاً يعكس طبيعة حالة التمزق التي تعاني منها القوات العراقية.