تساءلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن كانت الولايات المتحدة لا تزال لم تحدد خياراتها في مواجهة تنظيم الدولة، خاصة في العراق؟ مؤكدة أنها لا تريد أن تنجر إلى مستنقع قتالي.
وقالت الصحيفة إن المستنقع القتالي مع تنظيم الدولة قد يؤدي إلى ما لم يكن بالحسبان، مشيرة إلى أن أمريكا تكتفي حالياً برصد الأمر على الأرض، في وقت يشكك فيه قادة عسكريون عراقيون أن تكون أمريكا لديها استراتيجية لمواجهة التنظيم.
وقالت الصحيفة، في تقرير لمراسلها من العراق، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تجهل قوة التنظيم، ولا تملك استراتيجية لقتاله.
ونقلت عن مسؤولين عسكريين عراقيين، أن السبب الآخر الذي يجعل من تنظيم “الدولة” يواصل تقدمه في العراق، هو حالة الفوضى والارتباك التي تسود القوات الأمنية العراقية.
العقيد في الشرطة العراقية، حميد الشندوخ، الذي كان يرابط في الرمادي قبيل سيطرة التنظيم على المدينة قبل أيام، قال للصحيفة، إن التنظيم بدأ بتنشيط خلاياه النائمة في الرمادي عشية بدء الهجوم على مركز المدينة.
ويضيف: “لقد شن المسلحون هجمات منسقة استخدموا خلالها 30 سيارة مفخخة، بعض عناصرهم كانوا يرتدون زي الشرطة، والقوات العراقية أوهمونا بأنهم من عناصرنا”.
ويؤكد العقيد العراقي غياب أية استراتيجية أمريكية لمقاتلة تنظيم “الدولة”، يضاف إلى ذلك ضعف القوات العراقية وحالة الفوضى التي تسودها، “كل هذه الأسباب أسهمت في تقدم التنظيم وتحقيقه المزيد من الانتصارات”.
وتوضح الصحيفة الأمريكية أن الفرقة الذهبية التي تعتبر واحدة من أكفأ القوات الأمنية العراقية، هي الأخرى هربت من مواقعها في الرمادي، ولم يعلق فاضل برواري، قائد الفرقة الذهبية هناك، على الانسحاب غير المنظم من داخل المدينة، لكنه قال لوسائل إعلام محلية إنه انسحاب تكتيتي.
وتنقل واشنطن بوست عن مسؤولين عسكريين عراقيين أن الضربات الجوية الأمريكية، متواصلة “إلا أنها غير كافية” فهي لن تتمكن من القضاء على المقاتلين التابعين للتنظيم .
مسلحو العشائر السنية الذين كانوا يرابطون في وسط الرمادي، اشتكوا من قلة الذخيرة والتسليح طيلة عام ونصف العام من بدء القتال مع مقاتلي التنظيم، حسب الصحيفة، مؤكدين أن الحكومة في بغداد رفضت تسليحهم، في حين سلحت قواتها الحكومية في الرمادي بأسلحة ثقيلة، تركوها عقب انسحابهم، غنائم لمقاتلي التنظيم.
الرئيس الأمريكي لم يجد، في مقابلة معه نشرت الأسبوع الماضي، من شماعة لتعليق خسارة الرمادي عليها سوى القول بأن الأمر يتعلق بضعف في التدريب وتطوير القوات الأمنية العراقية.
إلى ذلك، قال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن القوات العراقية انسحبت من المدينة إثر تعرض المنطقة لعاصفة رملية، شن معها تنظيم “الدولة” هجومه، حيث افترضت القوات العراقية أن الطائرات الأمريكية لن تتمكن من شن هجمات أثناء العاصفة الرملية، ومن ثم فضلوا الانسحاب على مواجهة مقاتلي التنظيم في ظل الأجواء المناخية السيئة التي كانت تسود المنطقة.
ولا تزال إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حسب رأي الصحيفة، مترددة في الانجرار لدور قتالي أكبر في العراق، مكتفية بنشر العيون على الأرض لتعيق مقاتلي التنظيم، غير أن الوقت بين نقل المعلومة وبدء التعامل معها يحد من قدرة الضربات الجوية وفاعليتها.