قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إن عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، يستغل الحرب ضد تنظيم “ولاية سيناء” الذي بايع تنظيم الدولة الإسلامية، وما يسمى بـ”الثورة الدينية”، للترويج لنفسه في الغرب وأميركا.
وأضافت الصحيفة، في تقرير كتبه تامر الغباشي، أن السيسي الذي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عسكري قام بتجريم الاحتجاجات، وحكم على المئات بالإعدام في محاكمات جماعية، وطبقًا للمركز المصري للحقوق والحريات فإن هناك أكثر من 40000 معتقل سياسي، بالإضافة إلى إعلان جماعة الإخوان المسلمين المعارض الرئيسي له بأنها “إرهابية”، رغم رفضها الواضح للعنف.
وكشفت الصحيفة، كيف يستغل السيسي الظروف الإقليمية والدولية لدعم موقفه، حيث قالت إن موقف السيسي الصارم من ظهور تنظيم الدولة، وكذلك إعلانه التصدي للتمدد الإيراني في المناطق ذات النفوذ السني قد دعم موقفه، وكذلك مطالباته المتكررة بالثورة الدينية قد عززت قبوله لدى الإدارة الأميركية.
وأوضحت أن هذا القبول الأميركي انعكس على الإفراج عن المساعدات العسكرية التي تقدر بـ1.3 مليار دولار، بعد أن توقفت عقب الانقلاب على مرسي أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًا.
ونقلت “وول ستريت جورنال”، عن خليل العناني، الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، قوله: “يجيد السيسي اللعب بما لديه من أوراق، وقد أقنع الإدارة الأميركية أن الهدف الرئيسي هو محاربة الإرهاب”.
في حين يرى أعضاء مجلس الشيوخ “الكونجرس” الداعمين للسيسي، أنه إحدى الدعامات الأساسية في الحرب ضد الإرهاب، وأنه الحليف القوي الذي تحتاجه أميركا في منطقة الشرق الأوسط، في حين أن لديه وقتا للقيام بإصلاحات ديمقراطية.
وأشارت الصحيفة إلى تخوف البعض داخل واشنطن من أن طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع السيسي قد تطلق يده، لدرجة أنه سيتعامل مع المعارضة السلمية بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع المسلحين، ويرى هذا الفريق، ضرورة أن ترتبط المعونات العسكرية بالإصلاحات الديمقراطية.
واختتمت الصحيفة، بقول الدكتور صلاح عناني “إنها نفس طريقة التعامل القديمة، حيث الأولوية الأولى والأخيرة للحلول الأمنية، هذه السياسة القصيرة الأجل سيكون لها مردود عكسي وستؤدي إلى زيادة التطرف”.