قال حسام شاكر، الخبير في الشؤون الأوروبية، إن “حالة من الانزعاج تسود الأوساط الأوروبية بعد الإعلان عن التشكيلة اليمينية المتطرفة، لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو”.
وأوضح أن الخطاب الجديد الذي وجهه مسؤولون أوروبيون سابقون إلى قيادة الاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الأمريكية، دعوا فيه إلى مراجعة السياسات المتبعة مع الجانب الإسرائيلي، وفرض عقوبات على حكومة نتنياهو الجديدة، يعبِّر عن هذا المنحى، علاوة على سلسلة من المواقف والرسائل التي صدرت في الشهور الأخيرة.
وقال شاكر، في تصريحات إعلامية من بروكسل، اليوم الأربعاء إن “هذه التشكيلة الحكومية المتطرفة فاقمت الاستياء الأوروبي الذي أحدثته مواقف حكومات نتنياهو السابقة التي عرقلت المسارات التفاوضية مع السلطة الفلسطينية، وراهنت على تغيير الحقائق على الأرض بمنطق الاحتلال”.
وأضاف: “تأكد الأوروبيون أن عهد نتنياهو نجح بالفعل في قطع الطريق على ما يسمى بحل الدولتين، دون تقديم أي خيار بديل سوى استمرار الاحتلال الذي يرسم أمام عيون العالم نموذجاً كريهاً من الفصل السكاني العنصري والانتهاكات المركبة، وهو ما يصعب على أي طرف دولي السكوت عنه مع الوقت”.
ورأى حسام شاكر أن “اتساع الفجوة بين الجانبين الإسرائيلي والأوروبي يجري محاولات لترجمته في التحضير لإجراءات عملية ذات منحى عقابي، خاصة في ما يتعلق بالاستيطان وبالقدس الشرقية”.
وتابع مضيفاً: “يتولى المسؤولون والدبلوماسيون الأوروبيون السابقون المتحررون من التزامات المنصب الرسمي، تصعيد مطالباتهم بفرض ضغوط عقابية على الحكومة الإسرائيلية، التي يرى الجميع أنها تهيل التراب على ما تبقى من فرص للتسوية السياسية المتعثرة أصلاً”.
ولاحظ أن الفجوة بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، تسمح لمزيد من المواقف والأصوات الناقدة أن تعلو في أوروبا ضد النهج الإسرائيلي القائم، في حين لا يسع الحكومات الأوروبية أن تواصل الصمت على السياسات الإسرائيلية الصارخة.
وتوترت العلاقات بين حكومة نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عقب مضي قوات الاحتلال الإسرائيلي قدماً في بناء المزيد من المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن الخلاف في وجهات النظر بشأن المباحثات النووية مع إيران.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد زار الولايات المتحدة لإلقاء كلمة أمام الكونجرس الأمريكي، إلا أن أوباما لم يستقبله بحجة أن البيت الأبيض لم يوجه دعوة رسمية لنتنياهو، ولاقتراب انتهاء ولايته آنذاك.