شهدت فترة ما بعد 3 يوليو اعتزال عدد كبير من النشطاء والسياسيين – المحسوبين على الثورة – العمل السياسي، في ظل السياسات التي يتخذها الانقلاب من إقصاء وتنكيل بالمعارضين.
وعلي الرغم من أن الكثير من هذه الشخصيات كانوا من كبار الداعمين لما حدث في 3 يوليو ، إلا أن الحكم العسكري مارس ضدهم العديد من وسائل التضييق، حتى أجبر بعضهم على اعتزال العملية السياسية.
مدير حملة السيسي يعتزل خوفًا
في موقف مفاجئ ودون مقدمات، قرر حازم عبدالعظيم رئيس لجنة الشباب في حملة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأبرز مؤيدي الرئيس، الابتعاد عن الحديث في السياسة، واصفًا المناخ السياسي بأنه ليس أقل خطورة من أيام مبارك، حسب قوله.
وكتب “عبدالعظيم” في منشور له على موقع التدوينات القصيرة” تويتر”: “لقد قررت الابتعاد عن السياسة لفترة قد تطول.. أشعر أن المناخ السياسي ليس أقل خطورة من أيام مبارك لو الواحد اتكلم بحرية.
وكتب “عبدالعظيم” في تدوينة أخرى: “شكرا لكل من عارضني سابقا ثم اختلف معي وكل من اختلف معي سابقا ثم عارضني.. هذه طبيعة السياسة المواقف تجاه مواقف وليس أشخاص”.
المتحدث باسم الحزب العلماني يعتزل
بعد محاولتين سابقتين لتأسيس حزب “علماني”، أعلن مؤمن المحمدي، المتحدث باسم الحزب العلماني المصري، الانسحاب نهائيا من العمل السياسي، -وقال في منشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك-، “الموضوع صعب والمخفى أكتر بكثير من الظاهر، بدون تفاصيل كثيرة أُعلن انسحابي من قصة الحزب العلمانى واعتزال السياسة في مصر نهائيا.. وآسف لكل الناس”.
حمزاوي يعتزل ويعود
فيما أعلن عمرو حمزاوي اعتزاله الحياة السياسة قبل أن يعود عن قراره وكتب 6 نقاط كسبب لهذه الاستقالة
وقال أنه “لا سياسة اليوم في مصر، ولا دور لي إلا في إطار الدفاع المبدئي عن الحريات وحقوق الإنسان والاجتهاد مع “آخرين” للبحث عن مخارج ممكنة تباعد بين مجتمعنا وبين الاحتراب الأهلي، وتحمي السلم والعيش المشترك وتماسك مؤسسات الدولة”.
وقسّم حمزاوي شهادته إلى 6 مقدمات، بدأها برفضه قبل 30 يونيو عبر مقالاته الصحفية، لـ” استدعاء الجيش إلى الحياة السياسية الذي روجت له الأحزاب، والتيارات صاحبة يافطات الديمقراطية والمدنية” واعتباره ذلك تخليا كارثيا عن مسار التحول الديمقراطي .
وأوضح أنه بعد 30 يونيو ، سجل اعتراضه على “تقييد الحريات ولانتهاكات حقوق الإنسان وللإجراءات الاستثنائية ، التي بدأت بإغلاق قنوات فضائية محسوبة على اليمين الديني، وبحملة اعتقالات واسعة وبسيطرة خطاب فاشي وظلامي على الإعلام الرسمي والخاص عمد إلى تخوين كل المنتمين إلى مساحة اليمين الديني وإخراجهم من دائرة الوطنية المصرية”.
الهواري يعتزل السياسة من أجل المقاولات
كما أعلن ياسر الهواري – القيادي السابق بجبهة الإنقاذ – أنه لا علاقة له بالعمل السياسي، وأنه يعمل حاليًا في الدوحة بإحدى شركات المقاولات المملوكة لمهندس مصري لم يسبق له العمل بالسياسة.
واستطرد الهواري: لا أفضل العمل من خارج مصر، وظروف خروجي من مصر كانت لأسباب تتعلق بعملي ومجاله والوضع الاقتصادي، ولا علاقة لخروجي بأي وضع سياسي، حيث إنني لم أتعرض لأي مضايقات أثناء دخولي وخروجي من مصر حتى وأنا قادم للظهور على الجزيرة”.
وتابع: أنه غير ملم بأي تفاصيل تحدث داخل الغرف المغلقة، فضلًا عن أنه مقل جداً في الظهور على شاشات الإعلام، مشيرًا بأنه لا يظهر إلا بعد إلحاح شديد، وطلب للحديث عن مواقفه الشخصية.
وأضاف- خلال منشور له على صفحته الشخصية “فيس بوك”- “أنا لست عضواً في أي حزب من الأحزاب أو أي حركة من الحركات السياسية أو الاحتجاجية أو أي جبهة من أي نوع”.
وعلّق “الهواري” على صورته مع القيادي الإخواني جمال حشمت التي ظهرت مؤخراً، بأنه دُعي إلى غداء على هامش منتدى الدوحة، الذي لم يكن أحد ضيوفه، وأن الغداء كان بشكل ودي تماماً، وكان الحديث أثناء الغداء الذي لم يطل أكثر من نصف ساعة، غادر خلالها الدكتور جمال حشمت.
وتابع “وعندما تطرق الحديث حول رؤيتي لعودة الإخوان للحياة السياسية قلت بوضوح إنني شخصياً لا أعادي إلا من يحمل السلاح وأن الإخوان أخطأوا في حق أنفسهم وفي حق الجميع، وأني لا أعرف ما هو الضامن على عدم عودتهم مرة أخرى لنفس ما فعلوه سابقاً، وغادرت الغداء وانتهي الأمر”.
وشدد في نهاية المنشور أنه شخصٌ معتزلٌ للعمل العام، ويرجو احترام ذلك من كل الأطراف، وعدم الزج باسمه في أي صراع دائر.