تلوث مياه الشرب من المشكلات العصيبة التي تواجه أكثر من مليون ونصف مواطن يعيشون في محافظة سوهاج، بعد أن عجزت الحكومات عن إيجاد حلول جذرية لمعالجتها.
وتعاني غالبية محطات المياه في المدينة والمراكز والقرى من كوارث عديدة، من أهمها: نفاد عمرها الافتراضي، وتهالك أدواتها ومعداتها، إضافة إلى صدأ خزانات المياه الإسطوانية منذ زمن بعيد، وعدم تطوير وحدات الفلترة، إلى جانب وجود الحيوانات النافقة داخل الخزانات فى بعض المحطات.
يأتي ذلك فضلاً عن: زيادة نسبة الأملاح والمنجنيز والكلور في المياه، كما أن المخلّفات السائلة لمصانع الهدرجة التي تُصَبّ في نهر النيل مباشرة لها أثر خطير على حياة المواطنين والمواشي والأراضي الزراعية بالمحافظة، بالإضافة إلى لجوء الكثير من الأفراد إلى النزول إلى مياه نهر النيل وخاصّةً فى فصل الصيف الحار، مما بات يشكل خطرًا حقيقيا على صحة المواطنين بالمحافظة أدى إلى ازدياد معدلات الإصابة بأمراض الفشل الكُلوى وفيرسc والأورام الخبيثة والجديرى والكوليرا وغيرها، ومن هنا أصبحت أرواح البسطاء من عامة الناس عرضة للإزهاق .
فسوهاج- بحسب البيان الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء للعام 2014م – هي الثالثة فقرًا واحتياجًا علي مستوي الجمهورية، فمشكلة مياه الشرب بالمحافظة هى إحدى المشكلات التى تحتاج إلى تغيير وتطوير شبكات ومواسير المياه الموجودة في باطن الأرض والمراشح المختلفة.
وتابع البيان “إضافة إلى متابعة عنصر الأمن المائي من خلال تحليل عينات المياه فى جميع محطات ومراشح مياه الشرب، من بينها محطات حي غرب والمراكز والقُرى كالمَدمَر ودار السّلام والكوامل والمُنشاة والبلينا والعُسيرات والكولا والحووايش ونجع أولاد الشيخ وقرية العتامنة وكوم غريب وغيرها”.
وقال خالد محمد عيسى، من قرية الكوامل، “إن أهالي قرية الكوامل يعانون من سوء حالة المياه، وإرتفاع نسبة الأملاح بها والتي تؤثر على صحة المواطنين والأراضي الزراعية، بالإضافة إلى ما تشهده القرية من تكرار انقطاع المياه”.
وأضاف “وصل الأمر إلى قيام أهالى القرية بقطع الطريق المؤدّي إلى مقر مقر جامعة سوهاج الجديد؛ نظرًا لما تشهده القرية من تلوث المياه والغير صالحة للشرب والمواشي وري الأراضي الزراعية، وأخذوا وعودًا من المسئولين بالمحافظة والوحدة المحلية وشركة مياه الشرب بالنظر فى مشكلاتهم وحلّها، وقال إنه لم تتم الاستجابة حتى الآن “.
وأفاد أحمد إبراهيم – من قرية العتامنة – “أهالي قرية العتامنة يعانون من زيادة نسبة الأملاح والمنجنيز منذ سنوات، بالرغم من تصريحات مسؤولي شركة المياه وحديثهم عن صلاحية وأمان المياه للشرب، وأن الأهالي اضطروا لشراء الفلاتر لحمايتهم من الإصابة بالفشل الكلوي، وقد أصيب بعض الأهالى بالتسمم نتيجة زيادة نسبة الكلور، منوهًا إلى وجود ديدان ورواسب من مياه الصنبور، ويلجأ بعض الأهالي إلى استخدام الزير لتنقية المياه وترسيب شوائبها إلى قعر الزير”.
وأشار مصطفى سمير كامل، موظف بالري، إلى أن مشاريع تطوير وتجديد محطات المياه بمراكز طما وطهطا والمراغة وجرجا ودار السلام والبلينا وأولاد نصير وقرى تونس والعتامنة والبلابش والديابات وسلامونى والصوامعة كانت قد خصصت لها ميزانية 10 مليون جنيه على أن يتم إحلال وتجديد بالكامل من خلال شركات مقاولات محطات المياه، واكتفى المسئولون بالمحافظة وأجهزة الرى بترميمها وصيانتها فقط.
وأضاف أن الكثير من المواطنين يعتمدون على الفلاتر المنزلية، ولكن سرعان ما تمتلئ وتتسخ بالرواسب والمركبات السامة التى تلحق ضررًا مباشرًا بصحة المواطنين.