قالت جماعة الإخوان المسلمين في رسالتها الأسبوعية إن قضية تهريب الأمريكان الاخيرة كشفت عن ان المجلس العسكري يدير البلاد بالطريقة التي كان يديرها بها الرئيس المخلوع من حيث الخضوع لأمريكا والتدخل السافر في أعمال القضاء والتفريط في السيادة والكرامة الوطنية.
وأعلنت الجماعة رفضها التام لما أسمته بمحاولات صرف الرأي العام المصري عن جوهر قضية التمويل الخارجي لمنظمات المجتمع المدني وتهريب الأمريكان وشغله المجتمع بخلاف داخلي، وذلك عن طريق التهليل في بعض وسائل الإعلام لتصريحات أعضاء الكونجرس الأمريكي و السناتور جون ماكين على أن للإخوان المسلمين دورا في السماح للمتهمين الأجانب بالسفر وهو الذي ينافي الحقيقة تماما.
وأضافت" كانت الساحة المصرية في كل مجالاتها مستباحة أمام الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان النظام المصري السابق تابعا ذليلا لها ينصاع لأوامرها ولا يملك أن يرفض لها طلبا، ومن ثمّ انتشرت المنظمات الأمريكية تعمل بدون ترخيص وتفتتح الفروع في كثير من مدن المحافظات وتتلقى الأموال من الغرب وتنفق ببذخ على تابعيها ومنفذي أهدافها من المنظمات والشخصيات المصرية، وكانت تنفق في المتوسط ستة ملايين دولار في العام إلا أنها فى عام ما بعد الثورة أنفقت مائتي مليون دولار أى مليارا ومائتي مليون جنيه مصري" .
وأكدت في رسالتها الأسبوعية أنها كانت أول من أدان التمويل الأجنبي غير القانوني وغير الشفاف منذ عشرة أشهر، وطالبو بالتحقيق في الأمر وكشف الحقائق في هذا الموضوع، وأن الجماعة حينما عملت بإنفاق الأربعين مليون دولار الأول من لسان السفيرة الأمريكية، تساءلت مرارا وتكرارا وطلبت التحقيق في هذا الأمر ومعرفة الحقيقة، ومن الذي تلقى هذه الأموال وفيم أنفقها وما هي مظاهر دعم الديمقراطية التي يزعمون ؟
وأضافت "إذا كان البعض يزعم أن الأمريكان لا يكذبون في إشارة إلى التصريحات التي صدرت عن بعض أعضاء الكونجرس، فنحن نتساءل منذ متى وأمريكا تلتزم في سياستها الخارجية بالقيم الأخلاقية، ألا يذكر هؤلاء السادة الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون وكيف تجسس على خصومه وكذب على قومه حتى فقد منصبه ؟ هل نسوا تأكيدات بوش الابن وكولن باول عن امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل ؟ وعن علاقته بالقاعدة ؟ ثم تبين كذب ذلك كله بعد قتل ما يزيد على مليون عراقي وتشريد ما يزيد على خمسة ملايين آحرين؟ هل نسوا خطبة أوباما العصماء في جامعة القاهرة وأختها في جاركتها ثم لم يوف منها كلها بوعد واحد ؟ وهل وفى بوعده بإغلاق معتقل جوانتاناموا بعد عام واحد من توليه الرئاسة، حتى الآن وقد مرت ثلاثة أعوام ونصف؟
وحول الوضع في سوريا قالت الجماعة"لا يزال النظام السوري الوحشي يمارس القتل والتعذيب والحصار والتجويع اليومي على الشعب السوري دون أدنى إحساس بالحد الأدنى للإنسانية، ناهيك عن المسئولية أمام الله أو أمام الشعب صاحب السيادة على الوطن أو أمام التاريخ، ولا يزال العالم كله يقف شبه عاجز أمام هذا البطش والطغيان".
وشددت على ضرورة تكاتف العالم العربي والإسلامي وتحريك المجتمع الدولي لتقديم المساعدات للشعب السوري سواء في المنافي أو في الداخل المساعدات بكل أنواعها التي تؤمنه ضد غدر النظام وبطشه، وفي ذات الوقت غلّ أيدي هذا النظام عن العدوان عن الشعب الأعزل، واتخاذ مواقف صارمة من تلك الدول التي تؤيده مقدمة مصالحها المادية والتجارية على كرامة الشعوب وحياة الناس، ونحن نثق أن النهاية ستكون –بإذن الله –لصالح الشعب السوري البطل، وسيرحل هذا النظام مكللا بالخزي والعار في الدنيا والآخرة .