بعد تسع سنوات قضاها هاربًا خارج البلاد، عقب إدانته في غرق عبارة السلام98 عام 2006، بات رجل الأعمال المصري، ممدوح إسماعيل مرحب به على أرض وطنه، الذي تسبب في غرق أكثر من ألفٍ من أبنائه.
كان ممدوح إسماعيل، واحدًا من رجال الأعمال المحسوبين على الحزب الوطني المنحل، كما كان صديقًا لزكريا عزمي، رئيس ديوان رئاسة المخلوع حسني مبارك، وكذا لوزير إعلامه أنس الفقي، وسامح فهمي وزير البترول، فضلًا عن صفوت الشريف وحبيب العادلي.
ممدوح إسماعيل، كان المالك لعبارة السلام، التي غرقت في الثالث من فبراير 2006، لتودي بحياة من على متنها: 1310 من الركاب المصريين، و104 من طاقم الملاحة. فيما كان أغلب الركاب من العاملين في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى بعض العائدين من أداء مناسك الحج.
لجنة تقصي حقائق غرق العبارة
قال تقرير لجنة تقصي الحقائق، المشكلة من قبل مجلس الشعب في أبريل 2006،إن تسيير العبارة شابه الكثير من المخالفات للقوانين والقرارات والأعراف الدولية، وكذا المعاهدات التي تنظم عمليات النقل البحري.
وأوضح التقرير، أن ذلك عائد إلى أن العبّار كانت تعمل بانتظام على الخطوط الملاحية بين الموانئ المصرية والسعودية في البحر الأحمر، ورغم أنها تابعة لشركة مصرية، إلا أنه ترفع علم دولة بنما، لتتحرر من شروط الأمن والسلامة التي تتطلبها القوانين المصرية، إذ تجاوزت حمولتها من الركاب العدد المسموح به بكثير.
وعرج التقرير إلى أن العبارة غادرت ميناء ضبا السعودي، الساعة 7:18 مساء الخميس (2 فبراير 2006)، وكان مقررًا لها الوصول لميناء سفاجا الساعة 2:30 صباح الجمعة (3 فبراير 2006)، قبل أن ينقطع الاتصال بها منذ منتصف الليل، دون استجابة لمحاولات الاتصال التي أجرتها سلطات الميناء، ومكتب الشركة. وكان "حريًا بذلك أن يثير القلق عليها، بخاصة وأنها تحمل على متنها 1416 راكبًا".
وأضاف التقرير" "برغم ذلك فإن الاتصالات الهاتفية، التي أجراها رئيس الشركة المالكة للعبارة، ممدوح إسماعيل، ونائبه عمرو ممدوح إسماعيل (نجل الأول)، مع محفوظ طه، رئيس هيئة مواني البحر الأحمر والمدثر محمد يوسف، نائب مدير ميناء سفاجا اعتبارًا من الساعة 7:15 صباح يوم الجمعة (3 فبراير 2006) التي اتصل بناءً عليها بمركز البحث والإنقاذ، كانت تبلغ عن فقد السفينة وانقطاع الاتصال بها وتطلب البحث عنها، حالة أنهما كانا يعلمان علمًا تامًا بأنها غرقت".
وفي الختام، أثبت التقرير أن ميناء سفاجا، لم يكن به موظف السلامة البحرية، وأن سترات النجاة التي كانت على متن العبارة منتهية الصلاحية.
فيلا إسماعيل
لا تزال الفيلا التي يملكها ممدوح إسماعيل، في مارينا 5، تحتفظ ببريقها، ويتواجد عدد من العمال بها، يحرصون على تنظيفها وري أشجار حديقتها وتقليمها، في انتظار عودة مالكها إليها، فيما يحتمل أن يكون قريبًا، بعد قرار السماح بدخوله مصر.
ووفقًا لأحد العاملين في مارينا، لم يكن أحد يأتي إلى الفيلا سوى عمرو ممدوح إسماعيل، الذي زارها العام الماضي، وترك سيارته، حمراء اللون تحمل لوحات معدنية جمرك السويس بأرقام 7997، أمامها.
وأكد مصادر في مارينا 5 أن ممدوح إسماعيل، كان يأتي للفيلا أيام حكم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك عدة مرات في العام، بخاصة في شهر أغسطس، وكانت تجمعه صداقة بالوزير الأسبق محمد إبراهيم سليمان، كما كان على علاقة طيبة بنجلي المخلوع.
النائب العام يهدر دم المصريين
أخيرًا أصدر النائب العام، المستشار هشام بركات، قرارًا برفع اسم رجل الأعمال الشهير، ممدوح إسماعيل، من قوائم ترقب الوصول، بعد أن كان متهمًا في قضية عبارة السلام98 الشهيرة، والتي راح ضحيتها قرابة أكثر من ألف شخص إثر غرقها في البحر الأحمر عام 2006.
ونص القرار والذي وُجه من رئيس المكتب الفني للنائب العام، إلى محام عام أول نيابات البحر الأحمر، على موافقة النائب العام، المستشار هشام بركات، بتاريخ 31/ 3/ 2015، على رفع اسم ممدوح إسماعيل محمد علي، والمتهم في القضية 1525 لسنة 2006 جنح سفاجا، وذلك من قوائم منع وترقب الوصول، مؤكدًا أنه تم إخطار مصلحة الجوازات والجنسية ومصلحة الأمن العام بذلك.
يشار إلى أنه بنهاية شهر ديسمبر الماضي (2014) قرر النائب العام إسقاط عقوبه السجن سبع سنوات وحفظها، والصادرة ضد ممدوح إسماعيل.
وبموجب القانون، فإن المتهم الرئيسي في غرق العبارة، وهو ممدوح إسماعيل تسقط العقوبه ضده، وهو الحكم الذي أصدرته محكمه جنح مستأنف البحر الأحمر في مارس عام 2009 وذلك لمضي المدة القانونية للحكم خلال خمس سنوات من صدور الحكم.