انعقدت القمة العربية الـ 70، في ظروف استثنائية، بسبب العديد من التطورات أهمها العملية العسكرية التي يقودها السعوديون في اليمن ضد ميليشيات الحوثيين.
بدورها ركزت الصحف والمواقع الأجنبية في تغطيتها لفعاليات القمة ونتائجها على إنشاء قوة عربية مشتركة للتصدي لتحديات المنطقة، وتركيز خطابات الكثير من قادة القمة على الأزمة اليمنية، وحضور تميم بن حمد أمير دولة قطر، برغم كل الخلافات التي تكتنف العلاقات القطرية المصرية، وخطابه الذي ركّز على غزة وليبيا، وأخيرا رسالة دعم بوتين للقضية الفلسطينية، وهو ما نستعرضه بالتفصيل في السطور التالية:
أشار موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي إلى اقتراب القادة العرب، في مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ، من تكوين قوة عسكرية مشتركة، كانت هدف الدول العربية منذ 65 عاما عندما وقعوا على اتفاقية الدفاع المشترك، لكنه لفت إلى وجود "تردد بين بعض البلدان العربية لا سيما حلفاء إيران مثل سوريا والعراق، ما يعكس انقسامات في المنطقة".
من جانبها أبرزت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية حضور الشيخ تميم بن حمد، أمير دولة قطر، للقمة العربية، بعدما أصبحت العلاقات القطرية المصرية متوترة بسبب دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين"، مشيرة إلى عقد اجتماع بين تميم وعبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، قبل القمة لمناقشة قضاياهم".
ورأت "أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أحدث ضجة عندما استخدم التدخل في اليمن فرصة لانتقاد حماس، قائلا: "آمل أن تنتهج الدول العربية السياسة نفسها في كل الدول العربية التي تعاني من الصراعات الداخلية، مثل فلسطين وسوريا وليبيا والعراق".
وأكد خطاب تميم رفض التدخل العسكري في ليبيا، وفقا لما ذكرته صحيفة "الأهرام ويكلي" المصرية الصادرة باللغة الإنجليزية، حيث أوضح أن بلاده ترى عدم ضرورة التدخل العسكري في ليبيا التي مزقتها الحرب، ودعا إلى حل سياسي للأزمة الليبية".
ولفت أمير دولة قطر إلى أن القضية الفلسطينية هي في طليعة التحديات في المنطقة، مبينا أن "التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة" أمر لا بد منه من أجل السلام والأمن، داعيا الى تنفيذ حل الدولتين".
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية "أن القمة العربية في شرم الشيخ كانت مؤشرًا على الدور القيادي الفعلي للملك سلمان بن عبد العزيز"، مضيفة "أن القمة قد تعني كذلك سعي مصر للعودة كقائد إقليمي في الشرق الأوسط، بعد تراجع هذا الدور لكبر سن مبارك وتداعي الاقتصاد المصري، وتقديم السعودية نفسها كقيادة فاعلة للعالم العربي.
وألقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الضوء على رسالة الرئس الروسي فلاديمير بوتين التي أرسلها إلى القمة العربية، وأوضح خلالها أن بلاده ستحارب لحصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية"، إلا أن الصحيفة علقت قائلة "إن موقف روسيا في الشرق الأوسط يشوبه الكثير من التعقيد، خاصة أنها حليف مقرب لإيران ومع ذلك تتحدث إلى الدول التي تمثل قلب العالم العربي في القمة العربية والتي تشارك في ضرب الحوثيين المدعومين من إيران"، مشيرة إلى أن دعوة بوتين للبحث عن حل سلمي لأزمة اليمن لم تلق آذانا صاغية عند العرب".