لا تزال أحوال المعتقلين بسجن طرة خاصة المعتقلين السياسيين والإسلاميين بالعقرب، تسوء يوما بعد يوم، منذ قدوم اللواء مجدي عبدالغفار وزيرا للداخلية خلفا للواء محمد إبراهيم.
وفي تطور جديد لأضاع المعتقلين بسجن العقرب، أعلنت إدارة سجن العقرب منع زيارة ذوي المعتقلين رسميا، وعدم منح أيا منهم تصاريح جديدة للزيارة، لأجل غير مسمى.
وفي اتصال لـ"رصد" مع عدد من أهالي رابطة أسر معتقلي طرة، أكدوا أن النيابة العامة أبلغتهم بمنع الزيارات ورفض التصاريح لأجل غير مسمى، كما منعت إدارة السجن الأهالي الذين كانوا في طريقهم لزيارة ذويهم، اليوم السبت، من منحهم تصاريح الزيارة.
وقالوا إن نيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس تعنتت معهم الخميس الماضي، حين طالبوا باستخراج التصاريح.
وأشاروا إلى أن تصريح الخميس الماضي زعمت إدارة سجن طرة والعقرب بالتحديد، بأنها مزورة، وكانوا يصادرونها منهم، وذلك بعد أن قللت إدارة السجن من فترة الزيارة من نصف ساعة إلى من 10 دقائق لـ 5 دقائق، لتمنع نهائيا مؤخرا.
فيما أكد آخرون من ذوي المعتقلين أنهم يزورون ذويهم غدا للوقوف على طبيعة الأوضاع هناك، وفي محاولة منهم لمعرفة إلى ماذا ستؤول الأمور هناك.
وكان عدد من الأهالي توجهوا للنائب العام بدار القضاء العالي، لتسجيل شكاوى بحق إدارة سجن العقرب، بسبب تعنتها مع الأهالي خلال الزيارة، والمعاملة السيئة للمعتقلين، وردت عليهم النيابة بأنهم سيضعون حلا لتلك الأمور -التي قالوا إنهم على دراية بها- بعد أسبوع، وأن الأزمة مسألة وقت.
وأكدت زوجة أحد المعتقلين أن زوجة أحدهم ذهبت لزيارة زوجها بالعقرب، وظلت حتى العصر دون أن تراه، وفي النهاية دفعت إدارة السجن بإحدى سيارات الأمن المركزي وحاول الجنود الاعتداء عليها.
كما تكمن محاميان فقط، الخميس الماضي من الدخول للمعتقلين، وجرى استفزاز محامية أخرى وهي شقيقة أحد المعتقلين إلى أن قررت مغادرة السجن في النهاية، وذلك كله دون أن يعرف أحد ما يجري للمعتقلين بالداخل ولماذا تمنع إدارة السجن الزيارات عنهم.
واشتكت 5 زوجات لمعتقلين بنيابة المعادي من سوء معاملة ذويهم بالسجن، وعندما قررت النيابة التحقيق في الموضوع، وذهب مندوبون عنها للسجن، وجدوا المعتقلين في غرف 5 نجوم، بعد تسريب بشأن التحقيق، وبعد أن رحلت النيابة، عادة الأمور لطبيعتها السيئة.
وقالت الدكتورة نهى دعادر زوجة "عصام سلطان" نائب رئيس حزب الوسط، أن حالة من التشديد تمارسها إدارة سجن العقرب على زوجها، إذ جردت "سلطان" وكل من في السجن من كل لوازمهم الشخصية بما فيها الأدوية والمصاحف والبطاطين، وكذلك الأطعمة التي دخلت لهم بعد طول كفاح.
وأضافت "دعادر" عبر حسابها الشخصي على موقع "فيس بوك": "سلطان ممنوع عنه الزيارات وساعة التريض ألغيت وتم تجريده وكل من في سجن العقرب من كل شيء إلا ملابس السجن الميري الصيفية في زنزانة انفرادية على الأرض حتى الدواء والساعة والمصحف والبطانية الوحيدة التي أدخلتها له بعد كفاح وأي أطعمة من المنزل".
وتابعت: "ذهبت لزيارته يوم الخميس الماضي.. بعد شهر كامل؛ لأن الزيارات الاعتيادية التي من حق كل مسجون ممنوعة.. ولابد من تصريح نيابة تتعطف به علينا النيابة كل شهر.. وبعد الحصول على تصريح النيابة مني وتسجيل الزيارة وأخد فلوس للأمانات، وبذلك تم "تستيف" الأوراق والأدلة ان الزيارة تمت ولكن الحقيقة أنه تم تركنا 5 ساعات علي بوابة السجن المشدد ليخرج أحد العساكر في النهاية ليخبرنا ان"مافيش زيارة".
وأكملت: "وهذا السيناريو تكرر مع كل من ذهب للزيارة بالمشدد الأربع أيام السابقة لزيارتنا، وبذلك فلا أحد يعلم شئ عما يحدث داخل العقرب".
وقال المحامي خالد المصري، عضو لجنة الدفاع عن المتهمين المعتقلين بسجن العقرب، إن النيابة أخبرت أهالي المعتقلين بمنع الزيارة رسميا ورفض التصاريح، لأجل غير مسمى، ومنعت إدارة السجن ذوي المعتقلين من زيارتهم اليوم السبت.
ونصح المصري في وقت سابق أسر السجناء والمعتقلين السياسيين بعدم زيارة ذويهم هذه الأيام بسبب التشديد والتصعيد في سجن "العقرب".
ومنذ تولي اللواء مجدي عبدالغفار الوزارة حلفا للواء محمد إبراهيم، ساءت أحوال المعتقلين داخل السجن لاسيما في طرة وسجن العقرب، ومورست عملية تضييق ممنهجة بحق النزلاء السياسيين وخاصة الإسلاميين منهم.
وكانت إدارة سجن العقرب بأوامر من وزير الداخلية الجديد قامت بالتضييق على أهالي المعتقلين خلال الزيارات، وضربهم داخل عنبر H4، ومنعت الأطعمة والأدوية والكتب والبطاطين، وصادرت متعلقات النزلاء واستبدالها بمتعلقات ميري، ونقلت عددا منهم لعنابر الانفرادي والتعذيب.
