وصلت أزمة المرور في شوارع محافظة سوهاج إلى ذروتها خلال سنوات طويلة، فخريطة الطُرق والشوارِع بالمحافظة قديمة جدا، إلى جانب تخاذُل وتواطؤ الحكومات والمحافظين السابقين والحاليين فى وضع خطة شاملة للنهوض بمستوى البنى التحتية للطرق والشوارع بالمحافظة، وما يحدُث الآن من أزمات مرورية متكررة خانقة لسكان المحافظة هو نتاج لما سبق.
وجاء انقلاب 3 يوليو وتعاقبت حكوماته دون جديد ليتفاقم الوضع أكثر مما كان عليه، حيث قامت الأجهزة الأمنية والعسكرية بإغلاق عدد من الشوارع الرئيسية للمدينة أمام المنشآت الشرطية والعسكرية والمنشآت الحكومية الحيوية الأخرى، خاصة شوارع مجمع المحاكم وأمام قسم ثاني سوهاج والنصر والمحطة ومنطقة الزهراء وميدان العارف وشارع قسم أول سوهاج بجوار مدرسة الإعدادية القديمة ومنافذ حى القيسارية، حيث قامت الأجهزة الأمنية بسوهاج بغلق هذه الشوارع بوضع الحواجز الحديدية والأسمنتية وترك حارة واحدة للمرور فيها.
أدى غلق هذه الشوارع الرئيسية إلى تكدُّس واختناق مروري غير مسبوق، ولم تستطع الشوارع الجانبية تحمل الضغط المروري الشديد نظراً لضيقها وكثرة تقاطُعاتِها وكثرة إشغالات الباعة الجائلين والتُجّار بها، خاصة في منطقة الأرقم والشوارع الجانبية المواجهة لمجمع المحاكم، فضلا عن وجود مزلقانات السكة الحديد، وقد يضطّر مُعظم ركاب سيارات الأجرة للنزول منها، والمشى سيرا على الأقدام لقضاء مصالحهم الخاصة.
بالإضافة إلى اتساع مساحات الأبراج السكنية والمنشآت والأكشاك وصناديق القمامة الحديدية التى يتم وضعها بمنتصف الطرقات بواسطة أفراد المحافظة، وقد ازداد الأمر سوءا بعد تجدد الأوضاع المرورية بشوارع المحافظة، خاصّة بعد غلق شارع امتداد ميدان الثقافة والدوران إلى الكورنيش الغربى.
كما أُغلق كوبرى أولاد نُصير ونجع النجّار والذى يمر فوق مزلقان السكة الحديد بطول امتداد شارع المجمع (سوهاج- أسيوط) بجوار شُرطة المرافق ومستشفى مُحيي التخصصى، والذي يصل بطريق نجع الجنابرة وطريق الرئيسية لنجع الدير والروافع وونينة والمحامدة القبلية والكوامل جنوبا، وإلى نجع النجار وقرية أولاد نُصير والمحامدة البحرية والجزيرة وجزيرة شندويل والمراغة وطهطا وطما شمالا، ويؤدّى غلق المزلقان إلى أزمة مرورية خانقة جدا، خاصة مع توقف الكويرى عن الخدمة، وقد أُغلق الكوبرى لأسباب فنية خطيرة نجمت عنها انهيارات أرضية به منذ سنتين لم تتسبب فى خسائر بشرية، يُذكر أن كوبرى أولاد نُصير أنشأته الهيئة العامة للطرق والكبارى منذ 7 سنوات ويجرى حاليا ترميمه.
هذا وكانت الأجهزة الأمنية بسوهاج قد قامت بإغلاق شارع العاشر أمام كنيسة ماري جرجس، وتحويل خط سير السيارات إلى الشوارع الجانبية لدواع أمنية منذ انقلاب الثالث من يوليو 2013.
وأسهمت أزمة نقص البِنزين والسولار فى مزيد من تكدُّس واختناق الشوارع الرئيسية والجانبية للمحافظة من خلال طوابير محطات.
الوقود التى تصطف لفترات طويلة وتؤدى بدورها إلى شلل شوارع المحافظة، وتعطيل الحياة العامة للمواطنين وزيادة مُعاناتِهِم، أمّا عن مراكز وقُرى المحافظة فوجود التوك توك بكثرة وانتشار الباعة الجائلين وإشغالات المحال والمقاهى، أسهما فى غلق الشوارع والطرق داخل المراكز وأمام المنشآت الحكومية والخاصة، وفى ظل صمت شرطة المرافق والوحدات المحلية.
وباستطلاع شبكة رصد لآراء المواطنين أشار "محمود صدقى" مُعلِّم": يشكل ذهابى إلى العمل رحلة عذاب يومية، نظرا لتأخرى على العمل بسبب تعطل سير المرور يوميا، والزحام الشديد بوسائل المواصلات وتكدس الركاب بها، سواء كانت هذه الموصلات سيارة أجرة أو الميكروباص، كما أضاف محمد "سائق أجرة": "شرطة المرور بتشتغل عند تحصيل الغرامات المرورية أو سحب الرخص، بس مافيش تسهيل ولا تسيير للشوارع وفك أزمتها"، على حد تعبيره.
وأكد محمد عبد الحليم "موظف": ليس هناك طُرق تصلح للاستخدام فى المحافظة بسبب ضيق عرضِها، وزاد العملية تعقيدا وجود الباعة الجائلين ووقوف المركبات ووضع صناديق القمامة بعرض الشوارع، بالإضافة إلى آثار التكسير والحفر فى الشوارع الناجم عن توصيل الغاز الطبيعى وعدم إصلاحها، وأشار إلى أن سائقي الميكروباصات والأجرة يستغلون الظروف، ويرفعون ثمن الأجرة يوميا، فسعر الأجرة يختلف في وقت الصباح عن وقت المساء، رغم أنها نفس المسافة المقطوعة.
هذا لتظل المحافظة ضحية بين العشوائية والظروف الأمنية المزعومة والفساد الذي طال جميع المنشآت والبنية التحتية.
