على الرغم من اتخاذ 6 قرارات عاجلة بالمملكة العربية السعودية، عقب وفاة الملك عبد الله بين عبد العزيز مباشرةً للسيطرة على الأوضاع السياسية في البلاد، إلا أن إقالة خالد بن عبدالعزيز التويجري رئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين من منصبه، كانت الأبرز والأقوي تأثيرًا.
وقال الباحث والمحلل، "على باكيير"، في تعليقه على إقالة "التويجري": "كانت الأهم والأكثر تأثيرًا خلال التعديلات الأخيرة، وافق كثيرين على سياسة المملكة، لاسيما تجاه الجماعات الإسلامية التي تُمارس العمل السياسي والموضوع المصري".
ظهر "التويجري" لأول مرة بشكل علني كمبعوث للعاهل السعودي في مهمة رسمية، وذلك خلال منصبه كرئيسًا للديوان الملكي السعودي بمرتبة وزير، كما كان لافتًا ظهوره الإعلامي في عدة فضائيات كسياسي لأول مرة أيضًا، متحدثًا عن مبادرة العاهل السعودي للمصالحة بين مصر وقطر، والذي جاء بعد فترة قليلة من تداول شائعات حول إقالته.
وكان ظهوره الإعلامي بالبيان الذي قدمه عن المبادرة المصرية القطرية، فضلاً عن ظهور على الفضائيات، نفيًا قاطعًا لتلك الشائعات، فضلاً عن أنه أثار وقتها تنبؤات حول أدوار متوقعة "للتويجري" الذي يحظى بثقة القيادة السعودية، خلال الفترة القادمة، حيث رأى فيه البعض نموذجًا للشخصية السياسية الناجحة التي استطاعت أن تكسب ثقة القيادة السعودية.
وعن أنه رجل من رجال الملك عبد الله بن عبد العزيز الكُثر، وهو يتحرك وفقًا لما يأمره به، لم يغفل "التويجري" عن ذلك، حرصًا منه على عدم استغلال البعض لبزوغ نجمه السياسي والإعلامي الأول.
موضحًا: "كما قلت، أنا أتحدث في كل صغيرة وكبيرة مع مولاي، وكنت مُزعِجًا له قليلاً في بعض الأمور؛ لأنني بطبيعة حالي تعودت أن آخذ توجيهاتي من مولاي مباشرةً في الصغيرة والكبيرة".
و"التويجري" هو الابن الخامس للشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد، من مواليد المجمعة 1960، وهو خريج جامعة الملك سعود بالرياض، وحاصل على الماجستير في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا ستيت بالولايات المتحدة، وماجستير في التشريع الجنائي الإسلامي من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وحاصل على 23 دورة في مختلف التخصصات، كانت أهمها دورة في القيادات العُليا.
كانت بداية عمله في القطاع الحكومي، إذ عُين في الحرس الوطني باحثًا قانونيًا في المرتبة السابعة، ثم تدرج في الترقيات حتى وصل لمنصب مستشار قانوني، كما عمل في مكتب الحرس الوطني في الولايات المتحدة، ثم وانتقل إلى ملاك ديوان ولي العهد في عام 1410هـ بمنصب نائب رئيس مركز الدراسات المتخصصة، بعد ذلك عمل مستشارًا وسكرتيرًا خاصًا لولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز في ذلك الحين، وترقى إلى منصب نائب رئيس ديوان ولي العهد والسكرتير الخاص له، ثم نائبًا لرئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص للملك الراحل، قبل أن يصدر قرار بتعيينه رئيسًا للديوان الملكي في أكتوبر 2005.
ومما يدل على قوة نفوذه، ووضعه داخل المملكة، عقب المغرد السعودي "مجتهد" على ما كتبه خالد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود عبر حسابه على تويتر" قائلاً: "التويجري -خالد التويجري رئيس الديوان الملكي- داعس على رقابكم وأنت تلمح".
وأضاف: "الشجاعة تخون خالد بن طلال يعود للتلميح هنا بعد أن تكلم بصراحة في تغريدة سابقة".
وكان بن طلال قد كتب: "عندما تثق بشخص ما…. !! وتعطيه صلاحيات كبيرة.. وبعد أن يمر عليك الزمن ويصيبك عارض ما فيقوم من وثقت به باستغلال هذه الثقة لمصالحه الشخصية فأين الوفاء فى ذلك!!.. بل هذا هو الغدر والخيانة بعينها".
مضيفًا: "اتق شر من أحسنت إليه فعلى الأوفياء والمخلصين والمحبين أن يقفوا الموقف الحق ويتصدوا لذلك…َ!! تبراة لذمتهم أمام ربهم ثم ضميرهم.. حتى لو كان ذلك على حساب الضرر بمصالحهم..!!".