اعتبر الدكتور نادر فرجاني المفكر الاجتماعي سيطرة شركة "أبراج كابيتال" الإماراتية على عدد من المؤسسات الصحية الخاصة في مصر تحكماً في القطاع الصحي.
وأضاف "فرجاني" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" " تحت عنوان "احتكار المال الخليجي للأسواق المصرية نذير شر مستطير" قائلا: "السيطرة على قطاع مهم مثل الخدمات الصحية بملكية قسم كبير منه، أيا كانت النسبة، سيعني لا محالة القدرة على التحكم في القطاع، وينطوي بالضرورة على زيادة مصاعب الفئات المجتمعية الضعيفة في الحصول على خدمة صحية بأسعار مناسبة؛ إذ في حالة القدرة على التحكم في السوق يصبح تعظيم المالك للربح هو المعيار الوحيد لتحديد الأسعار".
واستأنف: "الخبرة أن رأس المال الخاص في الأسواق المحتكرة، في غياب قدرة الدولة على، أو عدم رغبتها أساسا في، ضبط الأسواق، يعني في النهاية أن القادرين فقط يتمكنون من الحصول على الخدمة، من دون أن يعني ذلك جودتها، كما هو الحال في سوق التعليم في مصر الآن مثلا. وباقي الأسواق على المنوال نفسه. نهاية تثرى قلة فحشا على حساب إفقار غالبية المصريين في الفئات الاجتماعية الأضعف".
وأكمل الخبير الاقتصادي: "ما لا يفهمه البعض، وعلى رأسهم حكام مصر المنبطحون أمام رأس المال الخارجي طمعا في فتات العمولات والسمسرة الذي يُلقى لهم، هو أن الرأسمالية لا تحقق حسناتها إلا باجتماع شرطين: حماية المنافسة بالقضاء على الاحتكار الذي يستلزم ضبط الدولة للأسواق، والحرص على العدالة التوزيعية لتجنب الاستقطاب والاحتقان الاجتماعي".
وضرب فرجاني مثلا لذلك بشركة مايكروسوفت: "لعل البعض يتذكر أن الحكومة الأمريكية ذاتها قد حاولت تكسير أكبر شركة في العالم، مايكروسوفت، لشبهة احتكار السوق، منذ بعض سنوات. إلا أن نظام الاقتصاد السياسي الذي أقامه الطاغية المخلوع، بدعم وتأييد من الرأسمالية العالمية، ويجدده ويقويه الحاكم الحالي، أهدر هذين المتطلبين تماما، لصالح احتكار عصابة الحكم للسلطة والثروة معا، مما أنتج المزيج السام من القهر والإفقار الذي خلق الظروف الموضوعية لاندلاع الثورة الشعبية العظيمة في يناير 2011".
واعتبر "فرجاني" أن "أسوأ خطايا نظام مبارك، الذي قامت الثورة الشعبية العظيمة لإسقاطه ولم تفلح بعد، والذي يعيده السيسي بأقوى وأفدح مما كان عليه، هو أن كل سوق في مصر تقريبا، كان وما زال، محتكرا من قبل بعض أعضاء التشكيل العصابي الحاكم".
وأضاف أن "النظام الحاكم حاليا يضيف إلى الاحتكار الداخلي شريحة خارجية من المال الخليجي لا تبشر بخير لمستقبل مصر، وخصوصا لرفاه عامة المصريين، والدليل على ذلك سعي الإمارات لشراء شركات الإعلام القائمة على تزييف الوعي وتضليل الناس، أيضا في مصر".
وذكر الخبير الاقتصادي بـ"العلاقات القوية التي تقيمها الإمارات تقيم مع العدو الصهيوني".
وختم تدوينته بقوله: "بوجه عام تهمة الانبطاح أمام قطر التي وجهتها المؤسسة العسكرية لحكم الإخوان يستبدلها الحكم العسكري الراهن بالانبطاح أمام الإمارات ومن وراءها السعودية. والأخيرة هي قيادة جبهة مناصرة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة العربية، وكانت دوما رأس حربة معاداة الحرية والنهضة في الوطن العربي. بتحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة، ولو على حساب مصلحة الشعب العربي" على حد تعبيره.
ونادر فرجاني أستاذ بجامعة القاهرة ومفكر اجتماعي واقتصادي، وهو رئيس فريق تحرير تقرير التنمية العربي الصادر من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ورئيس مركز المشكاة للبحث والتدريب بالقاهرة.