شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لهذه الأسباب استخدم الانقلاب فزاعة الإرهاب

لهذه الأسباب استخدم الانقلاب فزاعة الإرهاب
"الإرهاب" ذلك المصطلح الذي ظهر جلياً منذ الانقلاب العسكري، وما زال يتكرر كثيراً...

"الإرهاب" ذلك المصطلح الذي ظهر جلياً منذ الانقلاب العسكري، وما زال يتكرر كثيراً مع كل مناسبة أو بدون، من رعاة الانقلاب بمصر من مؤسسات وشخصيات، حتى إن جميع الجرائم التي وقعت في مصر من قبل سلطات الانقلاب اندرجت تحد بند "محاربة الإرهاب"، ولكن ما الأسباب التي تكمن وراء ترويج السلطات لهذا المصطلح، والعمل تحت مظلته؟

 

القضاء على الإسلاميين

 

وكانت هذه أولى خطوات الانقلاب العسكري، والتي تعدّ السبب الرئيسي لقيامه، إذ أطاح بالرئيس محمد مرسي، بعدها بدأ بإغلاق القنوات الفضائية، بزعم أنها هي المحرضة على الفتنة، واعتقال قيادات الإخوان المسلمين، بزعم محاربة الإرهاب، جاءت بعدها مذبحة الحرس الجمهوري، واعتقالات لمعارضي الانقلاب.

 

طلب عبد الفتاح السيسي بعدها نزول الشعب في الميادين؛ لتفويضه لمحاربة "الإرهاب المحتمل"، والذي كان يعنيه بالاعتداء على معارضي الانقلاب في الميادين، لتتوالى بعدها المذابح بحقهم، وكان أكبرها مذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة، والذي راح ضحيتها مئات الشهداء، في الميادين والشوارع والجامعات.

 

هذا فضلا عن آلاف المعتقلين في السجون المصرية، من شباب وفتيات وأطفال وشيوخ، والذين يتعرضون لانتهاكات جسيمة -بحسب مؤسسات حقوقية- ويواجهون عدة تهم، بدعوى التخطيط للإرهاب.

 

تطويع الشعب

 

اتخذ عبد الفتاح السيسي فزاعة "الإرهاب" لتطويع الشعب، حتى يستسلم ويطيع ويوافق على كل ما يمرره الانقلاب العسكري، حتى لا يصبح مصيره مثل سوريا والعراق، فهو يدعم ما يقوم به جيش الانقلاب في سيناء، ويخشى أن ينتقد الانقلاب؛ خوفا من مصير قد ينتظره مثل غيره، وهو ما يروج له إعلام الانقلاب.

 

وعلى الرغم من أن الانقلاب العسكري، منذ وقوعه في 3 يوليو 2013، كان له الكثير من المعارضين، إلا أن المؤيدين كانوا نسبة لا نستطيع أن ننكرها، إلا أنه مع مرور الأشهر، وظهور الوجه القبيح للانقلاب تباعا بدأ الكثير بالتغيير من قناعته، بأن ما تم ليس ثورة ولكنه انقلاب على الشرعية.

 

ولم يهاجم الانقلاب كل من عارضه فقط، بل كانوا مؤيدين، ولكنهم فقدوا حياتهم أو أقواتهم، لأنهم عارضوا فقط انتهاكات داخلية الانقلاب كسائق التوكتوك الذي قُتل برصاص ضابط الانقلاب لأنه رفع صوته عليه، أو البائعون الجائلون الذين فقدوا مصدر رزقهم؛ لأنهم اعترضوا على حالهم.

 

الراعي الرسمي

 

كان أول من دعا مؤيديه للنزول والتجمع لتفويضه لمواجهة الإرهاب، هو قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، وذلك في خطاب له أثناء حفل تخرج دفعتي الدفاع الجوي والبحرية بالقاهرة في العام 2013، وتلا ذلك مباشرة مجزرة المنصة.

 

وسار على نهجه رئيس تونس الجديد الباجي قايد السبسي، حيث طالب الشعب التونسي بالتفويض من أجل العمل على محاربة "الإرهاب" والقضاء عليه، وفق ما نشر موقع "تونس نيوز" الإخباري، عقب فوزه بمنصب الرئاسة.

 

وجاء الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وحذا حذو رؤساء العرب، وطلب تفويضاً من الشعب ضد الإرهاب، عقب حادث مجلة "شارلي إيبدو"، وكان ذلك استجابة لدعوات عبد الفتاح السيسي، خلال برقية العزاء التي أرسلها له، والتي أكد خلالها أن الإرهاب ظاهرة عالمية يتعين مواجهتها، والقضاء عليها، من خلال تكاتف الجهود الدولية.

 

إرضاء الصهاينة

منذ أن جاء عبد الفتاح السيسي، وترى فيه إسرائيل البطل المنقذ الذي سيحقق لها آمالها، وإذ بدأت العلاقات بالتوطد بعد أن شهدت توترات إبّان عهد الرئيس محمد مرسي، إلا أن حرب الجماعات الإسلامية في سيناء، وإزالة "رفح" بدعوى محاربة الإرهاب، كانت من أكبر الخطوات التي خطاها قائد الانقلاب العسكري، ليثبت ولائه للكيان الصهيوني.

 

ويرى حاتم عزام، النائب السابق في البرلمان، في بيان له أن مخطط إزالة "رفح" سعى من خلاله قائد الانقلاب العسكري لإرضاء دولة الاحتلال، وتقديم كل أوراق الاعتماد الممكنة للكيان الصهيوني، والقوى الداعمة له "الإدارة الأمريكية"؛ لضمان استمرارها في دعم انقلابه وبقائه في السلطة.

 

وكان محمد سيف الدولة، الباحث السياسي والمتخصص في الشئون العربية- قد حذر في تصريحات سابقة- من مخطط تهجير أهالي سيناء، مشيرًا إلى أن الأرض الفارغة من السكان هي مطمع للعدو طوال الوقت، ولا يكفي وجود قوات مسلحة بها، مستشهدًا بما قاله رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق، مناحم بيجين عام 1979 "انسحبنا من سيناء؛ لأنها كانت تحتاج وقتها إلى ثلاثة ملايين مستوطن إسرائيلي للعيش بها، الأمر الذي لم يكن متوفرًا، لكن عندما يتحقق ذلك ستجدوننا في سيناء".

 

خشية قيام ثورة

 

ولخشية سلطات الانقلاب من اندلاع ثورة تزيل الانقلاب، كانت في كل دعوة من دعوات الحشد الثوري، تعلن أن قواتها ستنزل الشوارع والميادين، محذرة من أنها على استعداد لقتل كل "إرهابي" يتواجد، وهو ما يتم تنفيذه بالفعل ليتنهي اليوم بشهداء ومعتقلين.

 

وتغلق سلطات الانقلاب كل الميادين الكبرى التي قد تنطلق منها فعاليات ثورية، كالتحرير ورابعة والنهضة، في الوقت الذي تسمح بفتحه لمؤيدي عبد الفتاح السيسي، بدعوى أن معارضي الانقلاب إرهابيون مخربون، ويجب التصدي لهم.

 

وبرع إعلام الانقلاب في الترويج لهذا المصطلح جيدا، إذ إنه قبيل أيام من حلول الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وكم دعوات الحشد الثوري، وكثرة الأزمات التي يعيشها الشعب من غاز وخبز وكهرباء، وخروج الكثير عن صمتهم، بدأ الإعلام في الترويج إلى أن من سيخرج في 25 يناير القادم هو إرهابي مخرب سيتصدى له الأمن، وأن الخروج سيكون للاحتفالات، حتى يهدأ الشعب ويخشى الجميع على حياتهم.

 

محاربة الفكر

لم يستطع السيسي أن يخفي محاربته لكل فكر معادٍ ولا سيما إسلامي، بزعم أنه يدعو للإرهاب، وظهر ذلك جليا في تجرؤه على النصوص الدينية، ودعوته إلى ما وصفها بـ"ثورة دينية"، للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون وباتت مصدر قلق للعالم كله، حتى ظهرت بشائر تلك الدعوة في عدة أمور، تبناها عدد من مؤسسات الدولة، لتحقيق ما أراده السيسي.

 

وفي الوقت الذي أخفق فيه قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، في التعامل مع أزمة الرسوم المسيئة للرسول – صلى الله علي وسلم- التي أفرزتها مجلة "شارلي إيبدو"، أو أنه تجاهل تلك الأزمة حتى يُظهر أمام العالم أنه الراعي الرسمي لمحاربة الإرهاب، وأنها من باب حرية الفكر والتعبير، في الوقت ذاته وضع قرارا -استكمالا لمحاربته حرية الرأي في بلده- بتعديل قانون الجامعات، يتضمن شروط عزل وحبس أعضاء هيئة التدريس، وهو ما يعدّ عسكرة للتعليم في مصر، وحجْرا على حرية رأي كل معارض للانقلاب.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023