"مش زارعينه" رد فعل من مزارع بسيط على قرار حكومة الانقلاب العسكري برفع الدعم عن محصول القطن بداية من العام الجاري.
تحول القطن المصري أو ما اصطلح على تسميته بـ"الذهب الأبيض" من مصدر لسعادة الفلاح وزيادة دخله إلى عبء يثقل كاهل، ويزبد من ازمته الماليه العام تلو الآخر.
حددت الدولة العام الماضي 800 جنيه كتسعيرة لشراء القطن من الفلاحين، الامر الذي أصاب جُل الفلاحين بصدمة دفعت البعض منهم إلى إحراق المحصول داخل الأرض والبعض الآخر قرر عدم زراعته لتكلفته الباهظة التي لن يتكمن الفلاحون من جمع ثمن ما غرسوه في الارض في حال بيعه بالتسعيرة التي حددتها الحكومة
يوضح سيد علي ، مزارع بإحدى قرى مدينة المحلة الكبرى، أن قرار حكومة الانقلاب بعد رفع الدعم عن القطن له أضراره على الفلاح وعلى الأرض وعلى الدولة فعلى الفلاح يؤثر ماديا عليه فقنطار القطن يتكلف جمعه فقط 600 جنيه خلافا عن تكلفة زراعته ورعايته طيلة 6 اشهر من قبل الفلاح.
وتسائل: كيف أبيع القنطار ب 800 جنيه؟" ، مؤكدا أن الفلاحين لن يزرعو القطن طالما سيباع بتسعيرة الحكومة.
وحول فائدة زراعة القطن للأرض أوضح ،علي، لـ"رصد" إن زراعة القطن تقوي الأرض وتشد من عزمها وتجعلها تصح، مشيرا إلى أن زراعة القطن تساعد في زيادة المحاصيل الأخرى حينما يتم زراعتها بالأرض فهو يسحب الأملاح الزائدة من الأرض ويقوي من طينتها ويزيد من انتاجها.
وأكد أن امتناع الفلاحين عن زراعة القطن سيؤثر سلبا على اقتصاد الدولة إذ يمثل القطن ثروة قومية تقوم بتصديره عالميا فتستفيد الدولة منه.
يقول عزت محمد، مزارع بإحدى قرى مركز بشبيش بالمحلة الكبرى، أن رفع الحكومة الدعم عن القطن وعدم شرائه من الفلاحين هو قسم ظهر للفلاح ، موضحا أن الفلاح يعتدم على القطن في تجميد مبلغ كبير يستفيد منه في الإعانة على مصاريفه المعيشية وحياته.
واضاف لـ"رصد" ان الفلاح ينتظر نهاية موسم القطن ليزوج بناته ويسدد ديونه المتاراكمة طيلة العام ، وبعد هذا القرار لن نزرع القطن وبالتالي ستزداد الظروف المعيشية قسوة
يتابع فهمي مسعود ، مزارع بإحدى قرى مركز المحلة الكبرى أن الحكومة يجب أن تنظر إلى الفلاح بعين الرضا ، موضحا ان قرار رفع الدعم عن القطن وعدم شرائه من الفلاحين سيتسبب في خراب الكثير من بيوت الفلاحين التي تعتمد بشكل أساسي على زراعة القطن .
واضاف: "بعد ما الحكومة شالت الدعم، مش زارعين القطن تاني، أحسن ما صحتي وفلوسي يروحو عشان أزرع زرعة خسرانه"
