شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

التظاهر حلال “بالبرسيم والصليب”.. وحرام بـ”المصاحف”

التظاهر حلال “بالبرسيم والصليب”.. وحرام بـ”المصاحف”
  فى مشهد لا يختلف كثيرًا عن التناقضات التى يعيشها المصريون...

 

فى مشهد لا يختلف كثيرًا عن التناقضات التى يعيشها المصريون فى الفترة الأخيرة، سواءً كانت تلك التناقضات تخص الوضع الاجتماعي أو الديني أو السياسي أو الاقتصادي، رحب سياسيون ونشطاء بتظاهرات خرجت ضد الرئيس محمد مرسي أثناء فترة حكمه تحمل "البرسيم" أمام منزله، ومنهم من خرج بالملابس الداخلية أمام منزل وزير الداخلية آنذاك، كما خرج أقباط حاملين "صلبانهم" فى أكثر من تظاهرة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية.

ولكن منذ أن أعلنت الجبهة السلفية عن التظاهر في 28 من نوفمبر الجاري، تحت اسم "انتفاضة الشباب المسلم" حاملين المصاحف، كدعوة لإحياء مبادئ الشريعة الإسلامية والعودة إلى الهوية الإسلامية، خرجت أصوات موالية لنظام الانقلاب العسكري فى مصر، تطالب بوأد هذه التظاهرات قبل خروجها، بينما كان هؤلاء أنفسهم من المرحبين والمشجعين للتظاهرات بـ"البرسيم " و" الأسلحة" و"الملابس الداخلية"، و"الصلبان" قبل ذلك.

 

تظاهرات "البرسيم"

ففى 22 من مارس 2013، تظاهر العشرات حاملين كمية من نبات “البرسيم” أمام منزل الرئيس محمد مرسي،

بالتجمع الخامس تعبيرًا عن رفضهم لسياسات النظام القائم.

وبعد أن نثر المشاركون فى التظاهرة البرسيم على الأرض أمام منزل الرئيس، قاموا البعض منهم بكتابة عبارات نابية وبذيئة على جدران المنطقة، وأخرى مناهضة للإخوان منها "يسقط حكم المرشد".

 

تظاهرات "الصلبان"

وفى شهر أكتوبر من عام 2011 تظاهر مئات من الأقباط التابعين لحركة ماسبيرو أمام مكتبة الإسكندرية؛ منددين بسياسات وزارة الداخلية حيال الاعتداءات المتكررة على الكنائس في محافظات مصر، ورفع المتظاهرون الصلبان وهتفوا قائلين: "بالروح بالدم نفديك يا صليب".

وتكرر المشهد نفسه فى تظاهرات ماسبيرو، وتظاهرات أحداث كنيسة القديسين، وأخرى عقب أحداث إمبابة.

 

تظاهرات الملابس الداخلية

أما عن تظاهرات الملابس الداخلية، فقد كانت موجهة ضد وزير الداخلية محمد إبراهيم – الذى استمر فى منصبه حتى الآن، وكان عونًا وذراعًا لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي فى وقتنا الحالى – إذ توجه المتظاهرون بالملابس الداخلية أمام منزله، مطالبين الرئيس محمد مرسي آنذاك بإقالته.

وبالرغم من ذلك لم نسمع لهؤلاء صوتًا الأن، ولا رأينا تظاهرات تطالب بإقالته أو تتعجب لوجوده في منصبه حتى الآن، على الرغم من أن إقالته ومحاكمته كانتا شرطًا لا تحيد عنه جبهة الإنقاذ كلما دعاها أحد للمشاركة فى الانتخابات.
 

تظاهرات الأسلحة والبلاك بلوك

أما عن تظاهرات الأسلحة فكانت مبررة من كل الجبهات السياسية المعارضة، وكانت أصوات المعارضة تخرج وقتها لتساندها، وتدافع عن هؤلاء الذين كانوا يخرجون بشكل يومي لقطع الطريق والاعتداءات على مقار جماعة الإخوان، أو اقتحام القصر الرئاسي، أو إغلاق ميدان التحرير، ومهاجمة المنشآت الحيوية وترهيب المواطنين.

فمنذ أن تولى مرسي منصبه؛ خرجت ما يسمى بجماعات البلاك بلوك تحت رعاية من كانوا يصفون أنفسهم بالمعاضة آنذاك وخاصة من "جبهة الانقاذ"، حيث شاركوا فى الهجمات على قصر الاتحادية، وقامت بإغلاق ميدان التحرير فى أواخر أبريل ۲۰۱۳م، وتم تصوير بعض أعضائها وهم يحملون الأسلحة النارية، هذا بالإضافة إلى قطع الطرق وشل حركة مترو الأنفاق لأكثر من مرة، ثم أجريت تحقيقات فى فترة حكم الرئيس محمد مرسى وتم القبض على مجموعات منهم.

وقامت وسائل الاعلام باستضافتهم ورحبت بهم، وتحدثت معهم على أنهم فصيل وطني يدافع عن حقوقه بطريقته.

 وفى الأول من فبراير 2013 أعلنت النيابة العامة المصرية أنها تجرى تحقيقات موسعة فى شأن ضبط متهمين بالانتماء لتنظيم "بلاك بلوك" داخل أحد العقارات المطلة على ميدان التحرير، وبحوزتهم "مخطط يستهدف شركات البترول والمواقع الحيوية"، وقررت نيابة أمن الدولة العليا لاحقًا إيداع المتهم بمستشفى الأمراض العقلية لسوء حالته النفسية والعقلية وتأثيرها على سلوكه.

 

تظاهرات المصاحف

أما عن تلك الدعوات التى دشنها شباب الجبهة السلفية، تحت اسم هاشتاج "انتفاضة الشباب المسلم"، فكان الهدف منها ضخ دماء جديدة في الحراك الثوري في مواجهة النظام الحالي – حسب قولهم-، ولحسم الصراع الدائر لصالحهم في مواجهة الانقلاب العسكري فى تظاهرات يوم 28 من نوفمبر الجاري حاملين المصاحف.

وأوضح مصطفى البدري – القيادي بالجبهة السلفية – أن من أهداف الانتفاضة: "أن يعرف الشارع أن الإسلام هو الحل والمخرج من الأزمات الحالية، وأنه لا حل للفقر والجهل والغلاء سواه". وحول الاستراتيجية التي سيتبعونها في تلك الحملة، قال: "سنقوم بعمل عدة فعاليات ميدانية نرفع فيها راية الشريعة وفقط الأيام القادمة، كما سنقوم بالتوازي مع الفعاليات بعمل توعوي في الشارع وعلى الشبكة، بحيث يظهر للجميع أن الإسلام بريء من دعوات الخنوع والذل للطواغيت والسلطات المتجبرة".

لم تمر تلك الدعوات مرور الكرام كما كان المعتاد فى التظاهرات التى تخرج بمختلف أشكالها ووسائل التعبير فيها فى عهد ما قبل الانقلاب العسكري، فبالرغم من سلميتها، إلا أنها لاقت هجومًا شديدًا من جميع وسائل الإعلام والسياسيين الموالين للانقلاب، حيث خرج مظهر شاهين مطالبًا بإصدار فتوى من مفتي الجمهورية بإجازة دهس المصاحف وإلقائها على الأرض عند مواجهة قوات الأمن للمتظاهرين، مطالبًا إياهم بقتل المتظاهرين وإبادتهم.

 

فيما طالب عشرات السياسيين الموالين لنظام الانقلاب، بقتل المتظاهرين فى الشوارع وإراقة دمائهم، أما وزارة الداخلية فقد حثت جنودها على مواجهة تلك التظاهرات والتى وصفتها بالإرهابية لرفعهم المصاحف، ولمطالبتهم بعودة تطبيق الشريعة.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023