بعد يومين من المحادثات الصعبة، اتفق الطرفان المتحاربان في جنوب السودان على وضع نهاية للصراع المستمر منذ عدة أشهر، إذ أعلن الطرفان التزامهما بوقف كامل وفوري وغير مشروط لكافة العمليات القتالية والكف عن تعبئة المدنيين.
وقال كبير وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) اليوم السبت، إنه بعد محادثات استمرت يومين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التزم الطرفين المتحاربين في جنوب السودان التزما بوقف القتال وإنهاء الصراع المستمر منذ أشهر دون شروط.
وأشار سيوم مسفن للصحفيين إلى أن إيجاد وافقت على تجميد الأصول المالية وفرض حظر سفر بين إجراءات أخرى على أي طرف ينتهك الاتفاق.
وأوضح سيوم أن "الطرفين يلتزمان بوقف غير مشروط وكامل وفوري لكل العمليات القتالية وإنهاء الحرب."
وأضاف وزير خارجية أثيوبيا السابق، إن كلا الطرفين التزما أيضا بالكف عن تجنيد وتعبئة المدنيين.
وأردف قائلًا: إنه بالإضافة إلى تجميد الأصول وفرض حظر على السفر في المنطقة بالنسبة للأشخاص الذين ينتهكون الاتفاقية فستوقف "إيجاد" توريد الأسلحة والذخيرة أو أي مواد حربية أخرى لأي طرف يواصل القتال.
وقال الرئيس سلفاكير بعد قمة عقدت على مدار اليومين الماضيين لزعماء من شرق إفريقيا يتوسطون بينه وبين مشار: "التزمنا بوقف النزاع ووقف الحرب على الفور".
ورحب مشار بالاتفاقية قائلًا: "لا نريد أن يموت أي جندي أو مدني آخر بعد هذا التقدم الذي أحرز في أديس أبابا"، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء. كما ذكرت الوكالة أن كير أمر قواته من الجيش الوطني بالبقاء في ثكناتها امتثالًا للاتفاقية.
واندلع القتال في ديسمبر الماضي في جنوب السودان الذي أعلن الاستقلال عن السودان في عام 2011 بعد عدة أشهر من التوتر السياسي بين الرئيس سلفا كير ونائبه المعزول ريك مشار.
واحتدم النزاع عندما اتهم الرئيس كير نائبه السابق مشار بمحاولة القيام بانقلاب. ثم تحولت المعارك التي تخوضها عشرون مجموعة مسلحة إلى نزاع بين الدينكا، قبيلة سالفا كير والنوير، قبيلة مشار مع ارتكاب أعمال وحشية ومجازر من الطرفين.
وكان كير ومشار التقيا الشهر الماضي في تنزانيا وتصافحا وأقرا بمسؤوليتهما المشتركة عن الحرب. لكن ومنذ ذلك الحين، تواصلت المعارك العنيفة في مختلف مناطق البلاد.
وأسفر الصراع عن سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل وتشريد أكثر من مليون شخص كما دفع أحدث دولة في العالم البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة إلى شفا المجاعة.
