شن وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان، مايكل مكوي، هجومًا عنيفًا على الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيجاد"، واتهمها بالانحياز، بشأن الأزمة التي تشهدها البلاد منذ ديسمبر الماضي.
وأكد مكوي – وهو المتحدث باسم وفد حكومة في محادثات السلام بإثيوبيا، في مؤتمر صحفي بأديس أبابا – الخميس، رفض الحكومة بيان وساطة "إيجاد" الذي أصدرته الأربعاء قائلاً إن "الوساطة أهدرت وقتًا طويلاً في عملية السلام، حسب وكالة الأنباء "رويترز".
وأدانت وساطة "إيجاد" في بيان لها، أمس الأربعاء، تجدد القتال في مدينة بانتيو بولاية الوحدة، غربي جنوب السودان، ودعت أطراف النزاع للالتزام باتفاق وقف العدائيات الذي وقعه الطرفان في مايو الماضي.
وأضاف مكوي أن تأخير عملية المفاوضات كان بسبب وساطة "إيجاد" نفسها وليس الحكومة ولا حتى المعارضة.
واعتبر الوزير أن الجنوبيين قادرون على تجاوز خلافاتهم بالقول "نعم نتقاتل ونختلف ولكن لا نقبل الوصايا والإملاءات التي تحاول أن تفرضها علينا وساطة إيجاد"، مضيفًا "إنها (إيغاد) بدأت تتدخل في الشأن الداخلي"، واتهمها بـ"الانحياز" إلى مجموعة المفرج عنهم.
و"مجموعة السبعة المفرج عنهم" هم سبعة قيادات سابقة في الحزب الحاكم في جنوب السودان، وهم معارضون للرئيس سلفاكير ميارديت، كانوا قد اعتقلوا عقب النزاع المسلح، الذي بدأ منتصف ديسمبر الماضي، بتهمة القيام بمحاولة انقلاب بقيادة ريك مشار – النائب السابق لسلفاكير – ثم أفرج عنهم لاحقًا، وأبعدوا إلى كينيا، بوساطة من الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا.
واتهم مكوي المعارضة المسلحة بتبني خيار الحرب، مشيرًا أن المعارضة أعلنت الحرب منذ الـ 28 من الشهر الجاري وحتى اليوم، والعمليات الحربية مستمرة، وهو ما يؤكد خيار المعارضة في حل الأزمة عسكريًا.
وقال إن "حكومة جنوب السودان لن ترد في الوقت الحالي على الهجوم الذي شنته المعارضة في بانتيو بولاية الوحدة، حفاظًا على عملية المفاوضات الجارية، إلا أنه إذا تكرر هذا الهجوم فإن حكومة جنوب السودان لن تتسامح في تكرار هذه الهجمات، وستقوم بتلقين المعارضة درسًا، وستلاحق المعارضة حتى إذا عبرت داخل دول الجوار".
في سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين؛ خلال استقباله اليوم نائب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوسا، والوفد المرافق له أن محادثات السلام في جنوب السودان تشير إلى نتائج إيجابية.
وأضاف ديسالين – حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الأثيوبية – أن الطرفين في جنوب السودان اتفقا على تأسيس حكومة فيدرالية في جنوب السودان.
من جهته أكد نائب رئيس جنوب أفريقيا عقب اللقاء على دعم بلاده لعملية السلام في جنوب السودان برعاية "إيغاد"، داعيًا طرفي الصراع في جنوب السودان إلى ضرورة وقف الاتهامات المتبادلة والدخول في مفاوضات جادة لحل المشاكل السياسية.
يذكر أن أولى جلسات الحوار الداخلي لحزب الحركة الشعبية الحاكم في دولة جنوب السودان بين ممثلين لحكومة جوبا، ومجموعة السبعة، برعاية حزب الجبهة الديمقراطية الثورية الحاكم في إثيوبيا، وحزب المؤتمر الوطني، الحاكم بجنوب أفريقيا انطلقت في أبريل الماضي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.
