يبدأ اليوم العام الدراسي الجديد بالجامعات المصرية، يأتى هذا العام وقد تمادى الانقلاب فى نفوذ سيطرته على مقاليد الأمور بالقوة والقوة فقط، ولكن عندما أراد الانقلاب بسط نفوذه بالقوة فوجئ بصمود الطلاب ووقفهم عزل أمام جبروته ورفضوا أن يسيروا فى ركابه فأنشئوا حركات ضد الانقلاب وقاموا بعمل فعاليات سلمية للتعبير عن آرائهم فما كان إلا تعامل الانقلاب معهم بمزيد من القوة وتمكين الشرطة من العودة مرة أخرى إلى داخل الجامعات بمخالفة حكم قضائي واضح وصادر من قبل المحكمة الإدارية العليا واعتقل مئات الطلاب من مختلف الجامعات بل وزاد الطين بلة عندما اعتقل الطالبات ولكن ظل الطلاب يقاومون هذا الانقلاب ولم تنكسر شوكتهم حتى انتهى العام الدراسي فى العام الماضي.
لم يكتف الانقلاب بالإجراءات التى اتخذها ضد الجامعات وطلابها وأساتذتها فى العام الماضى( عودة الشرطة إلى الجامعات – اعتقال الطلاب والطالبات -فصل الطلاب والأساتذة -قصر مدة العام الدراسي بفصليه…) فزاد على ذلك أن أصدر قائد الانقلاب قرارا بعزل رئيس جامعة معارض للانقلاب من منصبه بالرغم من أن جهات التحقيق لم تثبت أى مخالفات لرئيس الجامعة ثم أعقبه تعديل بقانون الجامعات حيث أتاح لرئيس الجامعة عزل أى عضو هيئة تدريس من العمل وفصل أى طالب من الجامعة إذا ثبت مشاركته بالمظاهرات، وقبلها أصدر قرارا بتعيين عمداء الكليات ورؤساء الجامعات من قبل قائد الانقلاب شخصيا ومنع انتخابهم ، كما أصدرت الجامعات قرارا بمنع تسكين الطلاب المدن الجامعية إلا بعد الموافقة الأمنية وعمل فيش وتشبيه للطالب الذى يريد أن يسكن.
ويبقى السؤال هل يمكن لهذه الإجراءات لتى اتخذها الانقلاب أن توقف الحركة الطلابية ؟! بكل تأكيد الانقلاب لا يدرك أنه يتعامل مع فئة عمرية ذات طابع خاص ترفض السيطرة عليها وترفض أن تقاد من أحد كما أن هذه الفئة ليس لديها ما تخشى عليه فهؤلاء الطلاب ليس عليهم أى التزامات ولا تحركهم إلا قناعتهم الشخصية ومن ثم فإن هذه الإجراءات ستفشل كما فشلت سابقتها ، ويبدو أن الانقلاب لا يقرأ التاريخ ولا يعلم أن طلاب العالم بأسره اختاروا يوم للطالب العالمى ليواكب ذمرى الطلاب على كوبرى الجامعة فى منتصف القرن الماضى وكما أنه لا يقرأ فهو أيضا لا يدرك الحاضر فهاهو يوشا وونج الطالب ذو السابعة عشر عاما يقود المظاهرات والحركات الاحتجاجية فى المدينة الصناعية للتين الصينى ألا وهى هونج كونج وحتى الآن فشلت شرطة هونج كونج ومن خلفها سلطة الصين فى وقف المظاهرات والاحتجاجات فى هذه المدينة ولولا هؤلاء الطلاب لما كانت هذه الاحتجاجات والمظاهرات.
إذن ما الحل؟! يجب أن يدركوا أنهم يتعاملوا مع الطلاب وأن يدركوا أن هذه الفئة تتجدد سنويا وأن وسائل الإتصال الحديث أعطت هؤلاء زخما لكى يسيروا فيما يعتقدون فيه أنه الصواب، على الانقلابيين أن تكون هذه الجامعة حرة وأن لها حرم لا يمكن أن ينتهك وإذا أدرك الانقلابيون ذلك فعليهم أن يتخذوا عدة إجراءات متمثلة فى الإفراج عن جميع الطلاب المعتقلين وأعضاء هيئة التدريس الذين تم حبسهم احتياطيا وإعادة محاكمة من تم إصدار حكم عليه وإعادة قيد الطلاب الذين تم فصلهم وعدم السماح للشرطة بدخول الحرم الجامعي وتعديل قانون تنظيم الجامعات بما يتناسب مع وضع الطلاب والأساتذة والعمل على انتخاب رؤساء الجامعات والعمداء وليس تعيينهم وعلاج الطلاب الذين تم إصابتهم والتكفل بمن أصيب بعاهة مستديمة وعودة رؤساء الجامعات الذين تم عزلهم إلى مناصبهم مرة أخرى وإصدار اللائحة الطلابية وعدم تدخل الإدارة أو الأمن فى الأنشطة الطلابية والعمل على عودة العمل السياسي داخل الجامعات لأن هذا الحرم كان ولا يزال وسيبقى هو المنار الأول للعمل السياسي.
لو لم يفعل الانقلاب هذه الإجراءات فانتظروا عام جديد ملتهب لا يعلم أحد درجة حرارته إلا الله.