شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فالكون.. محاولة جديدة لإخماد ثورة الطلبة

فالكون.. محاولة جديدة لإخماد ثورة الطلبة
شهدت الجامعات المصرية على مدار العام الدراسي الماضي، مظاهراتٍ ومسيراتٍ واشتباكاتٍ غير مسبوقة؛ نظرًا للنطاق الجغرافي...

شهدت الجامعات المصرية على مدار العام الدراسي الماضي، مظاهراتٍ ومسيراتٍ واشتباكاتٍ غير مسبوقة؛ نظرًا للنطاق الجغرافي لذلك الحراك الطلابي، والذي امتد إلى معظم جامعات مصر، كردّ فعلٍ للانقلاب على الرئيس "محمد مرسي"، والفض العنيف لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وسقوط آلاف القتلى خلالهما.

 

وكعادتها التي أقرها التاريخ، حاولت السلطات المصرية تحجيم هذا الحراك بشتى الطرق؛ فهؤلاء الطلاب كانوا وقود الثورة الأولى، وهم أمل عودة المسار الديمقراطي للبلاد من جديد، فضلاً عن كونهم جزءً من حراك الشارع المصري، فبرغم ما يعانون من صعوباتٍ في نضالهم، مازالوا يصرون على استكمال حراكهم إلى النهاية.

 

وفي محاولةٍ جديدة من الانقلاب لإخماد الحراك الطلابي، خرج علينا وزير التعليم العالي، نهاية سبتمبر المقضي، بذلك التعاقد مع شركة فالكون للأمن والحراسة؛ بهدف تأمين جامعة الأزهر، بالإضافة إلى 15 جامعة حكومية اخرى، خلال العام الدراسي الجديد، المزمع بدايته السبت المقبل.

 

عن فالكون

"فالكون" هي شركة مساهمة مصرية، أُنشأت عام 1974 كقسم للأمن والحماية ببنك تشس ناشونال، وبحسب الموقع الرسمي للشركة، ففي إبريل عام 2006 أسس البنك التجاري الدولي (CIB) مجموعة شركات "فالكون"، لتبدأ نشاطها في ذات الشهر، وكان عملاء فالكون حينها مُنحصرين في القاهرة والإسكندرية.

 

وخلال العامي 2007 و2008، امتدت خدمات الشركة إلى جميع أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى تواجد ممثلين للشركة في أنحاء العالم كافة.

 

بدأت الشركة نشاطها بـ 400 فرد تأمين، وبعد 5 أعوام من العمل، وصل عدد العاملين بها إلى أكثر من 4000 فرد، ومن المفترض أن يصل عددهم إلى 20 ألف فرد، بعد توليها مسؤولية تأمين الجامعات بأكثر من 9000 فرد أمن.

 

يترأس الشركة اللواء شريف خالد، الوكيل السابق للمخابرات الحربية، ورئيس قطاع الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون في عهد أنس الفقي.

 

وبالنظر لعملاء الشركة، يتضح أنها تُقدم خدماتها الأمنية للكثير من المؤسسات والهيئات والسفارات والبنوك الهامة في مصر؛ فضمن قائمة عملائها تجد بنك مصر، وبنك HSBC، وبنك القاهرة، والبنك الأهلي، وبنك CIB، وغيرها، بالإضافة لمجموعة هائلة من الشركات، منها بيبسي، وكوكاكولا، ونسله، ومنصور شيفروليه، وغيرهم الكثير.

 

فالكون والسيسي

وعلى الرغم من قيامها بتأمين الكثير من المؤسسات والهيئات في مصر، إلا أن انتشار اسم "فالكون" ارتبط بتوليها مهمة تأمين مقار الحملة الانتخابية لقائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي، في مختلف المحافظات، خلال انتخابات العسكر المزعومة، ومن قبلها مقرات حملة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق، في انتخابات الرئاسة قبل الماضية.

 

ولعل أغلبنا مازال يتذكر مشهد مفتولي العضلات، الذين حملوا توكيلات السيسي أثناء تقديمها للجنة العليا للانتخابات، وستراتهم الواقية للرصاص المكتوب عليها اسم الشركة.

 

السيسي يكافئ فالكون

لم يكن تكليف الشركة من وزارة التعليم العالي بتأمين 15 جامعة – دون أي شفافية أو تنافسية – في البروتوكول الموقع بين الطرفين هو الأول من نوعه، بل جاء القرار في كواحدٍ من الصفقات والامتيازات للشركة، والتي اعتبرها البعض مكافأةً على دورها في تأمين السيسي خلال حملته الانتخابية.

 

تمثلت هذه المكافأة في زيادة بروتكولات التعاون الحكومية، وشركات رجال الأعمال المؤيدين لانقلاب، فضلاً عن منشآت الإعلاميين والذي كان آخرهم عمرو أديب، وكذلك تأمين مباريات كرة القدم وموقع مشروع قناة السويس، ما أدى لارتفاع أرباح الشركة إلى 20% في الشهور الأخيرة، بحسب ما نشر المرصد العربي للحقوق والحريات.

 

خدمات أمنية مسلحة

وفقًا للموقع الرسمي للشركة، فإن فالكون تقدم خدمات أمنية مسلحة بالكامل – دون المروحيات-، والملفت حول فالكون أن الشركة لها حق نشر قوات تدخل سريع كخدمة أمنية خاصة، تحصلت عليها من قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، كواحدة من مكافآت السيسي.

 

من خلال هذه الخدمة يمكن نشر مجموعات مجهزة بالأسلحة اللازمة والمركبات في نقاط الارتكاز المستهدفة، ومنها مناطق مكافحة الإرهاب، حسب تصريح "شريف خالد"، العضو المنتدب للشركة، وتدار هذه القوات بالتنسيق مع وزارة الداخلية وأجهزة تتبع ومراقبة.

 

بديل جيد لقوات الداخلية

جدير بالذكر أن فالكون هي شركة التأمين الوحيدة التي لديها تصريح باستخدام بنادق الخرطوش في الشرق الأوسط، والتي حصلت عليه قبل توليها مهمة تأمين قائد الانقلاب أثناء حملته الانتخابية.

 

وبالنظر لهذه الحقوق الحصرية للشركة، سواءً الحق في استخدام بنادق الخرطوش أو الحق في نشر قوات تدخل سريع، نجد أن فالكون هي بديل جيد ومطروح لقوات الداخلية، يمكن من خلالها قمع المظاهرات الطلابية خلال الفترة القادمة، مع رفع الحرج عن داخلية الانقلاب سيئة السمعة دوليًا.

 

ومن المقرر أن تستلم الشركة عملها اعتبارًا من يوم السبت المقبل من الساعة التاسعة صباحًا، وهنا يبقى السؤال مطروحًا: هل ستؤدي فالكون مهمتها في إخماد ثورة الطلبة؟ أما ستبوء هذه المحاولة بالفشل كسابقاتها من محاولات الانقلاب؟



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023