قال دكتور نادر الفرجاني المفكر الإجتماعي والخبير التنموي، أن حكومة الانقلاب تمارس الخداع وتغرق الشعب في فشلها في ظل غياب رقابة شعبية مؤسسية، مشيراً إلى أن ذلك يرجع إلى غياب مجلس نيابي يباشر مهامه الدستورية في التشريع والرقابة على السلطة التنفيذية.
وأضاف خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع"فيس بوك": إنها حكومة التنصل من المسئولية والتخلي عن الواجبات الأصولية، لم تكتفي بهذا فحسب، بل اختطفت السلطة التشريعية وأصدرت قوانين جائرة أقل ما يمكن ان توصف به أنها غير دستورية، بينما المحكمة الدستورية في حضن الحكومة نائمة.
وعن تفسيره للحكومة أوضح :"المقصود بالحكومة هنا ، للتأكيد، هو مجمل السلطة التنفيذية شاملة الرئيس والوزارة التي عيّنها لتعينه على القيام بواجبات السلطة التنفيذية تجاه الشعب والوطن، وأقسموا جميعا اليمين الدستورية على احترام الدستور ورعاية مصالح الشعب، رعاية تامة، وكعادة كل الحكام الذين يدهسون الحقوق المدنية السياسية، يركز رئيس الدولة، في خطابه للأجانب، على أهمية حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية. أي الخبز قبل الحرية. وعلينا نحن أن نتذكر أن أنظمة الحكم التي تبنت هذه المقولة، انتهت بحرمان الشعوب من الخبز والحرية، كليهما".
وتابع قائلاً:" لكن لا ريب في أهمية الخبز بمعنى العيش الكريم، وهو من أهم غايات الثورة الشعبية العظيمة وشعاراتها الرئيسية، وفي هذا المنظور لنا أن نتساءل أين اهتمام الحكم الراهن بمكافحة البطالة، خاصة بين الشباب المطحون، مع العلم بأن الحصول على عمل جيد (يجري تحت ظروف تكفل الكرامة الإنسانية، ويناسب قدرات الفرد، ويغل كسبا يكفي للعيش الكريم) هو من أهم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في بلد يعاني من استشراء البطالة والفقر، وليس لدى الغالبية الساحقة من الناس من مخرج من الفقر إلا الحصول على عمل جيد؟؟ بلغة الجيش لنا أن نتساءل هل وعود الحكومة كلها "فشنك"؟".
وأستطرد قائلاً:" عن صحيفة الوفد: أكد الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم أن الموازنة لا تستطيع تحمل تعيين 30 ألف معلم وعلينا أن لا نحملها أكثر من ما تستطيع بل أن نساند الدولة فى تحمل الأعباء. وشدد على ضرورة التحمل والعمل على سد العجز فى أعداد المعلمين من خلال إنشاء مدارس تدير نفسها، وتدفع رواتب المدرسين من إيرادات المدرسة، دون الرجوع بهذه الأعباء على الوزارة.
ولعلنا نتذكر أن الرئيس كان قد أعلن عن 30 ألف وظيفة معلم جديدة في الاحتفال بعيد المعلم، الذي كرّس فيه انغماس المدرسين في آفة الدروس الخصوصية".
واستدرك "الفرجاني" في تدوينته قائلاً:" إذن الرئيس يتباهي بوعود براقة ثم يأتي المسئول التنفيذي ليتنصل منها. هذا يعني أن الوعود لم تدرس أصلا، وأن الغرض منها هو مجرد الفرقعة الإعلامية لتسجيل إنجازات وهمية، سرعان ما يطويها التجاهل من الحكومة والنسيان على جانب الشعب..في الموضوع، هذه النغمة الي اطلقها الوزير ليست إلا رسالة مشفرة لتخلي الحكومة عن واجب ضمان التعليم الجيد باعتباره سبيل التقدم الوحيد في هذا العصر، وعن النية المبيتة على تحويل كل مهام الحكومة الواجبة في أي بلد محترم إلى مجال للمتاجرة وحصد الأرباح لأصحاب الأموال، وللتاكيد على أن فقط من يقدر سيتمكن من أن يعلم أبنائه".
وأردف قائلاً:" من ناحية أخرى نجد نغمة الاستجداء من الشعب إن أراد خدمة يتعين أن تتيحها الجكومة تمتد إلى الوزراء.، وإذا كان رب البيت!، لافتاً إلى أن الأخطر بعد هو أن حكومة الفشل الظالمة تتنصل من التزام الرئيس في جامعة القاهرة بدعم التعليم كمشروع وطني يبني المستقبل وتتركه نهبا للمتاجرة وقدرة الأهل المالية..إنها مأسأة حقيقية".