من أهم المشكلات التي يعانى منها الفلاح في سوهاج، والتي تمثلت في مشكلة الزحام أثناء توريد القمح, وقلّة توفير الأسمدة والتقاوي, ووقف تفعيل دور الجمعيات الزراعية، التي تساهم بدورها في توعية المزارعين, كما أن هذه المُشكلات ترتبط بشكلٍ مباشر، بثقافة المزارع، المصر على زراعة صنف معين من التقاوي, ما يؤدّى لاحتكار المنتج للصنف, إضافةً إلى مُشكلة عدم تعميم منظومة التأمين الصحي بالنسبة للفلاحين وأُسَرِهِم، وتسوية المعاشات لمن يبلغ الستّين من العُمر, وأيضًا مشكلة سداد قروض بنك التنمية والائتمان الزراعي, والتي قادت الكثير من الفلاحين والمُزارعين إلى السجون، عقب انقلاب الثالث من يوليو 2013م , وتلك هي المُشكلات التي يُطالب فلاحو سوهاج بحلِّها منذ سنواتٍ طويلة.
تعقب مراسل شبكة "رصد" تزايد مشكلات المزارعين، بمختلف مراكز المحافظة، حيثُ تعرَّضوا لأزماتٍ طاحِنة، أثّرت على مستواهم المعيشي، وأدت لتراكم الديون عليهم، بعد خسائِرهم الفادحة في محصول القمح والأرز والقصب، نتيجة نقص مستلزمات الإنتاج الزراعي، من أسمدة ومياه ري وتقاوي، وخاصةً في فصل الصيف, فقد وصل سعر شيكارة السماد إلى 160 جُنيها في السّوق السّوداء.
وطالب المزارعون المسؤولين بضرورة العمل على النهوض بالمنظومة الزراعية، وحل المشكلات المتراكمة منذ سنوات، والتي أدت إلى إهمال القطاع الزراعي، وتقليص الرقعة الزراعية، فضلاً عن رفع سعر توريد طن المحصول لأكثر من 500 جنيه، حتى يتمكن المزارعون من تعويض مصروفاتهم ونفقاتهم.
ومن جانبه، لفت "مؤمن مازن – فلاح" إلى ضرورة رفع سعر توريد طن القصب إلى 500 جنيه، حتى يتمكن المزارع من تعويض المصروفات، مؤكدًا أن ري فدان القصب في المرة الواحدة يصل إلى 400 جنيه، وتكلفة العامل الواحد 60 جنيهًا يوميًا، بجانب أن سعر جوال السماد في السوق السوداء تخطى 200 جنيه.
وأكد أحمد سامى (فلّاح) : " أن من أهم المشكلات التى تتطلب حلولاً عاجلة للمزارعين نقص مياه الرى، والتى تتقاعس مديرية الرى عن حلها، منذ عدة سنوات , وأن كثير من الأراضى بمراكز دار السّلام والبلينا والمنشاه تعرضت لتلف المحصول، نتيجة نقص الأسمدة ومياه الرى .
أما "خالد السلعاوي – مُزارِع"، فأكد أن فدان القصب يكلف المزارع نحو 13400 جنيه؛ بسبب زيادة أجور العمالة والنقل والأسمدة، في حين أن سعر توريد طن القصب، قبل الزيادة الأخيرة، لا يتجاوز 360 جنيهًا، ما يؤدى إلى خسارة 90 جنيهًا لكُل طن، لافتًا إلى أن تعويض هذه الخسارة وتحقيق هامش ربح للمزارع، يتطلب زيادة سعر توريد طن القصب إلى 600 جنيه على الأقل، مردفًا أن القصب إحدى السلع الاستراتيجية، ويجب معاملته مثل القطن والقمح والأرز، الذين تمت زيادة أسعار توريدهم.
فيما طالب "أحمد قدري – مُزارع"، بضرورة صرف الحصص المقررة للسماد من بنك التسليف، طبقًا لموعد بدء الزراعة في شهر سبتمبر، حيث يتم حاليًا وقف الصرف من شهر مارس، ما يعرض المحصول للتلف ويقلل من إنتاجيته، علاوةً على تسبب ذلك في حدوث اختناقات بسبب وجود السُّوق السُّوداء؛ وذلك لإصرار بنوك الائتمان الزراعي على الصرف في توقيتٍ واحد.
كما قال "نور الشريف"، نقيب الفلاحين والمزارعين بسوهاج، إن مشاكل المزارعين في المحافظة هي عجز السماد، ونقص المياه في توقيت محصول الصيف، لذا نطالب المسؤولين بزيادة حصة الفدان من الكيماوي، حتى يتسنّى للمُزارِع إنتاج محصول قوى وجيد، قادر على المنافسة، ويحقق عائدًا كبيرًا؛ يشجع الفلاحين على خدمة الأرض، وبالنسبة لنقص المياه، فنطالب بزيادة نسبة سوهاج من مياه النيل، حتى لا تتأثر المحاصيل الصيفية بنقص المياه ما يؤدى لتلفها.
كما أوضح أن سبب عزوف المزارعين عن زراعة بعض المحاصيل الهامّة كالقُطن هو زيادة تكلفة المحصول، وارتفاع أجرة الأيدى العاملة وعدم توافرها، فضلاً عن استيراد القُطن الأمريكي، وعدم تسويق المصري الموجود بالمخازن والمحالج.
وأضاف أن ما يصل من حصة السماد للمحافظة، هو 76% فقط من النسبة المقررة، والباقى لا يصل بسبب قدم، وتهالك المصانع المنتجة للأسمدة، وارتفاع أجرة النقل بعد زيادة سعر السولار.