تواصلت ظاهرة رحيل الشباب المصري من بلاده بحثا عن العمل و لقمة العيش على الرغم من المخاطر التى يتعرض لها خاصة إذا كانت هجرة غير شرعية.
وأكد خبراء أن فشل الحكومة في التعامل مع أزمة الهجرة جعلها تزيد بشكل كبير، لدرجة تدشين حملة شبابية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، باسم "هجرة شباب مصر"، الأمر الذي أرجعه الخبراء إلى حالة الإحباط التي وجدوها في مصر، واليأس وعدم قدرتهم على التغيير.
أحياء وأموات
قالت الإعلامية الانقلابية رانيا بدوى, إن الهجرة غير الشرعية زادت بشكل كبير في عهد الانقلاب، مشيرة إلى فشل الحكومة فى التعامل مع الأزمة.
وأضافت "بدوى" خلال برنامجها "القاهرة اليوم"، المذاع على فضائية "اليوم": "إيطاليا كل يوم ترجّع لنا شباب، يا إما أحياء أنقذوهم من الغرق، يا إما أموات معرفوش ينقذوهم"، والشباب يعرض نفسه للمخاطر من أجل لقمة العيش خارج مصر .
مجتمع غلط
دشن بعض الشباب حملة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، أطلقوا عليها "هجرة شباب مصر"، تجاوب معها آلاف من الشباب المصري الراغبين في الهجرة خارج مصر .
ولا قت الحملة نجاحها خاصًة بعد تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيس للجمهورية فأطلق الشباب البيان الأول لحملتهم، والذي قالوا فيه أن هدفها هو تجميع مليون شاب، والعمل للتخطيط للسفر خارج البلد، مؤكدين أن سبب إنشاء الحملة هو حالة الإحباط الشديدة التي أصابت الشباب وفقدان حلم التغيير الذي نادت به ثورة 25 يناير بالعيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى تهميش الشباب، وفقدان الأمان بالبلد.
وتفاعل الكثير من الشباب مع الدعوة في بداية إطلاقها ليزيد عدد المشاركين إلى أكثر 75 ألف شاب, ليتفاعل معهم القائمين عليها بنشر العديد من الأسئلة منها عن سبب قرار هجرتهم، كانت الإجابة لأن ''دمنا بقى أرخص ما فيها''،
اختفاء فرص العمل
أظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدم توافر فرص العمل تعتبر أهم دوافع الشباب للهجرة إلى الخارج بنسبة 61.4 %، مشيرا إلى أن 30.5 % من الشباب السابق لهم الهجرة سافروا بدون تأشيرة دخول، ونحو 80.9 % سافروا بدون وجود عقد عمل، و68.7 % سافروا بدون تصريح عمل.
وأوضح الجهاز – أن نسبة الذكور الذين لم يسبق لهم السفر والطامحين في الهجرة لأى دولة بغرض العمل أو الدراسة بلغت 26.4 % مقابل 5.7 % للإناث، لافتا إلى أن نحو 99.2 % من الشباب هاجر إلى الدول العربية، بينما تمثل الهجرة إلى الدول الأوربية نسبة 0.8 %.
فشل الحكومات
وفي السياق نفسه قال محمد مصطفي رئيس الحزب الحر، إن تكرار غرق شباب مصر في هجرة يسمونها غير شرعية يؤكد فشل كل الحكومات بعد الثورة وفشل كل السياسيين في السلطة ، وان هؤلاء الشباب لم يكن يفكروا في هجرة الوطن إلا بعد يأسهم من الإصلاح وإيجاد فرص عمل لهم.
وأشار إلى أنه في مراكب الصيد يغرق أغلي كنز في مصر ،وهذا عار علي حكومة ما بعد 30يونيو وعار علي المجلس الوطني الذي من المفروض ان يضع الحلول لمشاكل الوطن، على حد قوله
