قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن سقوط قتلى من جيش الاحتلال الصهيوني في العدوان على قطاع غزة يحملون جنسيات مزدوجة إسرائيلية – أمريكية وأوروبية بدأ يكشف الأعداد الكبيرة من هؤلاء الذين يشاركون في العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وأضافت المنظمة أن جيش الاحتلال الصهيوني اعترف بمقتل أربعة جنود منهم اثنين يحملون الجنسية الأمريكية وهم الرقيب ماكس ستينبرغ 24 عاما من لوس أنجلوس و الرقيب نسيم كارميلي 21 عاما من تكساس والثالث فرنسي هو الرقيب جوردان بن سيمون 22 عاما من مدينة ليون والرابع الرقيب جاي بويلاند 21 عاما من نيوزيلاندا وجميعهم يخدمون في لواء جولاني، ولم تكشف المصادر العسكرية الصهيونية عدد الجرحى من هؤلاء الجنود الذين تتعمد قيادة الجيش دفعهم إلى الخطوط الأمامية في المعارك كون سقوطهم قتلى أو جرحى لن يحدث ضجة كبيرة نظرا لأن عائلاتهم لا يعيشون في الأراضي المحتلة.
وأكدت المنظمة أنه وفقا لمصادر صهيونية فإن عدد مزدوجي الجنسية الذين يطلق عليهم "الجندي الوحيد" يقدر عددهم بـ 5000 من دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى وتشير المعلومات أن ثلث هؤلاء هم من أمريكا الشمالية ، بينما أفادت مصادر أن 100 من هؤلاء يحملون الجنسية البريطانية و 150 من جنوب أفريقيا .
وبينت المنظمة أن أعداد مزدوجي الجنسية الذين يخدمون في جيش الاحتلال الصهيوني والتي تم الإعلان عنها من قبل منظمة تطلق على نفسها "أصدقاء الجيش الإسرائيلي" في الولايات المتحدة تبقى غير دقيقة نظرا لتضاربها مع إحصائيات أعلنتها مصادر صهيونية حيث نقلت وسائل إعلام أمريكية عن هذه المنظمة أن عدد من يخدم في جيش الاحتلال ويحمل الجنسية الأمريكية يقدر بـ 750 ،يذكر أن "منظمة أصدقاء الجيش الإسرائيلي" تعمل بشكل علني في الولايات المتحدة وتجمع التبرعات لدعم جيش الاحتلال ففي مارس 2013 جمعت المنظمة 27 مليون دولار وهي تبرعات تتمتع بمميزات ضريبية تضاعفها.
ونوهت المنظمة إلى العدد الكبير من المرتزقة الذين يجري تجنيدهم للخدمة في جيش الاحتلال لفترة قصيرة وغالبا ما تكون في العطل السنوية لمدة شهر إلى ستة شهور على يد منظمات صهيونية مثل منظمة "سار إل" التي لها أكثر من 33 فرع في دول العالم.
وأشارت المنظمة إلى أن أنشطة هذه المنظمات تحتفل بها وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية المساندة لدولة الاحتلال دون توجيه أي انتقادات على الرغم مما يرتكبه جيش الاحتلال من جرائم توصف في القانون الدولي على أنها جرائم حرب وفي معرض نشر قصص الجنود الأمريكيين الذين يخدمون في جيش الاحتلال نشرت قناة السي إن إن على موقعها تقريرا بتاريخ 24/07/2014 عن جندي يخدم في الجيش الصهيوني اسمه دانيال فليتش 26 عاما انضم لجيش الاحتلال عام 2010 وفي مقابله عبر سكايب مع القناة خلال العدوان على قطاع غزة قال "أريد أن أقاتل ضد هؤلاء الذين يعتقدون أن إسرائيل واليهود يجب أن يزولوا"،وعن خلفيات انضمامه لجيش الاحتلال تقول القناة أنه بسبب شعوره بتصاعد مستويات العداء للسامية في أمريكا! ولم تعلق القناة لا من قريب ولا من بعيد على قانونية الخدمة في الجيش الصهيوني إنما طلبت من الذاهبون إلى الأراضي المحتلة للخدمة في جيش الاحتلال أن "يشاروكوا قصصهم" كما بينت القناة أن أرقام الذين يذهبون للخدمة خلال العدوان على غزة غير معروف على وجه الدقة إنما في تصاعد.
وعن الجندي ستينبرغ الذي قتل احتفت به صحيفة لوس أنجلوس تايمز في مقالة خاصة بتاريخ 23/07/2014 عنوانها "الإسرائيليون خرجوا بأعداد كبيرة لتشييع جثمان الجندي ستينبرغ"، والديلي ميل البريطانية بحثت عن قصص مؤثرة في حياة الجنود الذين قتلوا مثل ماذا قالوا في اللحظات الأخيرة فبتاريخ 23/07/2014 نشرت مقالا مطولا للصحفية سنجانا فاربروف جاء في العنوان كلمات الجندي الأمريكي "الوحيد" الأخيرة "تحرق القلب ": ستينبرغ لوالده "أخبر أمي أنني أحبها"، "أكثر من 30000 حضروا تشييع الجثمان في القدس"،"2000 أمريكي يخدمون في الجيش الإسرائيلي" مع صور وفيديوهات ومؤثرات، وطافت الكاتبة في حياة الجنود القتلى وعلى وجه الخصوص ستينبرغ وكأنهم قديسون وأبطال قدموا للوطن خدمه كبيرة وكأن ستنبرغ لم يكن يشارك في جيش دوله تمارس الإرهاب قتلت أكثر من 1040 مدني وجرحت أكثر من 6000 حتى اللحظة بينهم نساء وأطفال.
وكذلك فعلت صحيفتا نيوزيلاند هيلارد والليموند الفرنسية في تناولاها لمقتل مواطنيها بويلاند وبن سيمون على التوالي حيث وصفتهما وكأنهما بطلين وتكبدتا العناء لتتصل بأفراد من أسرهما للحصول على تصريحات مؤثره بل إن صحيفة الهيرلاد اضطرت لتقديم اعتذار لأنها نشرت صورة خطأ للجندي بويلاند،أما غالبية الصحف الغربية التي تناولت خبر مقتل الجنود فغطته بطريقة طبيعية وكأنهما قتلا أثناء خدمتهم في جيش وطني .
لم تطرح الصحف في معرض احتفائها بهم والتباكي عليهم سؤالا هاما ما الذي دفعهم للذهاب والخدمة في جيش يرتكب جرائم حرب؟ لم يتم طرح أي تساؤل حول أخلاقية وقانونية الخدمة في جيش الاحتلال في ظل المحرقة التي يرتكبها، كما فعلت في حالات مماثله عندما ذهب مواطنون للقثال في صفوف منظمات دفاعا عن قضايا معينه، هؤلاء وصوفوا بأنهم إرهابيون ومن قتل منهم حوصرت منازلهم وتعرضت للتفتيش واعتقل أفراد من أسرهم ومن عاد منهم قدم للمحاكم وحكم عليه لفترات طويلة.
لم تجد هذه الصحف في المشهد المأساوي في قطاع غزة نتيجة العدوان المستمر الذي تشنه إسرائيل إلا قصص جنود قتله مع أن في المشهد نساء وأطفال قطعت أوصالهم وأحرقوا وردموا تحت الأنقاض وقتلت أحلامهم ودمر حاضرهم ومستقبلهم، منهم من كان نائما ومنهم من كان يتناول وجبة الإفطار الأخيرة في شهر رمضان ومنهم من كان يجهز حقائب ذكرياته للهرب فعاجلته قنبلة تزن طن لتقتله وتبيد عائلته ومنهم من كان يحتضن طفله لحمايته من جحيم القنابل ومنهم من كان يلهو على الشاطيء ولم تسعفه رجلاه الضعيفتان في الهرب من قنبلة غادره مزقت جسده هو ورفاقه.
وأوضحت المنظمة إن هذه المقالات جاءت بالصيغة التي عليها لتمثل إعلانا مجانيا يشجع المواطنين الأجانب للانضمام والخدمة في جيش الاحتلال مما يفقد هذه الصحف والقائمين عليها المهنية والقيم الإنسانية ويجعلهم شركاء في الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال.
وأشارت المنظمة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في لقائه مع وزير الخارجية المصري قال في المؤتمر الصحفي بعد أن أكد على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس "رأينا نزيفا للدماء من كلا الجانبين منهم مواطنين أمريكيين" دون أن يذكر أنهم كانا يقاتلان في جيش الاحتلال وشاركا في قتل مئات من الأبرياء مما يعزز أن الحكومة الأمريكية راضية كل الرضى عن حملة الجنسية الأمريكية الذين يخدمون في جيش الاحتلال بل تدعمهم ولدى عودتهم لن تفتح معهم الإف بي آي أي تحقيق بل سيتم استقبالهم كأبطال، على خلاف الأمريكيين الذين ذهبوا للقتال في مناطق أخرى وجرى سن قوانين خاصة لملاحقتهم كما جرت ملاحقة عائلاتهم وتشويه سمعتهم وجرى بث الرعب والخوف في أوساط الجالية الإسلامية .
وأكدت المنظمة أن موقف الحكومة الأمريكية من هؤلاء الجنود ليس غريبا خاصة إذا علمنا أن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية خدموا في جيش الاحتلال وشاركوا في حروب الكيان الصهيوني على العرب وارتكبوا جرائم حرب مثل مارتن إندك المبعوث الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط.
وطالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الولايات المتحدة الأمريكية وحكومات دول الإتحاد الأوروبي إلى العمل فورا على وقف أنشطة هذه المنظمات التي تجند المواطنين للخدمة في جيش الاحتلال والعمل على إعادة المواطنين الذين يخدمون الآن في جيش الاحتلال وفي حال الرفض يتوجب سحب جنسياتهم.
كما طالبت المنظمة وسائل الإعلام الغربية التي تعمل على تغطية قصص هؤلاء أن تقوم بتغطيتها من جوانب قانونية حتى لا تمثل المواد التي تنشر دعاية مجانية لجيش الاحتلال الذي يرتكب المذابح في قطاع غزة،وعليها أن تفرد مساحات لإنصاف مئات الضحايا وآلاف الجرحى الذين سقطوا في المحرقة التي ترتكبها دولة الاحتلال الصهيونية.