وصف ممثل فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، الحرب الصهيونية على غزة بأنها "إبادة جماعية لكافة الفلسطينيين".
وقال منصور، في تصريحات لوكالة الأناضول من نيويورك، إن "هناك غضبًا عارمًا هنا في أروقة الأمم المتحدة بشأن هذا العدوان علي شعبنا في غزة، فالغالبية العظمي من الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية يدينون هذا العدوان ضد شعبنا الفلسطيني، حيث قتل مئات الأطفال، وبعد مرور أقل من شهر قتل المئات وجرح الآلاف من المدنيين، وهذا رقم يدعو للغضب لأنه يتعلق بأعمال قتل جماعية لشعبنا".
وأشار منصور إلى أن وكيلة الأمين العام للشئون الإنسانية، فاليري آموس، ذكرت في إفادتها إلي أعضاء مجلس الأمن، أمس الخميس، أن 80% من ضحايا سكان غزة هم من المدنيين، وعندما يكون هناك وقف نار لساعات قليلة يقوم خلالها السكان بالبحث عن أشلاء الضحايا بين الركام.
وأضاف: "تلوثت مياه الشرب وأغرق الصرف الصحي الشوارع، وانقطعت الكهرباء بعد تدمير محطة الطاقة الوحيدة، مع إمكانية انتشار الأوبئة بالشكل الذي شاهدناه في هايتي عقب زلزال 2011".
ومضى قائلاً: "بعد كل ذلك، كيف يمكن أن نصف هذا الموقف؟ إنه يرقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، وعلي إسرائيل أن تتحمل المسؤولية كاملة عن ذلك".
وحول موقف المجتمع الدولي من الحرب الصهيونية، قال المندوب الفلسطيني الدائم: "نحن طالبنا المجتمع الدولي أن يدين هذا العمل الهمجي، وأن يوقف العدوان، وأن يرفع الحصار عن القطاع، وأن يوفر الحماية المدنية للسكان المدنيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الصهيونى، وذلك إلي أن ينتهي هذا الاحتلال، وأن تنجز دولة فلسطين كامل استقلالها علي أرضها وعاصمتها القدس الشريف".
وأوضح أن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بيير كرينيول، عاين بنفسه "الثمن البشري الباهظ للعدوان الصهيونى علي شعبنا الفلسطيني"، وذلك عندما قام صباح أمس الخميس بزيارة جناح الأطفال بالمستشفى الرئيسي في الجزء الجنوبي المحتل من بلادنا فلسطين (غزة).
وتابع: "وقد عرفت أنه (كرينيول) بكي حزنا عندما شاهد ضحايا مجزرة مدرسة الأنروا في مخيم جباليا، التي وقعت أمس الأول الأربعاء، وراح ضحيتها 20 شهيدًا، وأكثر من 100 جريح".
وعن أهمية الرسالة التي بعث بها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأربعاء، لإعلان غزة منطقة منكوبة، قال منصور إن هذا الطلب جاء حتى يتحمل الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن مسؤوليتهم في التصرف بناء على هذا التشخيص الموضوعي للواقع في غزة، وأن يتم توفير كل مقومات الحياة والتعاطي مع كل الجوانب الإنسانية الكارثية القائمة في القطاع.
وأوضح: "طلب الرئيس عباس من بان كي مون أن يستخدم كل الأدوات الممكنة كأمين عام للأمم المتحدة لتقديم كل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين مثل المساعدة في إجلاء الجرحي وتزويد المستشفيات بالأدوية ومساعدة الناس في القطاع علي مباشرة احتياجاتهم الأساسية، وقد فعل ذلك الأمين العام في مناطق عديدة من العالم عندما حلت بها كوارث، ونتوقع منه أن يقوم بذلك في معالجته لهذه الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني، وقد طلبت السيدة آموس نفس الشئ تقريبا وذكرت أن الموقف وصل لمستوى قد لا يمكن معالجته".
وردًا علي سؤال عما إذا كانت هناك مطالب فلسطينية محددة من مجلس الأمن الدولي، قال رياض منصور: "لا أريد أن أتحدث عن تفاصيل ما يمكن أن يقوم به مجلس الأمن، وما يمكنني التأكيد عليه هو أن المجلس لديه القوة لكي يتحرك، وبإمكانه أن يضع نهاية لهذا الموقف، ومن جانبنا نحن فسوف نستمر في طرق أبواب المجلس، لاسيما مع هذا الدعم الهائل الذي حصلنا عليه من دول عديدة هنا في الأمم المتحدة".
وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على بلدات ومدن صهيونية، يشن الجيش الصهيونى حربًا على القطاع منذ 7 يوليو الماضي، تسببت بمقتل 1458 فلسطينيًا وإصابة 8375 آخرين، حتى صباح اليوم الجمعة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وبخلاف القتلى والجرحى، تسببت الغارات الإسرائيلية أيضًا، بتدمير 5238 وحدة سكنية، وتضرر 30050 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 4374 وحدة "أصبحت غير صالحة للسكن"، وفق معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.
ومساء أمس الخميس، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، تلقى تأكيدات بموافقة جميع الأطراف (الجيش الصهيونى، وفصائل المقاومة الفلسطينية) على وقف إطلاق نار إنساني غير مشروط، لمدة 72 ساعة.