شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

دماء “الأزهر” .. سيلً جارٍ ليهلك الظالمين

دماء “الأزهر” .. سيلً جارٍ ليهلك الظالمين
تتصدر جامعة الأزهر قائمة الجامعات المصرية، من حيث حجم ما يمارس ضد طلابها من انتهاكاتٍ وممارساتٍ...

تتصدر جامعة الأزهر قائمة الجامعات المصرية، من حيث حجم ما يمارس ضد طلابها من انتهاكاتٍ وممارساتٍ انتقاميةً من قبل سلطات الانقلاب، والتي تنوعت مابين القتل والاعتقال والفصل التعسفي، حيث قدم طلاب الأزهر70 شهيدًا من جملة 190 طالب قتلوا على يد ميليشيات الانقلاب العسكري على مستوي الجامعات المصرية منذ بداية العام الدراسي، كما بلغ عدد المعتقلين من طلاب جامعة الأزهر 545 معتقلاً من جملة 1531 طالباً معتقلاً منذ 3 يوليو الماضي، وبلغ عدد الطالبات المعتقلات حتى الآن 39 طالبة، أشهرهن طالباتٌ من فرع الجامعة بـ"المنصورة" هذا بخلاف المصابين والذي يقدر عددهم بالآلاف، لا يجدون مستشفى للعلاج خوفًا من احتجازهم.

 

كما احتلت جامعة الأزهر النصيب الأكبر بين الجامعات المصرية على مستوي الأحكام القضائية والكفالات، حيث بلغت قيمة الغرامات المالية التي صدرت بحق طلاب مصر 3 ملايين جنيه، كان لطلاب الأزهر النصيب الأكبر منها حيث تعددت الأحكام الجائرة ضدهم مابين الحبس والكفالة والتي كان أبرزها الحكم ضد 12 طالب ممن الذين تظاهروا أمام المشيخة بعقوبة الحبس17عامًا، وغرامة 64 ألف جنيه في نوفمبر الماضي، وهو الحكم الذي وصفه الحقوقيون والقانونيون، بأنه سياسي انتقامي بامتياز، وليس له سند قانوني مؤكدين أن المحكمة التي أصدرت هذا الحكم قد جانبها الصواب، في تطبيق صحيح القانون والانتصار لحريات الأفراد، وأنها ركبت متن الشطط والقسوة ضد الطلاب المحكوم عليهم، معتبرين أن هذا الحكم انتهاكًا صارخًا لنصوص قانون العقوبات المصري.

 

وعلى الرغم من استنكار الحقوقيين والقانونين لهذا الحكم إلا أن الأحكام الجائرة ضد طلاب الأزهر، توالت في الفترة الأخيرة، ومنها الحكم على 17 طالبًا من جامعة الأزهر بـ14 عامًا، حيث قضت محكمة جنح "الجمالية" مؤخرًا بمعاقبة 17 طالبًا وأشخاضًا آخرين بالحبس 14 عامًا، تزامنًا مع حكمٍ أخر قضت به محكمة جنح "مدينة نصر" بأكاديمية الشرطة، بمعاقبة 16 طالبًا لمدة 3 سنوات.

 

ويصف الخبراء الأحكام القضائية الموجهة ضد طلاب الجامعة بأنها سريعة وناجزة، بعكس الأحكام الأخرى حيث من هذه الأحكام ما صدر بعد ساعات قليلة ومنها الحكم على 38 طالبًا بالحبس سنة بتهمة التجمهر، كما تم أيضًا الحكم على 6 طلاب من طلاب الأزهر بالسجن 5 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه بتهمة تعطيل الاستفتاء، وكان أغلبهم من طلاب جامعة الأزهر.

 

ولم تكن طالبات جامعة الأزهر بمنأى عن هذه الأحكام الجائرة حيث صدر حكم انتقامي ضد عدد من الطالبات، اللاتي تم اعتقالهن من داخل الحرم الجامعي في 24 ديسمبر الماضي، وكان من بينهن الطالبة "آلاء السيد" التي قامت ميليشيات الانقلاب بسحلها وضربها داخل الحرم الجامعي، حيث أصدرت المحكمة ضدهن الحكم بالحبس 5 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه.

 

فصلٌ تعسفي

ويمثل الفصل التعسفي لطلاب الأزهر الوسيلة الأحدث لعقاب الطلاب الناجين من القتل والاعتقال، حيث بلغ عدد الطلاب المفصولين نهائيًا لمشاركتهم في المظاهرات حوالي 114 طالبًا وطالبة منهم 51 طالبًا من جامعة الأزهر (19طالبة و32 طالبًا)، تم فصلهم فصلاً نهائيًا، عقابًا لهم على قيامهم بممارسة حقوقهم المشروعة في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي بداخل حرم الجامعة، وهو ما وصفه "المرصد المصري للحقوق والحريات حقوق الإنسان" بأنه أكبر مذبحة إدارية بحق الطلاب، مطالبًا في بيانٍ له بضرورة كفّ يد الأمن ورجال الإدارة الانقلابية، وكفالة الاستقلال الكامل لنشاط الطلابي والأكاديمي وحرية الرأي والتعبير لجميع طلاب.

 

ووصف "المرصد" قرارات الفصل التعسفي، ضد الطلاب، بأنها جائرة تحض على العنف، وتدفع المجتمع المصري نحو المجهول، وتفتقد للحكمة المطلوبة في التعامل مع الشباب الثائر، وأكد أن عمليات الفصل التعسفي التي حدثت مع هؤلاء الطلاب تمثل مخالفة صريحة للمواثيق والأعراف والقوانين المحلية والدولية الخاصة بتنظيم النشاط الطلابي بالجامعات، والتي تحظر على الأجهزة الأمنية تقييد كافة مظاهر النشاط الطلابي التي يعبر من خلالها الطلاب عن آرائهم.

 

وأشار "المرصد" أن رئيس جامعة الأزهر، يعاقب الطلاب الناجين من الاعتقال أو القتل بالفصل النهائي من التعليم، بعد أن سمح لرجال الشرطة والجيش بالوجود داخل الحرم الجامعي، في سابقة لم نشهد لها مثيلاً من قبل في تاريخ الجامعات المصرية، وأضاف "المرصد المصري للحقوق والحريات" أن هذه القرارات لا تخدم العملية التعليمية، لأنها قرارات سياسية، جاءت نتيجة للضغط الشديد الذي يفرضه الحراك الطلابي على السلطات الحاكمة،و التي عجزت حتى الآن عن استيعاب الطلاب الثائرين، واعتمدت في مواجهتهم على الحل الأمني فقط.

 

ومن جانبه أدان اتحاد طلاب جامعة الأزهر، فصل طلاب أزهريين من الجامعة على خلفية مشاركتهم في المظاهرات الطلابية منذ بداية العام الدراسي، ومن بينهم رئيس اتحاد طلاب كلية التجارة ونائبه، وأكد الاتحاد أن الفصل جاء رغم عدم ثبوت أية أدلة على تورطهم في التهم المنسوبة إليهم.

 

حربٌ على الإسلام

في هذا الإطار، أكدت الدكتورة "عزة عبد الرحمن"، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، أن استهداف السلطة الانقلابية لطلاب الأزهر من خلال ممارساتهم القمعية، والتي تتنوع ما بين التصفية الجسدية والاعتقال والفصل التعسفي من الدراسة بالمخالفة لكل القوانين المنظمة للجامعات، يؤكد أن الحرب الدائرة الآن هي حرب ضد الإسلام، ويمثل استهداف طلاب الأزهر هو أحدي الجولات المهمة في هذه الحرب، وذلك لمكانة الأزهر باعتباره قبلة العالم لتعليم الدين الإسلامي.

 

وعقبت الدكتورة "عزة عبد الرحمن": "إصرار الانقلابيين على استهداف طلاب الأزهر يؤكد أنها حرب ضد الإسلام"، مؤكدةً أن "هذه الحرب تقودها ثلاث قوى، هي القوى العلمانية والعسكرية والصهيونية، وذلك لتناغم مصالحها الثلاث وارتباطها بمحاربة الإسلام".

 

وأشارت "عبدالرحمن" أنه على الرغم من ضلوع الانقلابيين في محاربة طلاب الأزهر إلى حد قتل منهم العشرات بدمٍ بارد واعتقال المئات وفصل منهم العشرات، الآن صمود طلاب الأزهر لا يزال الشوكة الأكبر في حلق الانقلاب، حيث فشلت كل محاولاتهم القمعية في إخماد ثورة هذا الجيل الثائر، من أحرار وحرائر الأزهر، لافتةً إلى أن هذا الجيل سجل، بصموده وقدرته على مواجهة وزلزلة هذا الانقلاب الدموي، صفحات مشرفة في تاريخ مصر الحديث، على الرغم من محاولات قنوات إعلام الانقلاب تشويه وقلب الحقائق، من خلال تصوير الحراك الطلابي بأنه أعمال شغب وعنف وإرهاب، فقد أصبح سلاح الكذب هو أكثر الأسلحة المشهرة ضد طلاب الأزهر ولكنها هي الأخرى لم تفلح في إنجاح مخطط الانقلاب في إسكات صوت طلاب الأزهر والذي ظل على مدار التاريخ صاحب كلمة الفصل في مواجهة كل الطغاة والمتجبرين.

 

وأضافت أن ادعاء الانقلابيين بأن عدد من يتظاهرون بجامعة الأزهر لا يمثل سوى عدد محدود من الطلاب، وأنهم ينتمون إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، هو قول يؤكد إفلاس الانقلابيين وفشلهم، وذلك لأن جامعة الأزهر هي الجامعة التي يمكن القول بأن أبناءها على قلب رجلٍ واحد، فأغلبهم مؤيدون للشرعية، وإن لم يشاركوا في المظاهرات والفعاليات المناهضة للانقلاب العسكري، وهو ما يزيد من فشل كل مساعي الانقلاب في محاولة شق صف الطلاب، كخطوة أولى للنيل من الحراك الطلابي.

 

انفصالٌ عن الواقع

ومن جانبه أكد "أشرف عجلان"، المحامي الدولي والمنسق العام للمكتب الإعلامي للثورة المصرية، أن هذا الجيل الثائر من طلاب الأزهر، والذي كشف عجز وضعف الانقلاب العسكري، على الرغم من امتلاكه لكل الأدوات القمعية التي من شأنها إرهاب هؤلاء الطلاب فضلاً عن جهود إعلامهم الخارقة في شيطنة الحراك الطلابي ووصفه بأنه عمل إرهابي؛ إلا أنه يمثل الأمل في مستقبل أفضل لهذا الوطن لأن الشباب هم الصناع الحقيقيون للتغير وللتاريخ، وهو ما يدركه جيدًا الانقلابيين ولكنهم مصرون على أن يعيشوا في غفلة عن الواقع، مؤكدًا أنهم لن يستمروا في غفلتهم طويلاً فعليهم فقط أن يعيدوا قراءة التاريخ ودور طلاب مصر، ولا سيما طلاب الأزهر في مقاومة كل من سعوا لاغتصاب هذا الوطن وسلب الحرية من أبنائه، مؤكدًا أن ما يقوم به طلاب الأزهر اليوم إنما هو استمرار لحراك ونضال تاريخي للحركة الطلابية بجامعة الأزهر أتت ثمارها في الماضي وستؤتي ثمارها في الحاضر بإسقاط هذا الانقلاب الدموي.

 

وأضاف "عجلان" أن الأحكام التي صدرت ضد طلاب الأزهر طوال الفترة الماضية لا يمكن قراءتها في غير السياق السياسي البحت ولا علاقة لها بالقانون أو الأحكام القضائية، مؤكدًا أنه ليس من المستغرب على منظومة القضاء أن تنحو هذا النحو المتحيز للسلطة، وذلك لأن الأنظمة الاستبدادية، على مدار ثلاثة عقود متتالية، تمكنت من تطويع مؤسسة القضاء لمصالحها الخاصة.

 

ممارسات انتقامية

واتفق مع الآراء السابقة الدكتور "أحمد كمال"، أستاذ القانون بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن ما تمارسه السلطة الانقلابية في مصر ضد طلاب مصر، وخاصة طلاب الأزهر، من ممارسات قمعية وتعسفية ومنها الفصل التعسفي والنهائي، هو أمر تجاوز مجرد المخالفة الصريحة للقانون الجامعات واللائحة الطلابية، وإنما تجاوز ذلك إلى حد الممارسات الانتقائية من الطلاب الذين لم يتم قتلهم أو اعتقالهم، حيث أصبح الفصل من الجامعة أحد أبرز الأسلحة المشهرة ضد الطلاب من قبل إدارة الجامعة ورئيسها، الذين أصبحوا هم الآخرون مجرد أدوات يستخدمها الانقلاب في مواجهة الحراك الطلابي.

 

مؤكدًا أنه ليس مستبعدا على هذه الإدارة التي باعت ضميرها للعسكر وارتضت باحتلال قوات الأمن للحرم الجامعي وملاحقة الطلاب بداخله إلى حد قتلهم داخل المدرجات أن تقف هذا الموقف المخزي، إزاء ما يحدث ضد الطلاب وتكون شريكًا أصيلاً فيه، وكان من المفترض أن تكون الحامي الأول للطلاب والمدافع عن حقهم في التعبير السلمي.

 

وأكد "كمال" أن الحركة الطلابية منذ نشأتها، تتم مواجهتها بأبشع الوسائل القمعية وذلك ليقين هؤلاء الحكام الفاسدين بخطورة هذا الحراك الطلابي عليهم، ولكن هذه الممارسات لم تفلح على مدار التاريخ في قمع الطلاب بل كانت تزيد صمودهم وتشعل حماسهم ضد كل هؤلاء المستبدين.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023