شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

السيسي واحتكار مفاتيح السماء والذخيرة !

السيسي واحتكار مفاتيح السماء والذخيرة !
بقلم : حسن القباني    حرص عبد الفتاح...
بقلم : حسن القباني 
 
حرص عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري علي اول رئيس مدني منتخب ، علي احتكار مفاتيح السماء والذخيرة ، منذ اعلان بيان الانقلاب في 3 يوليو 2013 ، فجمع بين الثيوقراطية والفاشية العسكرية معا ، فلا أقام الدنيا ولا أقام الدين ، ولا بدل الوضع ولا قدم البديل ، وافسد في مصر وعاث فيها تقتيلا.
 
فالرجل ، مؤمن إيمانا كاملاً بأهمية احتكار مفاتيح السماء ، والثيوقراطية كحكم الكهنة الذي ظنوا انه سلطتهم مباشرة من الله ، فهو يستعين برجال الدين في صنع مشهد الانقلاب ويريد أن يقول انه يسير في كل ما يرضي فينطق بالحقيقة ويقول انه يسير في كل ما يغضب الله ، ثم يتحدث في حوارات الترقي لمنصبه الجديد عن انه صاحب الحق في حماية الدين ، وانه رسول الفتح المبين لتحرير الدين من الناس "الوحشين "، ووصل به الحد بالأمس انهم اتهم من عارضوه في رفع الدعم والأسعار بأنهم لا يعرفون الله عزوجل، ألم يكن يبكي في الصلاة وزوجته منتقبة ويحفظ كتاب الله – أو هكذا قيل ليصنع منه رجل دين مزيف في وقت سابق – ؟!.
 
الرجل ، كذلك ، لم يتخلي منذ اللحظة الأولي لمخطط العسكر الفاشي لمحو ثورة 25 يناير ، سواء في زي "الطرف الثالث" أو في زي "الانقلاب العسكري" ، عن احتكار مفاتيح الذخيرة ، وهو أمر مناهض للقواعد العسكرية ، وبات ذلك الاحتكار الخطير الذي انحرف بالبندقية المصرية عن أهدافها واستراتيجياتها ومواقعها ، طريق ثابت معه اراق به بمساعدة عناصر الانقلاب ومليشياته دماء الالاف المصريين من الثوار والشعب والشرطة والجيش ضمن مخطط فاشي جهنمي تتضح صورته يوما بعد يوم.
السيسي ، هنا ، هو امتداد للحكم العسكري ، الذي فشل علي مدار 60 سنة في مصر ، وقاوم الحكم المدني ومناخ الديمقراطية والحرية في عهد الرئيس محمد مرسي ، وهو تجسيد حقيقي للتطور الطبيعي للفشل العسكري في الحكم ، فادارة دبابة أو معركة غير ادارة دولة واتخاذ قرار سياسي ، واحتكار الحديث باسم الله جريمة .
 
لقد اتضحت حقائق عدة مع استمرار العسكر في ذلك الإتجاه ، في مقدمتها الموقف الحقيقي للنخبة اليسارية والليبرالية والأمنجية ، الذين تاجروا كثيرا بمحاربة الثيوقراطية والفاشية العسكرية ثم تزوجوا منها سرا واعلنوا ذلك العار مع الانقلاب دون أدنى استحياء ، والموقف الحقيقي للتيار الاسلامي الذي يرفض الثيوقراطية والفاشية العسكرية قولا وعملا ، وهو ما ظهر في مقاومته لتلك الجريمتين سواء في تجربة العسكر الاولي في زي الطرف الثالث أو في تجربتهم الثانية في زي الانقلاب العسكري .
 
لقد ظن السيسي ومجموعته العسكرية – ظن الغرور – أن ميوله الثيوقراطية ، قد تصنع شيئا مع شعب متدين بطبعه في وطن تحميه تكبيرات المآذن وتدوى فيه أجراس الكنائس ، تتردد في أرجائه مقولة مكرم باشا عبيد "نحن مسلمون وطناً ونصارى ديناً" ، وخاب ظنه ومجموعته كذلك في أن الفاشية العسكرية تصلح مع شعب مناضل أبي يقبل الضيم والظلم ، والواقع يشهد بذلك .
 
آن الاوان لترحل دولة الضباط .. ويسقط حكم البوليس والمخبر .. ويتوقف حكم العسكر ، فمصر دولة مدنية حديثة لن تتازل عن هويتها ولن تتحول لمعسكر ، ولن تفرط في حقوقها وارادتها وثورة 25 يناير ومكتسابتها وأهدافها ، ومن لا يصدق فلينتظر مشهد النهاية لهرطقة الانقلابيين وهي ليست ببعيد وماذلك على الله بعزيز .
 
اصطفوا تنتصروا .. وابشروا بتحرر الأوطان


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023